أهم مراحل الاستبيان الجيد يعتبر الاستبيان أحد أكثر أدوات جمع المعلومات انتشاراً وشيوعاً في البحث العلمي، ولكن من اجل ضمان الحصول على استبيان جيد يجب على الباحثين وطلاب الدراسات العليا من الماجستير أو الدكتوراه اتباع بعض مراحل وخطوات الاستبيان التي تضمن للباحثين الحصول عل استبيان جيد يضمن لهم الحصول على اكبر كم من المعلومات والبيانات التي يسعون إليها لتحقيق أهدافهم المرجوة.
ماهي سمات الاستبيان الجيد
لذلك حرص المقال الحالي على توضيح أهم مراحل ومواصفات الاستبيان الجيد وذلك من خلال طرح بعض النقاط الهامة وهي:
- تعريف الاستبيان في البحث العلمي.
- أهم مراحل وخطوات الاستبيان الجيد.
- أهم مواصفات الاستبيان الجيد.
تعريف الاستبيان في البحث العلمي:
يعتبر الاستبيان في البحث العلمي أداة لجمع المعلومات التي تتعلق بموضوع محدد (موضوع أو مشكلة البحث) ويتضمن الاستبيان في معظم الأوقات مجموعة من الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها من خلال إجابة واحدة أو عدة إجابات والتي يسعى الباحث من خلال هذه الإجابات تحقيق الأهداف في ضوء المشكلة أو الموضوع محل الدراسة، وهي بمثابة أحد الطرق الفعالة للتعرف على مجموعة من الحقائق والمعلومات من خلال الأفراد المعنيين من الاستبيان (عينة الدراسة) والتي تتم من خلال طرح مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بموضوع البحث والدراسة.
أهم مراحل وخطوات الاستبيان الجيد:
توجد مجموعة من المراحل والخطوات الرئيسية لإعداد وتنفيذ الاستبيان بصورة جيدة يجب على جميع الباحثين والطلاب من الدراسات العليا وضعها بعين الاعتبار، وتتمثل في الآتي:
- تحديد الأهداف المرجوة من عمل الاستبيان.
- تحويل الأهداف إلى مجموعة من الاستفسارات وتنسيقها بشكل بحثي يراعى فيه القواعد سالفة الذكر، وأن يرتبط كل سؤال من الاسئلة بجانب من جوانب متغيرات الدراسة.
- الاختبار التجريبي للاستبيان إذ يقوم الباحث بعد الانتهاء من مراجعة فقرات الاستبيان، وتحكيمه بتجريب الاستبيان وذلك عبر توزيعه على عدد من أفراد عينة الدراسة يفضل أن يكون العدد أكثر من أربعين شخص وذلك بهدف التعرف على الفقرات أو المصطلحات المبهمة أو غير الواضحة.
- تصميم وكتابة الاستبيان بشكله النهائي وهنا يقوم الباحث بإعادة كتابة فقرات الاستبيان وطباعته إذا تطلب الأمر ذلك وإخراجه بشكله النهائي ليكون جاهزاً للاستنساخ بالأعداد المطلوبة منه.
- تصميم وطباعة الخطاب الغلافي: وهو عبارة عن الرسالة التي يرفقها الباحث بالاستبانة ، وتعد من اهم مكونات الاستبيان ، ويركز فيها على الآتي:
- رسالة قصيرة توضح الغرض من الاستبيان ، وكذلك تعريف قصير بالباحث ومرحلته الدراسية، أو درجته العلمية ، او الوظيفية ، والمؤسسة التي كلفته بإجراء البحث.
- يرجى الإجابة على كافة استفسارات الاستبانة وعدم ترك أي سؤال إلا إذا طلب منك ذلك بغرض تحقيق هدف البحث.
- التأكيد على أن البيانات التي تؤخذ من المبحوث لن تستخدم إلا لأغراض البحث العلمي فقط.
- كما ويرجى التفضل بإرسالك الاستبيان بعد تعبئة معلوماته والإجابة على جميع استفساراته إلى العنوان الآتي: ( يذكر العنوان الخاص بالباحث كاملاً أو يرسل مظروف عليه العنوان).
- تقديم الشكر والامتنان على التعاون مثال ذلك: (شاكرين لكم تعاونكم في خدمة البحث العلمي).
- توزيع الاستبيان حيث يقوم باختيار أفضل وسيلة لتوزيع وإرسال الاستبيان بعد كتابه أسماء الأشخاص أو الجهات التي أختارها كعينة لبحثه، وأن تضمن طريقة التوزيع هذه وصول الاستبيان بشكل سليم وسريع .
- متابعة الإجابة على الاستبيان حيث تتم متابعة المستحبين بعد مرور أسبوع أو أكثر على إرسال الاستبيان، فقد يحتاج الباحث إلى التأكيد على عدد من الأفراد والجهات في إنجاز الإجابة على الاستبيان وإعادته، وقد يحتاج إلى إرسال نسخ أخرى منه، خاصة إذا كانت فقدت بعضها، أو يدعى أصحابها بذلك.
- تجميع نسخ الاستبيان الموزعة والتأكد من وصول نسبة جيدة منها ، حيث أنه لابد من جمع ما نسبته (75%) فأكثر من عدد الإجابات المطلوبة ، بضوء حجم العينة، لتكون كافية ومناسبة لتحليل معلوماتها ، ومن ثم الخروج بالاستنتاجات المطلوبة منها.
أهم مواصفات الاستبيان الجيد :
لكي يضمن الباحث الحصول على استبيان جيد خالي من العيوب يجب أن يتعرف على أهم مواصفات الاستبيان الجديد من أجل أن يحرص على تصميمه وكتابته بصورة علمية جدية وأن يضمن تحقيق أهداف البحث المرجوة منه، لذلك يجب أن تتوفر في الاستبيان الجيد مجموعة من الصفات وهي كالآتي:
- يجب أن يكون الاستبيان ترجمة لأهداف البحث وتساؤلاته وفروضه.
- اللغة الواضحة المفهومة التي لا تحتمل التفسيرات المتعددة والمعاني غير المحددة.
- استخدام الجمل القصيرة والابتعاد عن الأسئلة الطويلة.
- إعطاء مرونة كافية في الإجابة ، وكذلك في الخيارات المطروحة.
- استخدام الكلمات الرقيقة والعبارات اللائقة المؤثرة في نفوس الآخرين مثل رجاءً وشكرا.
- الابتعاد عن الأسئلة المحرجة التي تبعد الأخرين عن التجاوب في تعبئة المعلومات المطلوبة.
- الابتعاد عن الأسئلة المركبة ، التي تشتمل على أكثر من فكرة واحدة.
- مراعاة ترتيب تسلسل الأسئلة وفق ترتيب فرضيات الدراسة.
- التدرج في الأسئلة ، فيبدأ بالبسيطة أو التمهيدية ثم أكثر منها تعقيدا.
- أن تكون الأسئلة في مستوى الأشخاص الذين سيجيبون عليها .
- أن يقيس كل سؤال فكرة واحدة.
- تجنب الأسئلة التي تبدأ بالنفي، لأنها قد تفهم على النقيض من مقصدها .
- تزويد الأفراد أو الجهات المعينة بالإجابة عن الاستبيان بمجموعة من التعليمات والتوضيحات المطلوبة في الإجابة ، وبيان الغرض من الاستبيان ، ومجالات استخدام المعلومات التي سيحصل عليها الباحث.
- يستحسن إرسال مظروف يكتب عليه عنوان الباحث الكامل ، بغرض تسهيل مهمة إعادة الاستبيان بعد تعبئة بالمعلومات المطلوبة.
- تتوفر في الاستبيان بقدر الامكان صفة الثبات التي تجعله إذا أعيد ثانيه يأتي بنفس النتائج والمعلومات التي أتي بها في المرة الأولى.
- يجب أن يكون الاستبيان صادقا أي يقيس ما قصد الباحث منه أن يقيسه.
- أن يتم توزيعه في الأوقات الملائمة للمبحوثين .
- أن يتم ترقيم أسئلة الاستبيان ، وكذلك صفحات الاستبيان.
الصدق في الاستبيان:
يقصد به قيام الباحث بعمل لجنة من محكمين لاستبيان ويسمى ذلك باختبار الصدق للأداة، ويتم اختبار صدق الأداة في الاستبانة عن طريق الآتي:
- أن يقيس الاختبار أو الأداة ما وضعت لقياسه والمقصود هو تأكد الباحث أن الأداة التي يريد أن يستخدمها في بحثه تعد متطابقة لأغراض بحثه وأن المصطلحات المستخدمة تؤدى إلى نفس المعنى في كل مرة ترد في ثنايا الأداة.
- بعد انتهاء الباحث من تصميم الاختبار وإعداده فإنه يعرض محاور الاختبار الرئيسية او بنوده على الخبراء من ذوى الاهتمام بموضوع البحث ويطلب منهم تقييم الأداة والحكم على فقراتها لاسيما إذا كانت صالحة أو غير صالحة ومدى دقتها اللغوية ، وأية اقتراحات أو تعديلات يرونها مناسبة لتحقيق هدف البحث.
- وقد يحقق الباحث الصدق لمحتوى الأداة من خلال الأسلوب الإحصائي وذلك بدراسة مدى ارتباط درجة كل بند من بنود الاختبار بالدرجة الكلية للاختبار. وتعرف هذه الوسيلة الإحصائية ” الاتساق الداخلي” ويستخدم كمحكم أو معيار داخل لقياس صلاحية البنود وقياسها لما يقيسه الاختبار أو بمعنى آخر تحديد صدق المحتوى.
الثبات في الاستبيان:
ويقصد بالثابت أنه يشير إلى إمكانية الاعتماد على أداة القياس أو على استخدام الاختبار، وهذا أن ثبات الاختبار هو أنه يعطى نفس النتائج باستمرار إذا ما استخدم الاختبار أكثر من مرة تحت ظروف مماثلة ( نفس الظروف).
ويشير الثبات إلى وضع المبحوث أو ترتيبه بالنسبة لمجموعته لا يتغير جوهريا إذا أعيد تطبيق الاختبار تحت نفس الظروف وعند تكرار تطبيق الاختبار نحصل على نتائج لها صفة الاستمرار .
ولحساب ثبات نتائج الاختبارات عدة طرق نذكر منها ما يلى :
1- طريقة إعادة تطبيق الاختبار:
يطبق الباحث نفس الاختبار على نفس المبحوثين مرتين متتالين الفارق بينهما لا يقل عن أسبوع ولا يزيد عن شهر ، بحيث يكون التطبيق تحت نفس الظروف بقدر الإمكان ، ثم يوجد معامل الارتباط بين نتائج مرتي التطبيق .
وهناك بعض النقد لهذه الطريقة ، هو احتمال تذكر المبحوث لإجابته عند إجراء التطبيق الأول للاختبار مما يؤثر في إجابته عند التطبيق الثاني عليه . كما تتأثر إجابات المبحوث نتيجة لعوامل أخرى مثل التعلم والنضج والخبرة وأثر التدريب والممارسة الأولى التي يحصل عليها في الفترة بين التطبيقين هذا بالإضافة إلى صعوبة الضبط الدقيق والمساواة بين ظروف تطبيق الاختبار وإعادة تطبيقه.
2- طريقة الصورتين المتكافئتين:
وتتطلب هذه الطريقة استخدام صورتين متكافئتين للاختبار الواحد ، ثم يقوم الباحث بتطبيق هاتين الصورتين على نفس المبحوثين بفترة فاصلة تتراوح بين عشرة أيام وشهر على الأكثر وإيجاد معامل الارتباط بين نتائج مرتي التطبيق . وتتغلب هذه الطريقة على عيوب الطريقة السابقة من حيث أثر التذكر ولكنها تحتاج إلى توفير صورتين متكافئتين للاختبار من حيث الشكل والتنظيم والمحتوى ودرجة الصعوبة .
3- طريقة التجزئة النصفية :
- وفي هذه الطريقة الباحث الاختبار مرة واحدة ، ثم يحسب درجات إجابات المبحوثين على جميع الأسئلة الفردية ثم يحسب درجات الأسئلة الزوجية ثم يوجد معامل الارتباط بينهما.
- ولكى تكون هذه الطريقة مناسبة يجب أن يكون تصميم أسئلة الاختبار على درجة كبيرة من التكافؤ بين الأسئلة الفردية والأسئلة الزوجية.
- ويفضل استخدام هذه الطريقة للتغلب على صعوبة الضبط الدقيق والمساواة بين ظروف تطبيق الاختبار وإعادة تطبيقه.
الخاتمة:
في نهاية المقال يكون قد تعرفت على أهم مراحل الاستبيان وكيفية إجراء الاستبيان في البحث العلمي لجمع المعلومات، ومعرفة كلاً من الصدق والثبات الخاص بالاستبيان، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب. صنعاء.
