المنهج التاريخي في البحث العلمي
شارك مع أصدقائك :
المنهج التاريخي في البحث العلمي
إن المنهج العلمي عبارة عن أسلوب للتفكير والعمل يختاره الباحث العلمي لتنظيم أفكاره وتحليلها وعرضها مما يسهم في الوصول إلى نتائج وحقائق معقولة حول موضوع الدراسة، ويُحدد الأسلوب أو المنهج العلمي الذي يقوم باستخدامه الباحث العلمي على أساس موضوع وهدف الدراسة، مما يؤدي إلى إختلاف مناهج وأساليب البحث العلمي، ومن ضمن أساليب وأنواع مناهج البحث العلمي "المنهج التاريخي".
اهمية المنهج التاريخي في البحث العلمي
يهتم الباحثون عامة بالمنهج التاريخ نظراً لإتساع المجالات التي يُستخدم فيها، فالمنهج التاريخي لا يقتصر فقط على الدراسات التاريخية المتعلقة بعلم التاريخ، ولكن يُستخدم المنهج التاريخي بدرجات متفاوته في مجالات أخرى؛ كالمجالات التربوية والنفسية ومجالات العلوم الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية وغيرها من المجالات (سليمان، 2014).
تعريف المنهج التاريخي في البحث العلمي
يُعَد المنهج التاريخي هو تقرير صحة البيانات المتوافرة لحادثة أوظاهرة إنسانية أو طبيعية حدثت في الماضي، من خلال القراءة والتأمل والتحليل والنقد، وقد أُطلق عليه المنهج التاريخي ليس لكونه متخصصاً أو مقتصراً على مشاكل التاريخ، ولكن لأن المشكلات التي يقوم بدراستها المنهج التاريخي قد حدثت في الماضي، فيحاول الباحث العلمي دارسة الماضي لفهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل، ويَسْتَخدم المنهج التاريخي الباحثون الذين يسعون إلى معرفة الأحوال والأحداث التي حدثت في الماضي لأنها دائماً تستثير الإنسان وتجذبه إليها (عليان، 2001).
كيف نشأ المنهج التاريخي في البحث العلمي
ترتبط نشأة المنهج التاريخي في المقام الأول بفطرة الإنسان في تسجيل الأحداث والوقائع التي حدثت في الماضي، وقد حدث ذلك منذ قديم الأزل وعلى سبيل المثال؛ العديد من الحضارات سواء الفرعونية أو الإسلامية أو اليونانية، قد قاموا بتسجيل جميع الأحداث والحقائق في عصورهم. أما بالنسبة للأبحاث العلمية كنظريات أينشتاين وقوانين نيوتن وغيرها فجميعها قد تم تسجيلها في الماضي، فمن الخطأ أن نربط نشأة المنهج التاريخي بشخص بعينه. وبالنسبة لتسجيل المعلومات والأحداث السابقة ليس مرتبط فقط بعلم التاريخ ولكن ارتبط بالعديد من المجالات والعلوم الأخرى.
خصائص المنهج التاريخي في البحث العلمي
هل يستخدم الباحثون المنهج التاريخي بمفرده
هناك صعوبة في استخدام منهج واحد بعينة في البحث العلمي، حيث ارتبط المنهج التاريخي في البحث العلمي بعدة مناهح أخرى وهي المنهج الوصفي ومنهج البحث التجريبي فجميع هذه المناهج تنبثق منها العديد من أساليب البحث العلمي فعلى سبيل المثال
1- المنهج الوصفي يعتمد على العديد من الدراسات وهي (الدراسات المسحية، دراسة العلاقات، الدراسات التطويرية، الدراسات التتبعية)،
2- المنهج التجريبي فيقوم على العديد من الدراسات وهي (دراسة المشكلة وتحديدها، صياغة الفروض واستنباط النتائج، وضع تصميم تجريبي يتضمن النتائج وعلاقاتها وشروطها، دراسة أسس التجربة، دراسة مطالب التجربة، دراسة المتغيرات وضبطها في التجربة، أنواع التصميم التجريبي، حدود البحث التجريبي) (العزاوي، 2008).
ما الفرق بين المنهج الوصفي، والمنهج التاريخي
أشار عباس وآخرون (2012) إلى أن هناك بعض الفروق بين المنهج التاريخي والمنهج الوصفي وهي كالآتي:
الفرق |
المنهج التاريخي |
المنهج الوصفي |
الاهتمامات |
يهتم بجمع الحقائق والمعلومات من خلال دراسة الوثائق والسجلات والآثار للأحداث والظواهر التي مضى عليها فترة من الزمن |
يهتم بدراسة الواقع أو الظاهرة في الوقت الحاضر ووصفها وصفاً دقيقاً. |
أدوات البحث العلمي |
يعتمد في استخدامة على العديد من المصادر الأولية مثل (الآثار، الصحف والمجلات، شهود العيان، الوثائق، المذكرات والسير الذاتية، الكتابات الأدبية والأعمال الفنية) |
يعتمد في استخدامة على العديد من الأساليب مثل (أسلوب المسح أو الدراسات المسحية، دراسة الحالة، تحليل المحتوى، دراسات النمو والتطور، دراسات الارتباط). |
خطوات استخدام المنهج التاريخي في البحث العلمي
أكد عبيدات وآخرون (2001) أن هناك خطوات هامة لاستخدام المنهج التاريخي في البحث العلمي تتمثل في الآتي
- تحديد المشكلة: يبدأ الباحث بتحديد المشكلة ووضع الفروض وجمع المعلومات لاثبات هذه الفروض والوصول إلى النتائج والتعميمات.
- مصادر المعلومات: تتعدد مصادر المعلومات في المنهج التاريخي، حيث تشتمل على مصادر أولية كالآثار والسجلات والوثائق والأشخاص، ومصادر ثانوية مثل كتابات الباحثين والمؤرخين.
- نقد مصادر المعلومات: اتضح من بعض المعلومات التاريخية أن في معظمها مصادر غير مباشرة تتراوح بين شهادات الأشخاص الذين عاصروا الحدث وكتبوا عنه وبين الآثار والسجلات والوثائق، ولما كانت هذه المصادر قديمة فإن هناك شكوك حول مصداقيتها ودقتها، فالوثائق قابلة للتعديل أو التغيير. وهناك نوعان من النقد؛ النقد الخارجي: والمقصود به نقد أصالة الوثيقة، النقد الداخلي: المقصود به نقد محتوى الوثيقة وما تحتويه من معلومات.
- الفروض في المنهج التاريخي: يقوم الباحث بوضع فرضاً يقوم بتوجيهه في جمع المعلومات والبيانات، ثم يقوم بتعديله في ضوء ما يجمعه من معلومات، فالفروض فيما يتعلق بالمنهج التاريخي تتطلب مهارة فائقة من الباحث، لأن الباحث يقوم بدراسة ظاهرة قد حدثت في الماضي مما يتطلب العديد من المهارات ومنها التخيلات الواسعة والجرأة في تحديد الفروض.
مراجع يمكن الرجوع إليها
- العزاوي، رحيم يونس كرو،(2008). مقدمة في منهج البحث العلمي. الطبعة الأولى. دار دجلة للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
- سليمان، عبد الرحمن السيد،(2014). مناهج البحث. عالم الكتاب. جامعة عين شمس. القاهرة. جمهورية مصر العربية.
- عباس، محمد خليل ونوفل، محمد بكر والعبسي، محمد مصطفى وأبوعواد، فريال محمد،(2011). مدخل إلى مناهج البحث في التربية وعلم النفس. الطبعة الثالثة. دار المسيرة للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
- عبيدات، ذوقان وعدس، عبدالرحمن وعبدالحق، كايد(2001). البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه. الطبعة السابعة. مزيدة ومعدلة. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
- عليان، ربحي مصطفى،(2001). البحث العلمي أسسه مناهجه وأساليبه إجراءاته. بيت الأفكار الدولية. جامعة البلقاء التطبيقية. الأردن.
التعليقات (0)