المتغير التابع والمتغير المستقل في البحث العلمي

المتغير التابع والمتغير المستقل في البحث العلمي

شارك مع أصدقائك :

 

يمثل تحديد المتغيرات بدقة أحد أهم جوانب البحث العلمي التي تؤثر مباشرةً في جودة النتائج ودقتها.
في أي دراسة علمية، يُعد تحديد المتغيرات التابع منها والمستقل جزءًا أساسيًا من تصميم البحث. حيث يوضح الباحث كيف ترتبط المتغيرات ببعضها، وما إذا كان التغير في أحدها يؤدي إلى تغيير في الآخر. يهدف هذا المقال إلى توضيح الفرق بين المتغير التابع والمستقل، خصائص كل منهما، أهميتهما في البحث العلمي، وكيفية التعامل معهما بطريقة علمية دقيقة.

تعريف المتغيرات في البحث العلمي:

 المتغيرات هي عناصر أساسية تُستخدم لقياس الظواهر وتحليل العلاقات بينها.
المتغير هو أي خاصية يمكن قياسها، وتتغير قيمتها من فرد إلى آخر أو من حالة إلى أخرى. تتنوع المتغيرات وفقًا لنوع الدراسة وطبيعة الظواهر التي يتم فحصها، إلا أن التصنيف الأساسي يشمل المتغير المستقل والمتغير التابع. 

تعريف المتغير المستقل:

1-المفهوم الأساسي:

المتغير المستقل هو العنصر الذي يتم التلاعب به لاختبار تأثيره على متغير آخر.
المتغير المستقل (Independent Variable) هو المتغير الذي يتحكم فيه الباحث لدراسة تأثيره على المتغير التابع. على سبيل المثال، في دراسة عن تأثير عدد ساعات الدراسة على التحصيل الأكاديمي، يُعد عدد ساعات الدراسة هو المتغير المستقل

2-خصائص المتغير المستقل:

 يتميز المتغير المستقل بخصائص تميزه عن غيره من المتغيرات في البحث العلمي.

  1. يتم التحكم فيه من قبل الباحث.
  2. يؤثر على متغيرات أخرى في الدراسة.
  3. يمكن قياسه بطرق كمية أو نوعية.

3- أمثلة على المتغير المستقل:

 تتعدد أمثلة المتغير المستقل باختلاف مجال الدراسة.

  1. في دراسات الطب: جرعة الدواء.
  2. في التعليم: نوع أسلوب التدريس.
  3. في الاقتصاد: مستوى الدخل.

تعريف المتغير التابع:

1-المفهوم الأساسي:

 المتغير التابع هو العنصر الذي يتأثر بالتغيرات في المتغير المستقل.
المتغير التابع (Dependent Variable) يمثل النتيجة أو الأثر الذي يسعى الباحث لقياسه. في المثال السابق، التحصيل الأكاديمي هو المتغير التابع لأنه يعتمد على عدد ساعات الدراسة.

2-خصائص المتغير التابع:

للمتغير التابع خصائص فريدة تجعله محور البحث العلمي.

  1. يعتمد على التغيرات التي تطرأ على المتغير المستقل.
  2. يتم قياسه كدليل على نجاح أو فشل التجربة.
  3. يتطلب أدوات دقيقة لقياس التغيرات بدقة.

3-أمثلة على المتغير التابع:

 يختلف المتغير التابع باختلاف هدف الدراسة.

  1. في الطب: مستوى ضغط الدم.
  2. في التعليم: مستوى الفهم أو الدرجات الأكاديمية.
  3. في التسويق: حجم المبيعات.

العلاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع:

1- علاقة التأثير والتأثر:

 العلاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع تمثل جوهر البحث العلمي.
يُنظر إلى المتغير المستقل كعامل مؤثر، بينما المتغير التابع هو العامل المتأثر. في تجربة علمية، يتم التحكم في المتغير المستقل لمراقبة كيفية استجابة المتغير التابع.

2- تحديد العلاقة السببية:

 تحليل العلاقة السببية هو الهدف الرئيسي من دراسة المتغيرات.
يتطلب تحديد العلاقة السببية بين المتغيرات استبعاد أي عوامل خارجية قد تؤثر في المتغير التابع، مما يضمن دقة النتائج وموضوعيتها.

أهمية المتغيرات في البحث العلمي:

1- تصميم البحث:

تحديد المتغيرات هو خطوة أساسية في تصميم الدراسة العلمية.
يساعد التمييز بين المتغير المستقل والمتغير التابع في تحديد نوع الدراسة، سواء كانت وصفية أو تجريبية.

2- تحليل البيانات:

 البيانات التي تجمع حول المتغيرات تُستخدم لفهم العلاقات بينها.
تمكن المتغيرات الباحثين من تحليل العلاقات الإحصائية وتقديم استنتاجات تستند إلى أدلة قوية.

3-اختبار الفرضيات:

 الفرضيات العلمية تعتمد على العلاقة بين المتغيرات.
يساعد تحديد المتغير المستقل والتابع على صياغة فرضيات دقيقة واختبارها باستخدام أدوات إحصائية مناسبة.

4-إثراء المعرفة العلمية:

 البحث العلمي المدعوم بتحديد دقيق للمتغيرات يُسهم في تقدم المعرفة.
يمكن أن تؤدي الدراسات إلى استنتاجات تساعد في تطوير نماذج علمية جديدة أو تحسين الممارسات القائمة.

كيفية تحديد المتغيرات في البحث:

1- تحديد المشكلة البحثية:

المشكلة البحثية تُحدد طبيعة المتغيرات المستخدمة.
يجب أن تعكس المتغيرات هدف البحث وعلاقته بالسياق العام للدراسة.

2- الاعتماد على الأدبيات السابقة:

 الأدبيات السابقة تُوفر رؤى حول العلاقات المحتملة بين المتغيرات.
يساعد استعراض الدراسات السابقة في تحديد المتغيرات الأكثر صلة بالمجال البحثي.

3-استخدام أدوات قياس دقيقة:

أدوات القياس تُساعد في جمع بيانات دقيقة حول المتغيرات.
تشمل هذه الأدوات الاستبانات، المقابلات، والأجهزة العلمية حسب طبيعة الدراسة.

أمثلة تطبيقية على المتغير المستقل والتابع:

1-في التعليم:

 يُعد التعليم مجالًا غنيًا بالعلاقات بين المتغيرات.

  1. المتغير المستقل: عدد الساعات الدراسية.
  2. المتغير التابع: الأداء الأكاديمي للطلاب.

2- في الطب:

 تُستخدم التجارب الطبية لتحليل تأثير الأدوية أو التدخلات.

  1. المتغير المستقل: نوع العلاج.
  2. المتغير التابع: معدل الشفاء.

3-في التسويق:

 التسويق يعتمد على تحليل العلاقة بين الإستراتيجيات والنتائج.

  1. المتغير المستقل: نوع الإعلان.
  2. المتغير التابع: معدل المبيعات.

التحديات في دراسة المتغيرات:

1-تحديد العلاقة السببية:

 قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان المتغير المستقل يؤثر مباشرةً في المتغير التابع.
تحتاج العلاقة السببية إلى استبعاد العوامل الخارجية التي قد تؤثر في النتائج.

2-اختيار أدوات القياس المناسبة:

أدوات القياس غير الدقيقة قد تؤثر في جودة البيانات.
يجب استخدام أدوات قياس موثوقة ومناسبة لطبيعة المتغيرات.

3-التعامل مع المتغيرات الوسيطة:

قد تتداخل متغيرات أخرى في العلاقة بين المستقل والتابع.
يتطلب تحليل البيانات مراعاة هذه المتغيرات لتجنب التفسيرات الخاطئة.

الخاتمة:

 يمثل التمييز بين المتغير المستقل والمتغير التابع جوهر البحث العلمي.
يساعد تحديد المتغيرات بدقة على تصميم دراسة قوية، واختبار الفرضيات بفعالية، وتقديم استنتاجات علمية موثوقة. من خلال استيعاب العلاقة بين هذه المتغيرات، يمكن للباحثين تقديم معرفة تسهم في تطوير مجالات مختلفة.

مقالات ذات صلة:

أهمية البحث العلمي

الفرق بين المشكلة والاشكالية في البحث العلمي

عناصر أساسية تكفي لإعداد خطة البحث العلمي

مراجع المقال:

مركز البيان للدراسات والتخطيط. (2017). خطوات كتابة البحث العلمي في الدراسات الإنسانية. سلسلة إصدارت مركز البيان للدراسات والتخطيط.

جاسم، غادة محمود. (2020). عرض النتائج- تنظيمها وتحليلها ومناقشتها- الجداول والرسوم- بعض الأخطاء. جامعة المستنصرية.  

الأسئلة الشائعة:

1-ما هو المتغير التابع والمتغير المستقل في البحث؟

  1. المتغير المستقل: هو المتغير الذي يتحكم فيه الباحث لتحديد تأثيره على متغير آخر.
  2. المتغير التابع: هو المتغير الذي يتم قياسه لمعرفة تأثير التغيرات في المتغير المستقل عليه.

2- ما هي المتغيرات في البحث العلمي؟

المتغيرات هي عناصر أو خصائص قابلة للقياس والتغيير تُستخدم لفحص العلاقات في البحث العلمي، وتشمل:

  1. المستقل: يتم التحكم فيه من قبل الباحث.
  2. التابع: يُقاس كأثر للتغيرات في المستقل.
  3. الدخيل: متغيرات خارجية قد تؤثر في النتائج.

3-ما المتغير المستقل والمتغير التابع في التجربة الثانية؟

  1. المتغير المستقل: العامل الذي يتم تغييره في التجربة (مثل نوع العلاج أو طريقة التدريس).
  2. المتغير التابع: النتيجة التي يتم قياسها (مثل معدل الشفاء أو التحصيل الأكاديمي).

4-ما الفرق بين المتغير التابع والمستقل والدخيل؟

  1. المستقل: العامل الذي يؤثر في النتائج ويُتحكم فيه.
  2. التابع: العامل الذي يتأثر بالتغيرات في المستقل.
  3. الدخيل: عوامل خارجية قد تؤثر في العلاقة بين المستقل والتابع وتحتاج إلى السيطرة عليها لضمان دقة النتائج. 

 


تابعنا على :


التعليقات (0)

اترك تعليق

تعرف علي خدماتنا

فتح الدردشة
دراسة للاستشارات والدراسات والترجمة
أهلا
مرحبًا بكم في دراسة
كيف استطيع مساعدتك؟
Phone

الهاتف

تواصل معنا
أخفاء