الأخطاء الشائعة في كتابة العناصر الأساسية في خطة البحث العلمي توجد الكثير من الأخطاء الشائعة في كتابة العناصر الأساسية في خطة البحث العلمي والتي يقع فيها العديد من الباحثين وطلاب الدراسات العليا سواء الماجستير أو الدكتوراه، بدايةً من عنوان الخطة البحثية أو البحث العلمي وصولاً إلى أخطاء تتعلق بمراجعة وكتابة الدراسات السابقة والأدبيات.
لذلك حرص المقال الحالي على توضيح جميع هذه الأخطاء التي تتعلق بكل عنصر من عناصر خطة البحث العلمي من خلال بعض النقاط الهامة وهي كالآتي:
- عنوان البحث العلمي
- مقدمة البحث العلمي.
- مشكلة البحث العلمي.
- توضيح أهمية وأهداف البحث العلمي.
- تساؤلات البحث العلمي.
- كتابة الفرضيات في خطة البحث العلمي.
- ذكر المصطلحات في خطة البحث العلمي.
- كتابة الدراسات والبحوث السابقة في خطة البحث العلمي.
أولاً: أخطاء عنوان البحث العلمي:
عنوان البحث العلمي هو أول عنصر من العناصر الرئيسية التي تدل على مستوى جودة البحث، فلا بد أن يهتم الباحث بصياغته بشكل خال من الأخطاء، إلا أن أكثر أخطاء الباحثين في كتابة خطة البحث العلمي نجدها تتعلق بالعنوان، ومن أهم هذه الأخطاء:
- عدم مراعاة الوضوح أو الدقة في الصياغة، وعدم توضيح نوع المنهج الذي تم اتباعه في إعداد البحث العلمي، أو عدم الإشارة إلى المتغيرات التي تمت دراستها.
- العنوان لا يكون عاكساً بدقة لمحتوى الموضوع ومشكلة الدراسة.
- أن يقوم الباحث بوضع نقطة في نهاية عنوان البحث العلمي.
- استخدام الباحث لبعض الكلمات مثل علاقة، مدى، واقع وغيرها.
- أن يشوب عنوان البحث الإسهاب من خلال استخدام عبارات زائدة ليس لها دلالة.
- عدم توضيح الباحث لكلاً من المتغير المستقل والمتغير التابع ضمن عنوان البحث العلمي.
ثانياً: أخطاء مقدمة البحث العلمي:
تشكل مقدمة البحث العلمي جزءاً مهماً كعنصر من العناصر الرئيسية خطة البحث العلمي، كونها أول ما يواجه القارئ عند الاطلاع على بحث ما. ومن الضروري أن تعكس المقدمة أهمية البحث العلمي والمشكلة المطروحة للدراسة والنتائج التي يمكن أن يتم التوصل إليها. وهكذا تظهر أخطاء المقدمة كجزء من أخطاء الباحثين في كتابة خطة البحث العلمي عند القيام باستعراض البراعة اللغوية والإنشائية في صياغة محتواها، إضافة إلى مجموعة من الأخطاء الأخرى، والتي من أهمها:
- عدم الانتقال المنهجي من التحديد العام إلى الخاص بهدف تعيين المشكلة البحثية، مما يفقد القارئ الشعور فلا بأهمية الدراسة.
- كتابة مقدمة موجزة جدا، تُصعِّب على القارئ استيعاب أهداف البحث العلمي، والافتقار إلى وجود تسلسل منطقي يظهر فيه دوافع وأسباب القيام البحث.
- إنشاء مقدمة طويلة وعامة، مع استخدام كلمات عمومية غير محددة تجعل الخطة البحثية بعيدة عن الدقة والتحديد التي يجب تتصف بها أغلب الأبحاث العلمية المكتوبة.
- إعداد مقدمة الرسالة بما يعكس رأي الباحث الشخصي، وذلك يظهر باستخدام الضمائر المتكلمة (نحن، أرى، نجد، أنا..)، وهذا خطأ كبير وشائع بين الباحثين.
ثالثاً: أخطاء مشكلة البحث العلمي:
تعد مشكلة البحث العلمي محور خطة البحث العلمي الذي يقوم به الباحث لما تحتويه من أسباب يجب معالجتها للوصول لنتائج البحث المرجوة. ولذلك يجب على الباحث العلمي المشكلة البحثية بطريقة دقيقة للغاية. وهكذا يمكن تصنيف أخطاء الباحثين بما يتعلق بالمشكلة البحثية على الشكل الآتي:
- عدم توضيح آلية انتقاء المشكلة، هل تم الاعتماد على الخبرات الشخصية وخبرات المجتمع المحيط به، أو المراجع العلمية التي أوحت له بالمشكلة دون التطرق لعلاجها من قبل هذه الأبحاث.
- نطاق المشكلة أوسع من إمكانات الباحث العلمي وخبراته.
- عدم الإجابة على الاستفسارات الخمس في كتابة خطط البحث العلمي وهي (متى؟ ومن؟ وأين؟ وماذا؟ ولماذا؟).
- صياغة المشكلة بهيئة سؤال، وذلك من خلال اختيار الصيغة الاستفهامية لعنوان البحث دون ذكر ما ستلبيه الدراسة من احتياجات بعد انتهاء البحث والحصول على النتائج.
- عدم القيام بدراسة استكشافية والاطلاع الكافي للتأكد من وجود مشكلة البحث العلمي والتعرف على الصعوبات التي قد تواجه الباحث العلمي أثناء القيام بالبحث.
رابعاً: أخطاء في أهمية وأهداف البحث العلمي:
تلعب أهمية البحث العلمي دوراً هاماً في ضبط ما يقدمه البحث العلمي من إغناء للمعرفة النظرية وطرح تطبيقات عملية جديدة قابلة للتطبيق بهدف تحقيق المنفعة. بينما تُعبر الأهداف عن الدوافع التي شجعت الباحث العلمي على القيام بالبحث وما يرغب بالوصول إليه بطريقة منظمة وقابلة للقياس. وكمثل العناصر الأخرى المكونة لخطة البحث العلمي توجد مجموعة من أخطاء الباحثين في كتابة خطة البحث العلمي من حيث توضيح أهمية وأهداف البحث العلمي، ومن أهمها:
- الخلط بين الأهداف والأهمية التي يتميز فيها البحث العلمي، وعدم ذكر تفاصيل مكاسب الجهة المستفيدة والاكتفاء بذكر اسم الجهة.
- توضح أهمية البحث العلمي هوية الجهة المستفيدة ومدى استفادتها من البحث، في حين تتم صياغة أهداف البحث العلمي من الفروض والأسئلة الموجودين ضمن خطة البحث العلمي.
- كتابة أهمية البحث العلمي والأهداف على شكل تعداد، بينما يجب كتابتها على شكل فقرات كأسلوب معتمد في كتابة خطط الأبحاث العلمية.
خامساً: أخطاء في عرض تساؤلات البحث العلمي:
توضح تساؤلات البحث العلمي الأسئلة المتعلقة بمشكلة البحث العلمي والأهداف المحددة ضمن الخطة، ويتم الوصول إلى حل لمشكلة الدراسة من خلال الإجابة على هذه التساؤلات، كما يمثل وضع أسئلة مركبة أو معروفة الإجابة مسبقًا أهم الأخطاء التي يقع فيها الباحثين عند كتابة خطة البحث العلمي.
سادساً: أخطاء ذكر الفرضيات في خطة البحث العلمي:
تجيب فرضيات البحث العلمي بشكل أولي على التساؤلات التي قد طرحها الباحث، مع توضيح العوامل والظروف التي يحاول الباحث تفسيرها، وتتم الإجابة على الفرضيات اعتماداً على خبرة الباحث العلمي في المجال المدروس، ومن أهم الأخطاء التي تحصل في الفرضيات:
- تجاهل تساؤلات وأهداف البحث العلمي التي تم تحديدها.
- تعيين فرضيات غامضة أو غير صحيحة وعدم صياغتها بأسلوب صحيح.
- عدم الاهتمام بتعيين مستويات الخطأ المقبولة للدلالات الإحصائية في الفرضيات الصفرية أو البديلة، والاكتفاء بذكر الفروق بين عينتين.
- انحياز الباحث في توجيه الفرضيات بشكل يظهر فيه تأكده من اختلافات ذات دلالة إحصائية، وهو ما يعد وصولاً للنتائج بدون القيام بالبحث والدراسة، وهذا أمر غير منطقي.
- عدم وضوح المتغيرات المراد قياسها.
سابعاً: أخطاء ذكر المصطلحات في خطة البحث العلمي:
يتضمن عنصر مصطلحات البحث العلمي ضمن خطة البحث العلمي دليلاً للمعاني التخصصية أو الغامضة والتي يصعب تفسيرها بسهولة من قبل القرَّاء العاديين، أو للمعاني ذات المرادفات المتعددة ضمن السياق البحثي. هذا ويقع الباحثون في العديد من الأخطاء المرتبطة بمصطلحات البحث، ومن أهمها:
- تعريف المصطلحات بناء على مصادر غير موثوقة أو معتمدة علمياً.
- الإسهاب في إيراد المصطلحات على نحو مفرط، حيث إن هناك العديد من المصطلحات أصبحت معروفة ولا حاجة للباحث لتوضيحها.
- إضافة جملة من المصطلحات المتناقضة، وعدم وقوف الباحث العلمي على رأي واضح في تعريف المصطلح.
ثامناً: أخطاء ذكر الدراسات السابقة في خطة البحث العلمي:
تساعد الدراسات السابقة في توفير الوقت والجهد على الباحث العلمي، وذلك من خلال متابعة ما قام به الباحثون الآخرون، تجنباً لتكرار ما قاموا به سابقًا، كما تساهم مراجعة الدراسات السابقة في تسهيل عملية تحديد مشكلة البحث المراد دراستها، بالإضافة إلى صياغتها. هذا وتظهر أخطاء كتابة الدراسات السابقة كواحدة من أكثر الأخطاء الشائعة بين الباحثين عند كتابة خطة بحث علمي، وهي أخطاء متعددة للغاية ، ومن أهمها الآتي:
- التطرق إلى نوع واحد من الدراسات دون مراجعة الأنواع الأخرى، كالاعتماد على رسائل الماجستير السابقة دون المرور على المجلات الدورية المحكمة وغيرها.
- عدم التناسق في عرض الدراسات السابقة بسبب الوقوع في خطأ الاهتمام بنتائج الدراسة فقط، وذلك لاعتقادهم بأنها مبنية على المرتكزات العلمية الصحيحة بشكل غير قابل للشك. وهذا أمر خاطئ.
- الثقة الكلية والمبالغ بيها بصحة النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة وجعلها أمر مُسَلَّمْ به، دون التأكد من صحة هذه النتائج، والاقتباس منها لتحقيق الإفادة للبحث، وهي في الواقع قد تُفقِد البحث المصداقية المرتبطة فيه.
- عجز الباحث على ربط الدراسات السابقة بالبحث الذي يقوم به، وهذا ما يضيع جهود الباحث العلمي.
- تلخيص كجميع الدراسات السابقة، دون الاكتفاء بالأفكار المتعلقة والمرتبطة بمشكلة البحث الرئيسية والتي دفعت الباحث للقيام بالبحث.
- استخلاص النتائج من الدراسات السابقة دون الاكتراث للتحليل والوسائل الإحصائية التي تم استخدامها في هذه الدراسات.
- عدم التعليق على الدراسات السابقة، وما يميز الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة.
الخاتمة:
في نهاية هذه المقال نكون قد قمنا بشرح تفصيلي لأهم الأخطاء الشائعة التي قد يقع فيها العديد من الباحثين أثناء إعداد وكتابة خطة البحث العلمي بدايةً من عنوان البحث واختيار المشكلة البحثية ومرواً بعرض التساؤلات والفرضيات وصولاً لكيفية ذكر المصطلحات وتناول الدراسات السابقة بالمراجعة والتحليل، مع تحيات شركة دراسة للاستشارات الأكاديمية وخدمات البحث العلمي والترجمة.
