أسلوب دراسة الحالة في البحث العلمي يعتبر أسلوب دراسة الحالة في البحث العلمي أحد أساليب المنهج الوصفي، إذ يقوم بتوفير صورة واضحة للظاهرة أو الحالة محل الدراسة وذلك من منطلق أن أسلوب دراسة الحالة يستخدم طريقة دقيقة ومحددة في جمع وتوفير المعلومات بصورة تفصيلية وشاملة، مما يجعله يساهم بشكل كبير في تكوين فرضيات جديدة تفتح مجالات بحث ودراسة أمام بحوث ودراسات مستقبلية.
أسلوب دراسة الحالة في البحث العلمي
لذلك حرص المقال الحالي على توضيح وشح أسلوب دراسة الحالة كأحد الأساليب المستخدمة في البحث العلمي وذلك من خلال طرح بعض النقاط الهامة وهي:
- تعريف أسلوب دراسة الحالة.
- استخدامات أسلوب دراسة الحالة في البحث العلمي.
- خطوات أسلوب دراسة الحالة.
- أهمية أسلوب دراسة الحالة في البحث العلمي.
- مميزات أسلوب دراسة الحالة.
- أبرز عيوب أسلوب دراسة الحالة في البحث العلمي.
تعريف أسلوب دراسة الحالة:
يقصد بأسلوب دراسة الحالة المنهج الذي يتجه إلى جمع البيانات العلمية التي تتعلق بأي وحدة سواء كانت فرداً أو مؤسسة أو نظاماً اجتماعياً، وذلك بغرض الوصول إلى تعليمات متعلقة بالوحدة المدروسة وبغيرها من الوحدات المتشابهة. ويعرف أيضاً على أنه أسلوب يقوم على جمع بيانات ومعلومات كثيرة وشاملة عن حالة فردية واحدة أو عدد من الحالات من أجل الوصول إلى فهم أعمق للظاهرة المدروسة وما يشبهها من ظواهر. ومن خلال هذه التعريفات يتضح بعض الأمور التي يمكن أن نلخصها في النقاط التالية التي تتمثل في:
يهتم أسلوب دراسة الحالة بدراسة حالة واحدة قائمة مثل دراسة فرد أو أسرة أو شركة أو مؤسسة محددة.
تجمع البيانات عن الوضع الحالي للحالة المدروسة وكذلك عن ماضيها وعلاقاتها من أجل فهم أعمق وأفضل للمجتمع الذي تمثله.
استخدامات أسلوب دراسة الحالة في البحث العلمي:
يستعين بعض الباحثين بأسلوب دراسة الحالة في أبحاثهم العلمية في بعض الحالات التي تتمثل في الآتي:
- عند الرغبة في دراسة المواقف المختلفة للوحدة دراسة تفصيلية في مجالها الاجتماعي أو الثقافي (أي كل محتويات الثقافة من عادات وتقاليد وقيم وأفكار إضافة للمكونات المادية للثقافة).
- إذا أرد الباحث معرفة التطور التاريخي للوحدة المدروسة.
- حين يريد الباحث أن يسير غور الحياة الداخلية لفرد أو أفراد معنين بدراسة حاجاتهم الاجتماعية واهتماماتهم ودوافعهم.
- قد يستخدم أسلوب دراسة الحالة كأسلوب مكمل لأسلوب آخر إذا احتاج الباحث استيضاح جانب معين من جوانب بحثه أو تفسير نتائج معينة بصورة مستفيضة. هذا ويستخدم دراسة الحالة في كثير من الأحوال كمكمل للدراسات المسحية، ومع أن مثل هذا الأسلوب يؤدي إلى كشف الكثير من الحقائق والمعلومات الدقيقة عن الحالة المدروسة إلا في حالة أن يتم التوصل إلى نفس النتائج من عدد كاف من الحالات المماثلة ومن نفس المجتمع فعندئذٍ يمكن تعميم النتائج على باقي أفراد المجتمع.
- جمع بيانات لفهم شخصية الفرد الذي يعاني من مشكلة اجتماعية أو نفسية بغرض معرفة الظروف التي ظهرت فيها المشكلة محل الدراسة والبحث.
- دراسة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، ومن أمثلة ذلك الدراسات التي تهتم بالأسرة وظروف العمل ومستوى الأجور ونفقات المعيشة والبطالة وغير ذلك.
خطوات أسلوب دراسة الحالة في البحث العلمي:
لدراسة الحالة العديد من خطوات التي يجب أن يتبعها الباحث عند استخدام أسلوب دراسة الحالة وهي كالآتي:
- تحديد الظاهرة أو المشكلة أو نوع السلوك المراد دراسته.
- تحديد المفاهيم والفروض العلمية والتأكد من توفير البيانات المتعلقة بموضوع الدراسة.
- الاختيار الجيد للعينة الممثلة للحالة التي يقوم الباحث بدراستها.
- تحديد وسائل جمع المعلومات والبيانات كالمقابلة والملاحظة والاستبيان وغيرها.
- يجب أن يكون هناك تدريب جامعي للبيانات.
- جمع البيانات والمعلومات وتسجيلها وتحليلها.
- استخلاص النتائج ووضع التعميمات.
أهمية أسلوب دراسة الحالة في البحث العلمي:
إن لأسلوب دراسة الحالة أهمية كبيرة يمكن تلخيصها في مجموعة من النقاط الهامة وهي:
- تستوعب الموضوع بوضوح من خلال دراسته بشكل كامل وشامل تتضح فيه الأسباب والعلل، وجميع المتغيرات المتداخلة والمستقلة والدخيلة، التي أظهرت الحالة المعنية بالدراسة والبحث، ومن خلال دراسة الحالة يُصبح التشخيص العلمي والمهني يسير وسهل والذي يؤدي إلى إصلاح ومعالجات موضوعية.
- دراسة الحالة تمكن الباحث من الوقوف على العلل والأسباب والمعطيات التي تتضمنها الحالة المعنية بالبحث والدراسة، وهي المؤثر الأساسي في إظهار الحالة قيد البحث والدراسة، وكذلك تتيح للباحث إمكانية رسم خطط واستراتيجيات اللازمة ويزوده بالبيانات لإحداث التغيير في حياة المبحوثين.
- تهتم بدراسة السلوك والعمل على تقيم انحرافاته.
- تلفت الانتباه إلى حالات الذين فشلوا وحالات الذين نجحوا في حياتهم بشكل مقارن بينهم وذلك لتوضيح أسباب النجاح والتأكيد على أهميتها.
- تمكن المجتمع من الاهتمام بأفراده وجماعاته بتطبيق الإصلاحات التي توصل إليها الباحث من خلال الدراسة والتشخيص.
- تساهم بشكل كبير في إزالة المخاوف من المبحوث من خلال تقبله كما هو وتقبل التعامل مع حالته وما فيها من إشكاليات وصعوبات.
- تُعد من أفضل الطرق البحثية التي تتمكن من التعرف على المبحوث بطريقة مباشرة من خلال إجراء المقابلات المتخصصة تتسم بالمهارة والفن والرقي.
- تحقق للمبحوث التنفيس الوجداني من خلال إجراء مقابلات مهنية تُجرى من قِبَل الباحثين والأخصائيين المهرة والذين يعتمدون على مبادئ مهنية ويسعون إلى إنجاز أهداف إنسانية
مميزات أسلوب دراسة الحالة:
يحقق استخدام أسلوب دراسة الحالة مجموعة من المزايا التي تميزه عن غيره من الأساليب التي يتبعها الباحثين في البحث العلمي وتتمثل في الآتي:
- توفير معلومات تفصيلية وشاملة ومتعمقة عن الظاهرة المدروسة وبشكل لا توفره أساليب ومناهج البحث الأخرى.
- يساعد أسلوب دراسة الحالة في تكوين واشتقاق فرضيات جديدة وبالتالي يفتح الباب أمام دراسات أخرى في المستقبل.
- يمكن من خلال الوصول إلى نتائج دقيقة وتفصيلية حول وضع الظاهرة المدروسة مقارنة بأساليب ومناهج البحث الأخرى.
- يهتم الباحث ويركز من خلال استخدام أسلوب دراسة الحالة على حالة واحدة ولا يشتت أو يوزع جهده في دراسات موضوعات متعددة.
- تعتبر من الأدوات الهامة في دراسة عمليات التغير الاجتماعي وسلوك الأفراد.
- تمكن الباحث من دراسة موضوع الدراسة بطريقة متكاملة مكاناً وزماناً وموضوعاً.
- تلتزم باتباع مبادئ العلمية في التعامل مع الأفراد وحالاتهم الخاصة.
- تمتاز بالمرونة في تجميع المعلومات من خلال استعمال وسيلة المقابلة ولا تعتمد على الاستفسارات الجامدة والأسئلة الجاهزة التي تم إعدادها مسبقاً من قِبَل الباحث.
- تُمكن الباحث من اختيار المواقف والنظم والأشخاص بالتتبع الدقيق للحالات المدروسة
أبرز عيوب أسلوب دراسة الحالة في البحث العلمي:
على الرغم من وجود العديد من المميزات لأسلوب دراسة الحالة إلا أنه يشوبه بعض العيوب يمكن أن نكون بتلخيصها في مجموعة من النقاط وهي :
- صعوبة تعميم نتائج أسلوب دراسة الحالة على حالات أخرة مشابهة للظاهرة محل الدراسة خصوصاً إذا ما كانت العينة غير ممثلة لمجتمع الدراسة.
- تحيز الباحث في بعض الأحيان عند تحليل وتفسير نتائج الظاهرة المدروسة، الأمر الذي يجعل الباحث عنصراً غير محايداً وبالتالي يؤثر بشكل كبير في موضوعية النتائج التي يتوصل إليها الباحث.
- تحتاج إلى وقت كثير وجهد كبير من قِبَل الباحث.
- يصعب من خلالها دراسة مجتمع كبير العدد إذا استهدفت التشخيص والعلاج.
- تحتاج إلى خبرة كبيرة وتدريب فائق لكي تحقق تعاملاً ونتائج ناجحة مع الحالات الفردية.
- نتيجة للزمن المرتبط بتاريخ الحالة قد يؤدي إلى أغفال المبحوث بعض المعلومات.
- قد تتأثر الحالة بالجوانب الشخصية للباحث، وإهمال الجانب المهني.
الخاتمة:
في نهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على أسلوب دراسة الحالة كأحد الأساليب المتبعة في البحث العلمي بدايةً من التعريف به والتعرف على أهم استخداماته و وخطوات تطبيقه وأهميته للبحث العلمي وصولاً إلى أهم مميزاته وعيوبه، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً لجميع الباحثين وطلاب الدراسات العليا في جميع المجالات والتخصصات، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
الدليمي، عصام حسن أحمد وصالح، علي عبد الرحيم.(2014). البحث العلمي أسسه ومناهجه. الطبعة الأولى. دار الرضوان للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.
عقيل، عقيل حسين، (2010). خطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة إلى تفسير النتيجة. دار بن كثير للنشر والتوزيع. بيروت. لبنان.
الضامن، منذر. (2007). أساسيات البحث العلمي. الطبعة الأولى. دارالمسيرة للنشر والتوزيع والطباعة. عمان. الأردن.
المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب. صنعاء
