الخطوات الرئيسية في اختيار عينة البحث العلمي تعتبر الخطوات الرئيسية في اختيار عينة البحث العلمي أمر بالغ الأهمية لضمان جودة وصلاحية الدراسة والبحث، الأمر الذي يجعل هذه الخطوات لها دور كبير في تعزيز الثقة بالنتائج التي قام الباحث بالتوصل إليها من خلال جمع المعلومات والبيانات من عينة الدراسة. مما يجعل هذه الخطوات لها أهمية كبيرة بغض النظر عن نوع وطبيعة البحث العلمي، مما يجعل اختيار عينة الدراسة العلمية مرحلة هامة من مراحل البحث العلمي، فأول ما ينشغل به الباحث بدايةً من الشروع في اختيار مشكلة الدراسة وأهدافها هو اختيار عينة البحث. هذا وعملية اختيار عينة البحث العلمي تتوقف بشكل كبير على طبيعة البحث ومنهاجيته وفروضه بالإضافة إلى اختيار أدوات البحث العلمي اللازمة لجمع المعلومات من العينة الممثلة لمجتمع الدراسة مثل (الاستبانات، المقابلات، الاختبارات وغيرها).
الخطوات الرئيسية في اختيار عينة البحث العلمي
لذلك حرص المقال الحالي على توضيح وشرح الخطوات الرئيسية في اختيار عينة البحث العلمي والتي تتمثل في ست خطوات وهي كالتالي:
- التحضير لإجراء اختيارات العينة.
- الاختيار بين إجراء التعداد والعينة.
- اختيار تصميم العينة غير الاحتمالية والعينة الاحتمالية أو تصميم العينة المختلطة.
- اختيار نوع العينة غير الاحتمالية والعينة الاحتمالية، أو تصميم العينة المختلطة.
- تحديد حجم العينة.
- اختيار العينة.
ذات صلة:
- خطوات اختيار عينة البحث
- اختيار عينة البحث
- العينة الاستطلاعية
- عينة الدراسة في البحث العلمي
- العينة العشوائية في البحث العلمي
أولاً: التحضير لإجراء اختيارات العينة:
لابد أن يتم التحضير والإعداد الدقيق قبل إجراء اختيارات العينة، إذ يجب أن يتضمن نثل هذا التحضير مراجعة دقيقة لهدف الدراسة، وطبيعة المجتمع، والموارد المتاحة بالإضافة إلى اعتبارات تصميم البحث، واعتبارات المسائل الأخلاقية والقانونية.
هذا ويتضمن التحضير لإجراء اختيارات العينة مجموعة من التوجهات إذ يتعين على الباحث قبل جراء اختيارات العينة أن يكون قادراً على الإجابة بوضوح على بعض الأسئلة وهي (ما أهداف الدراسة؟، كيف يتم تعريف المجتمع المستهدف، وما هي طبيعة المجتمع [ حجمه، تباينه، إمكانية الوصول إليه، توزيعه الجغرافي، إمكانية إلحاق الضرر به]، وما الموارد المتاحة لإجراء الدراسة، وما نوع تصميم البحث الذي سوف يقوم الباحث بتنفيذه؟، ما المسائل الأخلاقية والقانونية التي يتعين على الباحث أخذها في الحسبان؟)، ومع الأخذ بالاعتبار مثل هذه الأسئلة فإنه يمكن تصنيف المبادئ التوجيهية للتحضير لإجراء اختيارات العينة في بعض النقاط وهي:
- أهداف الدراسة.
- تعريف وتحديد المجتمع.
- طبيعة المجتمع.
- الموارد المتاحة.
- اعتبارات تصميم البحث.
- الاعتبارات الأخلاقية.
ثانياً: الاختيار بين إجراء التعداد والعينة:
تتضمن هذه الخطوة الاختيار بين دراسة المجتمع المستهدف بشكل عام وبين دراسة مجموعة جزئية من المجتمع (العينة)، ومن الضروري خلال قيام الباحث بهذا الإجراء أن يكون لديه فهم واستيعاب جيد لجميع أوجه الاختلاف بين خطأ العينة العشوائي والخطأ المنهجي. ويمكن تعريف كلاً من خطأ العينة العشوائي والخطأ المنهجي كما يلي:
خطأ العينة العشوائي:
يشير هذا الخطأ إلى الاختلاف بين تقدير العينة وقيمة المجتمع الحقيقية ويأتي ذلك نتيجة للاختلاف الذي ينشأ بالصدفة بين العينات المتعددة. فإذا اختار الباحث أكثر من عينة فإن من غير المرجح أن يحصل من كل عينة على التقدير نفسه تماماً، ومن ثم من المحتمل أن يحدث التباين العشوائي وتسمى هذه التقلبات أو التباينات باسم (خطأ العينة العشوائي).
الخطأ المنهجي أو خطأ التحيز:
يقصد به الاختلاف بين تقدير العينة والقيمة الحقيقية للمجتمع والذي يحدث بسبب عوامل أخرى غير الخطأ العشوائي، ويميل الخطأ المنهجي أو خطأ التحيز إلى جعل أحد تقديرات المجتمع دائماً أقل أو أعلى من القيمة الحقيقية لمعلمة المجتمع.
ثالثاً: الاختيار تصميم العينة غير الاحتمالية والعينة الاحتمالية أو تصميم العينة المختلطة:
بمجرد أن يتخذ الباحث قرار بشأن إجراء العينة، فإن الخطوة التالية تتضمن الاختيار بين نوعين رئيسيين من أساليب العينة وهما (العينة الاحتمالية والعينة الغير احتمالية)، هذا وتعطي العينة الاحتمالية لكل عنصر في المجتمع المستهدف فرصة معروفة وغير صفرية في الاختيار في العينة، والأمر يختلف في العينة غير الاحتمالية.
هذا ويتعين على الباحث الوضع في الاعتبار جوانب القوة والضعف لكل من العينة الاحتمالية والعينة غير الاحتمالية عند الاختيار بينهما يمكن عرضها من خلال عدة نقاط وهي:
- العينة الاحتمالية يكون اختيار العينة مستقلاً عن عواطف الباحث، في حيث يعتمد اختيار عناصر العينة في العينة غير الاحتمالية على عواطف الباحث.
- قد يتسبب الاختيار الاحتمالي إلحاق الضرر بمشروع البحث، كما قد يكون الاختيار الذاتي أو الشخصي جانباً أساسياً في الدراسة.
- قد يكون اهتمام الباحث منصباً فقط على بعض أفراد معينين في مجتمع الدراسة، وفي مثل هذه الحالة يكون إعطاء كل الناصر في المجتمع فرصة للاختيار ضمن العينة نوعاً من الإسراف وعدم الاتساق مع أهداف الدراسة.
- في بعض الأحيان قد يكون الأنسب والأفضل استخدام الباحث أو الباحثة استخدام حكمه الشخصي أو حكم الخبراء في اختيار العناصر من المجتمع، وقد تكون العينة الفرضية كأسلوب معاينة غير احتمالية هو الأسلوب الأنسب في مثل هذه الحالة.
رابعاً: اختيار نوع العينة غير الاحتمالية والعينة الاحتمالية، أو تصميم العينة المختلطة:
تتضمن الخطوة التالية قيام الباحث باختيار نوع محدد من تصميم العينة غير الاحتمالية أو العينة الاحتمالية وذلك من أجل استخدامه في الدراسة، وقد يختار الباحث استخدام إجراء عينة من خلال المزج بين أنواع مختلفة من طرق العينة مثل المزج بين أنواع مختلفة من أساليب العينة غير الاحتمالية وأنواع مختلفة من أسالب العينة الاحتمالية، أو المزح بين أساليب العينة غير الاحتمالية وأساليب العينة الاحتمالية.
هذا وتتميز بعض تصميمات العينة بالطبيعة الخاصة لوحدات العينة، ويتميز البعض الآخر بالمزج بين أكثر من نوع من أنواع تصميم العينة. وتتمثل التصميمات المميزة بطبيعة وحدات العينة هي العينة المعتمدة على الهاتف، والعينة المعتمدة على الإنترنت، والعينة المعتمدة على العناوين، والعينة المعتمدة على الزمن، والعينة المعتمدة على الحيز. أما في حالة العينة المختلطة يمكن للباحث أن يجمع بين الأنواع المختلفة لتصميمات العينة غير الاحتمالية، أو الجمع بيت الأنواع المختلفة لتصميمات العينة الاحتمالية، أو الجمع بين تصميمات العينة غير الاحتمالية والعينة الاحتمالية.
خامساً: تحديد حجم العينة:
عن طريق قيام الباحث باختيار نوع محدد من تصميم العينة التي سيتم استخدامها في اختيار العينة تأتي الخطوة التالية التي تنطوي على تحديد عدد العناصر التي سوف يقوم الباحث باختيارها.
هذا ويعتبر اختيار حجم العينة قرار هام جداً لذلك يجب على الباحث الأخذ بالاعتبار جميع العوامل ذات الصلة كما يجب عليه ألا يضيع الوقت والمال في اختيار عينة ذات حجم كبير جداً، أو الإخفاق في تحقيق أهداف الدراسة بسبب حجم العينة الصغير جداً، لذلك يجب أن يبدأ تحديد حجم العينة بمراجعة بعض العوامل وأن يكون لدى الباحث فهم واستيعاب واضح للآتي:
- أهداف الدراسة (الأهداف الاستطلاعية مقابل الأهداف غير الاستطلاعية، أهمية الحصول على نتائج ذات مصداقية، الحاجة لوصف أو مقارنة مجتمعات فرعية، الحاجة إلى أن تتضمن الدراسة فئات نادرة أ, ذات حجم صغير جداً في المجتمع).
- الاعتبارات الأخلاقية والقانونية.
- طبيعة مجتمع الدراسة.
- الموارد المتاحة للباحث.
- طبيعة تصميم البحث (نوع تصميم البحث، نوع تصميم وتحليل البيانات، نوع تصميم العينة).
سادساً: اختيار العينة:
تتضمن الخطوة النهائية من الخطوات الرئيسية في اختيار عينة البحث العلمي تنفيذ اختيارات العينة التي قام بها الباحث، وتعتمد جودة العينة المختارة بدرجة كبيرة على جودة التحضير لإجراء اختيارات العينة.
الخاتمة:
بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت بشكل تفصيلي على الخطوات الرئيسية في اختيار عينة البحث العلمي، وذلك من خلال عرض لجميع مراحلها بداية من التحضير لإجراء الاختيار للعينة وصلاً إلى اختيار العينة، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً للعديد من الباحثين وطلاب الدراسات العليا في كافة المجالات والتخصصات، و مع تحيات شركة دراسة للاستشارات الأكاديمية.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
دانييل، جوني. (2015). أساسيات اختيار العينة في البحوث العلمية مبادئ توجيهية عملية لإجراء اختيارات العينة البحثية، [ترجمة طارق عبد الرحمن، محمد بن إبراهيم عقيل]. مكتبة الملك فهد الوطنية.
