أسلوب تحليل المحتوى في البحث العلمي يعتبر أسلوب تحليل المحتوى في البحث العلمي أحد الأساليب المتبعة في المنهج الوصفي، والذي يسعى من يستعين به إلى تحليل المحتوى الظاهري أو المضمون البيِّن للظاهرة المدرسة ومن ثم وصفها وصفاً موضوعياً ومنهجياً كمياً بواسطة الأرقام الحسابية.
أسلوب تحليل المحتوى في البحث العلمي
هذا ويتضمن هذا المقال شرح واف لكل جانب من جوانب أسلوب تحليل المحتوى في البحث العلمي وذلك من خلال طرح بعض النقاط الهامة وهي:
- تعريف أسلوب تحليل المحتوى في البحث العلمي.
- استخدامات أسلوب تحليل المحتوى.
- أهم أداوت أسلوب تحليل المحتوى في البحث العلمي.
- مميزات أسلوب تحليل المحتوى.
- أبرز عيوب أسلوب تحليل المحتوى في البحث العلمي.
تعريف أسلوب تحليل المحتوى في البحث العلمي:
يقصد بأسلوب تحليل المحتوى هو الأسلوب الذي يقوم على وصف منظم ودقيق لنصوص مكتوبة أو مسموعة من خلال تحديد موضوع الدراسة وهدفها تعريف مجتمع الدراسة الذي سيتم اختيار الحالات الخاصة منه (عينة الدراسة) من أجل دراسة مضمونها وتحليليها. هذا ويعرف على أنه أسلوب بحثي يهدف إلى تحليل المحتوى الظاهري أو المضمون الصريح الظاهرة عن موضوع أو الظاهرة محل الدراسة، ومن ثم يقوم بدراسته ووصفه وصفاً تفصيلياً ومنهجياً وكمياً من خلال الأرقام الحسابية.
هكذا ويتضح لنا من خلال هذه التعريفات أن أسلوب تحليل المحتوى في البحث العلمي يمكن الاستعانة به من خلال بعض النقاط الهامة وهي:
- تحليل المضمون هو اتصال غير مباشر بالأفراد من خلال الاكتفاء بالرجوع إلى الوثائق والسجلات والمقابلات التلفزيونية والصحفية التي تتعلق بموضوع الدراسة والبحث.
- يقوم الباحث بعد اختيار الوثائق والسجلات المناسبة بتحليلها مستنداً إلى البيانات الصريحة الواضحة المذكورة فيها.
- يجب على الباحث التأكد من صدق تمثيل الوثيقة أو السجلات المستخدمة في التحليل سواء كان من حيث أهميتها، أو أصالتها، أو موضوعيتها.
- يتم تحليل المضمون عن طريق الإجابة على أسئلة محددة يتم صياغتها مسبقاً، بحيث تساعد الإجابة على هذه الأسئلة في وصف وتصنيف محتوى المادة المدروسة بشكل يساعد على إظهار العلاقات والترابطات بين أجزاء ومواضيع النص.
- يشترط في مثل هذا الأسلوب عدم تحيز الباحث عند اختيار عينة النصوص أو المسموعات المراد دراستها وتحليل مضمونها، بحيث يجب أن تكون ممثلة بشكل موضوعي لمجتمع الدراسة الذي تمثله.
- التحليل للبيانات يمكن أن يكون كمياً بترجمة المحتوى إلى أرقام ونسب وأعداد وإحصائيات ومعدلات ثم حساب التكرارات لها، من أجل تحديد مواقع التركيز والاهتمام أو التهميش؛ فحضور المصطلح أو غيابه في المضمون يعطي تفسيرات ودلالات تفيد الباحث.
- قد يكون التحليل كيفياً من خلال تفسير وتحيل النتائج وكشف أسبابها وخلفياتها.
استخدامات أسلوب تحليل المحتوى:
من المجالات والموضوعات التي يستخدم فيها أسلوب تحليل المحتوى ما يلي:
- التعرف على المعارف والقيم وتحقيق الأهداف والآثار التي تحملها الكتب، والمناهج، والأدبيات التربوية والثقافية وغيرها.
- دراسة محتوى المؤتمرات الصحفية.
- تحليل النصوص السياسية والقانونية.
- تحليل أنماط الجرائم وعددها وبيئتها وذلك من خلال ما ينشر في الجرائد الوطنية.
- دراسة وتحليل المواد التي تقدمها الصحف والإذاعة المسموعة أو المرئية والكتب والنشرات التي تتصل بأي موضوع من الموضوعات.
- تحليل مضمون الخطب السياسية والدبلوماسية وخطابات المعارضة السياسية.
- دراسة وتحليل مضمون البرامج السياسية للأحزاب وكذلك برامج الحملات الانتخابية.
- التحليل القانوني للمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الوطنية والدولية في ضوء القانون الدولي، والحكم على مدى شرعيتها.
- دراسة محتوى الدساتير والقوانين لكشف مواطن الخلل والتغيرات.
أهم أداوت أسلوب تحليل المحتوى في البحث العلمي:
تنحصر أدوات أسلوب تحليل المحتوى بعدد من الوثائق التي ترتبط بموضوع الدراسة ومن أمثلتها (السجلات، القوانين، الأنظمة والصحف والمجلات، وبرامج التلفزيون، والكتب وغيرها من المواد) التي تحتوي على المعلومات التي يبحث عنها الباحث.
مميزات أسلوب تحليل المحتوى:
يتميز أسلوب تحليل المحتوى عن غيره من المناهج والأساليب في البحث العلمي بمجموعة من المميزات يمكن تلخيصها في الآتي:
- لا يحتاج الباحث إلى الاتصال مع المبحوثين لإجراء تجارب أو مقابلات، وذلك لأن المادة المطلوبة للدراسة متوفرة في الكتب أو الملفات أو وسائل الإعلان المختلفة.
- لا يؤثر الباحث في المعلومات التي يقم بجمعها وتحليلها فتبقى كما هي قبل وبعد إجراء الدراسة.
- هناك إمكانية لإعادة إجراء الدراسة مرة ثانية ومقارنة النتائج مع المرة الأولى لنفس الظاهرة أو مع نتائج دراسة ظواهر وحالات أخرى.
- تعتبر طريقة خالية من التأثير الشخصي للباحث وذلك لعدم وجود مشاركة فعلية من الباحث مع المبحوثين.
- يمكن تطبيق أسلوب تحليل المحتوى على أنواع عديدة ومتنوعة من الموضوعات.
أبرز عيوب أسلوب تحليل المحتوى في البحث العلمي:
على الرغم من وجود مميزات لهذا الأسلوب إلا أنه لا يخلو من العيوب والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- يحتاج إلى جهد مكتبي من قِبَل الباحث.
- يغلب على نتائج أسلوب تحليل المحتوى طابع الوصف لمحتوى وشكل المادة المدروسة ولا يوضح الأسباب التي أدت إلى ظهور المادة المدروسة بهذا الشكل أو المحتوى.
- لا يمتاز هذا الأسلوب بالمرونة حيث يكون الباحث مقيداً بالمادة المدروسة ومصادرها المحدودة.
- المعلومات المأخوذة من تحليل المضمون قد لا تكون معلومات مأخوذة من وثائق حقيقية فقد تكون الوثائق مثالية وغير واقعية، وربما تكون مزورة وغير أصيلة.
- من الصعب الاطلاع على بعض الوثائق نظراً لسريتها.
- صعوبة الحصول على إجابات للأسئلة التي تتطلب معرفة الأسباب. وهذا نظراً أنه في كثير من الأحيان قد لا تكون الإجابات جاهزة ويمكن الحصول عليها بطريقة مباشرة من النص.
الخاتمة:
في نهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على أسلوب تحليل المحتوى في البحث العلمي بدايةً من التعريف به وتوضيح أهم استخداماته وصولاً إلى أهم مميزاته وعيوبه، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً للعديد من الباحثين في مختلف المجالات والتخصصات، مع تحيات شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب. صنعاء
