الاقتباس في البحث العلمي

يشكل الاقتباس ركيزة أساسية في البحث العلمي، حيث يُستخدم لدعم الأفكار، وإبراز المصداقية، وتعزيز المعرفة. يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل حول مفهوم الاقتباس، أهميته، أنواعه، والفرق بينه وبين السرقة الأدبية، مع التركيز على أفضل الممارسات لتجنب الأخطاء الشائعة.

ما هو الاقتباس؟ تعريف شامل:

التعريف اللغوي للاقتباس:

الاقتباس مشتق من كلمة "قبس" التي تعني أخذ جزء من شيء لإضاءة شيء آخر. لغويًا، تشير الكلمة إلى نقل فكرة أو نص مع الاستفادة منه.

التعريف الاصطلاحي للاقتباس:

من الناحية الاصطلاحية، يعني الاقتباس نقل نصوص أو أفكار من مصادر أخرى بهدف دعم فكرة أو تحليل، مع الالتزام بالتوثيق الصحيح للمصدر لتجنب انتهاك الأمانة العلمية.

أصول تاريخية للاقتباس:

تعود فكرة الاقتباس إلى العصور القديمة، حيث كان العلماء يعتمدون على أعمال سابقيهم لتطوير معارفهم. هذه الممارسة كانت ولا تزال محورية في نمو العلوم.

لماذا يعد الاقتباس ركيزة أساسية في البحث العلمي؟

1- تعزيز المصداقية العلمية:

يُظهر الاقتباس أن الباحث على دراية بالمجال، مما يُضفي المصداقية على العمل البحثي.

2- بناء أسس معرفية متينة للأبحاث:

يساعد الاقتباس في ربط الأبحاث الجديدة بالدراسات السابقة، مما يخلق استمرارية علمية تدعم تطور المعرفة.

3- تحقيق الاستمرارية العلمية والتطوير الأكاديمي:

من خلال الاقتباس، يمكن للباحثين البناء على ما تم تحقيقه مسبقًا وتقديم إسهامات جديدة تضيف إلى المعرفة.

4- إثراء النقاش الأكاديمي:

يساهم الاقتباس في إثارة النقاشات وتحفيز التفكير النقدي حول موضوعات البحث.

أنواع الاقتباس: تصنيفات وخصائص:

اولا: الاقتباس المباشر:

يشير الاقتباس المباشر إلى نقل نص حرفي من مصدر مع استخدام علامات الاقتباس، مع الإشارة الدقيقة للمصدر. يُستخدم عادةً لإبراز نصوص ذات أهمية خاصة.

ثانيا: الاقتباس غير المباشر:

يعتمد الاقتباس غير المباشر على إعادة صياغة النصوص أو الأفكار مع الحفاظ على المعنى الأساسي. يتيح هذا النوع من الاقتباس دمج المعلومات بسلاسة ضمن البحث.

ثالثا: إعادة الصياغة:

تعتبر إعادة الصياغة من أكثر أشكال الاقتباس استخدامًا، حيث يُعاد صياغة النص بأسلوب الباحث مع الحفاظ على المحتوى.

ثالثا: الاقتباس الجزئي:

يتضمن نقل جزء صغير فقط من النص الأصلي لتوضيح نقطة معينة، مما يُساهم في التركيز على فكرة محددة.

رابعا: الاقتباس السياقي:

يتعلق باستخدام اقتباسات قصيرة ضمن السياق الأكبر للنص، لإضفاء مزيد من العمق والوضوح.

الفرق بين الاقتباس والسرقة الأدبية:

1- معايير الأمانة العلمية:

الاقتباس يعتمد على توثيق المصادر واحترام حقوق الملكية الفكرية، بينما السرقة الأدبية تُعتبر انتهاكًا لهذه الحقوق.

2- تأثير السرقة الأدبية على البحث الأكاديمي:

تؤدي السرقة الأدبية إلى الإضرار بسمعة الباحث والمجتمع الأكاديمي، كما أنها تعيق تقدم المعرفة العلمية.

3- أمثلة واقعية على الفرق بين الاقتباس والسرقة الأدبية:

على سبيل المثال، الإشارة إلى مصدر عند استخدام فكرة معينة يُعتبر اقتباسًا مشروعًا، بينما نسخ النصوص بدون الإشارة إلى المصدر يُعتبر سرقة أدبية.

خطوات الاقتباس الفعّال في البحث العلمي:

اولا: اختيار المصادر المناسبة:

يجب على الباحث اختيار مصادر موثوقة وحديثة لدعم بحثه.

ثانيا: تحليل النصوص الأصلية:

قبل الاقتباس، من المهم فهم النصوص الأصلية وتحليلها لضمان دقة الاقتباس.

ثالثا: توثيق المراجع بطرق احترافية:

توثيق المصادر بشكل صحيح يُجنب الباحث الوقوع في مشاكل تتعلق بالسرقة الأدبية.

رابعا: تحديد نوع الاقتباس المناسب:

يجب أن يختار الباحث نوع الاقتباس بناءً على هدفه من استخدام النص.

تحديات الاقتباس في البحث العلمي:

1- مشكلات التوثيق:

تتطلب عملية التوثيق الدقة والانتباه لتفاصيل المصادر، وهو ما قد يُشكل تحديًا.

2- التوازن بين النقل والإبداع:

يجب أن يوازن الباحث بين استخدام الاقتباسات وتقديم أفكار جديدة.

3- تجنب الوقوع في شبهة السرقة الأدبية:

يُساعد الالتزام بمعايير الأمانة العلمية واستخدام أدوات التحقق من الانتحال في تجنب هذه المشكلة.

4- اللغة والصياغة:

قد يجد الباحث صعوبة في إعادة صياغة النصوص بطريقة تعبر عن أفكاره.

أفضل الممارسات لكتابة بحث علمي يعتمد على الاقتباس:

اولا: الالتزام بالنسب المسموح بها للاقتباس:

يجب على الباحث الالتزام بالنسب المحددة للاقتباس وفقًا لمتطلبات الجهة الأكاديمية.

ثانيا: استخدام برامج الكشف عن الانتحال:

تساعد هذه البرامج في ضمان أن البحث خالٍ من السرقة الأدبية.

ثالثا: تحقيق التوازن بين الاقتباس والتحليل الشخصي:

من المهم أن يُظهر الباحث قدرته على التحليل والنقد بدلاً من الاعتماد المفرط على الاقتباسات.

رابعا: التوثيق متعدد الأساليب:

يمكن استخدام أساليب مختلفة للتوثيق مثل APA وMLA وChicago لتلبية متطلبات النشر.

أمثلة واقعية لاستخدام الاقتباس:

1- دراسات تطبيقية في العلوم الاجتماعية:

في مجال العلوم الاجتماعية، يُستخدم الاقتباس لتوضيح النظريات وتطبيقها على الظواهر المجتمعية.

2- استخدام النظريات العلمية لدعم الأبحاث التقنية:

في الأبحاث التقنية، يُعتمد على الاقتباسات لدعم تطوير نظريات أو حلول جديدة.

3- الأبحاث التاريخية:

في الأبحاث التاريخية، يعتمد الباحثون بشكل كبير على اقتباسات من الوثائق والسجلات القديمة لدعم استنتاجاتهم.

أهمية الاقتباس في إثراء البحث العلمي العربي:

1- دعم الأبحاث العربية بالمصادر الأجنبية:

يُسهم الاقتباس من المصادر الأجنبية في تعزيز جودة الأبحاث العربية وتوسيع آفاقها.

2- الترويج للتواصل الثقافي والعلمي عالميًا:

يُساعد الاقتباس في تعزيز التعاون العلمي بين الباحثين من مختلف الثقافات.

3- تطوير المحتوى الأكاديمي العربي:

يمكن أن يسهم الاقتباس في تحسين جودة المحتوى الأكاديمي باللغة العربية.

الاقتباس المباشر في البحث العلميPDF:

يمكن الحصول على معلومات أكثر عن الاقتباس المباشر في البحث العلمي من خلال تحميل كتاب عن الاقتباس المباشر في البحث العلمي PDF من خلال الضغط على الرابط التالي (اضغط هنا).

خدمة فحص السرقة الأدبية (Plagiarism Checking):

نقدم في شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة خدمة فحص نسبة الاقتباس أو فحص السرقة الأدبية أو كما تُعرف (Plagiarism) عن طريق استخدام أفضل البرامج المُعتمدة و التي تدعم اللغة العربية مثل برنامج (Turnitin) حيث نقوم بإرسال الملفات إلى الفريق المختص بعملية فحص السرقة الأدبية لدينا وبعد الانتهاء من الفحص سنقوم بتسليم تقرير كامل موضحاً فيه ما يلي :

1.   جميع المصادر والمراجع المُستخدمة في كتابة المحتوى مع رابط كل مصدر ونسبتها % من إجمالي النص.

2.   نسبة الاقتباس كنسبة مئوية بشكل عام على الدراسة كاملةً.

3.   أكثر الدراسات التي تم الاقتباس منها مع توضيح نسبة الاقتباس من كل دراسة.

4.   عدد المرات التي تم الاقتباس منها من المصادر كلٍ على حده.

مراجع يمكن الرجوع إليها:

أبو سليمان، عبد الوهاب ابراهيم، (1987). كتابة البحث العلمي صياغة جديدة. الطبعة الثالثة. دار الشروق للنشر والتوزيع. جامعة أم القرى. مكة المكرمة. المملكة العربية السعودية.

الوهيب، نعينة فهد. (د.ت). قواعد في التوثيق والاقتباس. تطبيقات البحث التربوي.

عيدان، عماد خليل. (2021). قواعد وأسس الاقتباس والتوثيق في البحث العلمي. المجلة الأكاديمية جامعة النوروز، 10 (2)، 305- 316. 

مقالات ذات صلة:

كيفية صياغة مشكلة البحث بشكل سليم

كيفية كتابة مقدمة بحث أكاديمي فعالة

طريقة كتابة حدود البحث العلمي وأهميتها لبحثك

خطوات كتابة الاستنتاجات في البحث العلمي

الخاتمة:

الاقتباسات ليست مجرد أداة لنقل المعلومات، بل هي وسيلة لتطوير الأفكار وتعزيز الإبداع العلمي. من خلال الالتزام بممارسات الاقتباس الصحيحة، يمكن للباحثين المساهمة في تقدم المعرفة.

الأسئلة الشائعة:

  ما الفرق بين الاقتباس والسرقة؟

• الاقتباس هو استخدام نص أو فكرة من مصدر آخر مع الإشارة إلى المصدر واحترام حقوق الملكية الفكرية.
• السرقة الأدبية تعني نسخ أو استخدام محتوى دون الإشارة إلى المصدر، مما يعد انتهاكًا للأمانة العلمية.

ما هو الاقتباس في الأدب؟

• الاقتباس في الأدب هو استخدام نصوص أو أفكار أدبية من أعمال أخرى لدعم فكرة أو تعبير إبداعي، مع توثيق المصدر.

ما المقصود بالسرقة الأدبية؟

• السرقة الأدبية هي الانتحال أو استخدام أفكار أو نصوص من أعمال الآخرين دون إذن أو توثيق مناسب، مما ينتهك حقوق الملكية الفكرية.

ما المقصود بالاقتباس وما هي أنواعه؟

• الاقتباس هو أخذ نصوص أو أفكار من مصدر آخر لدعم البحث أو الفكرة، مع توثيق المصدر.
• أنواعه:
• الاقتباس المباشر (نقل النص حرفيًا).
• الاقتباس غير المباشر (إعادة صياغة الفكرة).
• الاقتباس الجزئي (نقل جزء من النص).
• إعادة الصياغة (التعبير عن النص بأسلوب جديد).