المنهج الاستنباطي في البحث العلمي يعتبر المنهج الاستنباطي في البحث العلمي هو منهج المنطق الصوري الذي تتولد فيه النتائج عن ثوابت بديهية أو مصادرات أو تعريفات أو مبرهنات وذلك من خلال بعض الخطوات الرئيسية التي تكون بمثابة أعمدة رئيسية في تطبيق المنهج الاستنباطي في البحث العلمي. إذ يهتم هذا المنهج بتحليل الثوابت وإرجاعها إلى مكوناتها البدائية والبسيطة فهو على عكس المنهج الاستقرائي الذي ينتقل من الخاص العام فإنه ينتقل من العام إلى الخاص.
المنهج الاستنباطي في البحث العلمي
لذلك حرص المقال الحالي على شرح وتوضيح المنهج الاستنباطي أو ما يعرف باسم المنهج الاستدلالي في البحث العلمي وذلك من خلال بعض النقاط العامة وهي:
- تعريف المنهج الاستنباطي في البحث العلمي.
- أهم مجالات استخدام المنهج الاستنباطي.
- أهم ثوابت المنهج الاستنباطي في البحث العلمي.
- مميزات المنهج الاستنباطي في البحث العلمي.
- أبرز عيوب وانتقادات المنهج الاستنباطي في البحث العلمي.
تعريف المنهج الاستنباطي في البحث العلمي:
يقصد به هو منهج أسلوبه اشرح والنظر والتفكر والتأمل والتحليل، وينتقل من الكل إلى الجزء أو من العام إلى الخاص. هذا والاستنباط منهج سنده الاستدلال بالعقل والتأمل والتفكر والقياس المنطقي في الاستنباط وذلك من أجل الوصول إلى النتائج والحقائق العلمية.
هذا والاستنباط يبدأ من المسلمات أو نظريات ثم يستنبط منها ما ينطبق على الجزء المبحوث. ومن منطلق ذلك نجد أن ما يصدق على الكل يصدق على الجزء، فالاستنباط منهج يبدأ من قضايا مبدئية مسلم بها إلى قضايا أخرى تنتج عنها بالضرورة دون اللجوء إلى التجربة.
هكذا والاستنباط أو الاستدلال منهج يتناول العناوين والنظريات العامة ويقو بتحليلها من أجل الوصول إلى نتائجها وفروعها، إذ أنه منهج يقوم على تفكيك القضية إلى أجزائها وتحليلها. بالإضافة إلى ربط المقدمات والنتائج ويبدأ بالكليات ثم منها إلى الجزئيات.
أهم مجالات استخدام المنهج الاستنباطي:
يستخدم الباحثين المنهج الاستنباطي في العديد من الدراسات من أهمها (دراسات العلوم النظرية والأدبية والإنسانية والقانونية والإدارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية كل هذا بالإضافة إلى فقه المعاملات).
أهم ثوابت المنهج الاستنباطي في البحث العلمي:
يستخدم المنهج الاستنباطي في تحليل الثوابت إلى مكوناتها البسيطة والبدائية. إذ تتمثل هذه الثوابت في (البديهيات، مصادرات أو فروض، تعريفات، النظريات أو المبرهنات، الاستدلال) وسوف نتناولها بالشرح المفصل كالتالي:
أولاً: البديهيات:
هي قضايا تحمل دلالة صحتها في ذاتها، مما يجعلها لا تحتاج إلى أو تقديم حجج، لأن من خلال فهم معناها تثبت صحتها، إذ هي بمثابة قضية أولية قائمة بذاتها لا تستنبط من أخرى سابقة عليها كالبديهية التي تقول(الكل أكبر من الجزء) فهذه مبادئ عقلية لا تحتاج إلى إثبات أو دلالة على صحتها.
ثانياً: مصادرات أو فروض:
هي قضايا يفترض صحتها نظراً لما تؤديه من تنظيم المعارف بالإضافة إلى أنها لا تؤدي إلى تناقض، وفي الوقت نفسه يمكن الاستغناء عنها ويحل محلها قضية أخرى، والواقع أن الاختلاف بين البديهية والمصادرة دقيق لذلك أصبح من المألوف استخدمها ليقوم ما بدور واحد كنقطة بدء يقينية تتيح قيام علم متسق ومنتج. هذا ويظهر الاختلاف فقط في درجة التركيب فتعتبر البديهية أكثر بساطة في التركيب من المصادرة مما يجعلها أكثر وضوحاً ،حيث تحتاج المصادرة إلى أعمال العقل والتفكير إلى درجة معقولة مما يجعلها أكثر تعقيداً.
ثالثاً: تعريفات:
والمقصود بها مجموعة من المصطلحات المشهورة التي يقوم بابتكارها أحد السابقين للعلم، فيقوم بوضع تعريف له ويسير على نهجه باقي العلماء والطلاب، فيمكن لأي باحث وضع مصطلحات تخص بحثه مع مراعاة توضيحها وتعريفها في بداية البحث، فبالتالي لا يملك أحد الاعتراض على تعريف خاص بالباحث يريد أن يستخدمه، ولكن يجب على الباحث مراعاة تجنب استخدام مصطلحات مألوفة لمصطلحات حديثة.
رابعاً: النظريات أو المبرهنات:
تعتبر النظرية المبرهنة في الأساس بديهية أو مصادرة الاستدلال، فيقصد بها الإطار المنطقي لجميع النتائج التي يمكن استنتاجها أو اشتقاقها أو الاستدلال عليها بالاستنباط في جملة المقدمات المتمثلة في التعريفات أو المسلمات سواء كانت بديهية أو مصادرة. هذا ويستفيد الباحثون من أسلوب التوصل إلى المُبَرهِنات المُستخدمة في تنظيم المعارف والمعلومات وحصرها حتى لا ينتُج عنها تشتت في المعلومات والمعرفة التي قاموا بجمعها مما يعيق عملية البحث العلمي.
خامساً: الاستدلال:
يقصد به عملية رد النتائج إلى المقدمات للتأكد من صحتها ويعتمد على قواعد معينة وهي مجرد توجيهات غير ملزمة، ولكنها توضح وتثبت مدى صحة المبرهنات بالقياس إلى مقدماتها المفترضة وليس بالقياس إلى الواقع وتنبع أهمية الاستدلال من أنه استكمال لبناء النسق الاستنباطي. هذا ويعتبر هذا المنهج من أكثر المناهج التي لا يتسرب الشك إلى نتائجه فعند الحديث عن يقينية المعرفة بيدي الفلاسفة والعلماء ثقتهم فيه دائماً ومرد ذلك أنه منهج عقلي يستخدم فيه العقل المحض ولا يعتمد على ظواهر طبيعية يتطرق الشك إلى مقدرة الحواس في استيعابها بالإضافة إلى أنه يعتمد على مسلمات عقلية محضه لا يقع عليها خلال ويكثر استخدامه عند علماء الرياضيات.
المنهج الاستقرائي في البحوث العلمية
ما هو المنهج الاستنباطي؟
مميزات المنهج الاستنباطي في البحث العلمي:
يتميز المنهج الاستنباطي بمجموعة من السمات التي تميزه عن غيره من مناهج البحث العلمي الأخرى ومن أهمها الآتي:
- يعتمد المنهج الاستنباطي على قاعدة تحليل تبدأ من الكل إلى الجزء إذ يتم دراسة كل ظاهرة انطلاقاً من كليتها إلى جزئيتها ومن عمومتها إلى خصوصيتها.
- يعد المنهج الاستنباطي بمثابة منهج مثالي فلسفي حيث يقوم بدراسة الظاهرة كما يجب أن تكون وليس كما هي كائنة وموجودة على أرض الواقع.
- تتميز النتائج التي يحصل عليها الباحث من خلال استخدام المنهج الاستنباطي بالدقة العالية، وذلك من منطلق أنها تستند على نظريات وبراهين ومسلمات تم إثبات صحتها مسبقاً وغير قابلة للشك.
أهم الانتقادات الموجه للمنهج الاستدلالي في البحث العلمي:
هناك العديد من الانتقادات التي وجهت للمنهج الاستدلالي في البحث العلمي ومن بين هذه الانتقادات نقطتين هامتين وهما:
وجوب بداية البحث العلمي مما هو جزء وخاص للوصول إلى هو كلي وعام وليس العكس.
لا يمكن الاعتماد على المنهج الاستدلالي في الأبحاث السياسية والاجتماعية لأنها تقتضي اتباع بعض أسس التحليل التي تبدأ في دراسة الظاهرة محل الدراسة من الجزء إلى الكل.
الفرق بين الاستنباط والاستقراء في البحث العلمي
يمكن توضيح الفرق بين كلاً من المنهج الاستنباطي والمنهج الاستقرائي في البحث العلمي من خلال الجدول التالي:
المنهج الاستنباطي | المنهج الاستقرائي |
يستخدم الباحثين المنهج الاستنباطي أو الاستدلالي للتحقق من نتائجه من خلال رد النتائج إلى المقدمات للتأكد من صحتها | يستخدم الباحثين المنهج الاستقرائي في التأكد من صحة الفروض الاتفاق وتعميم الفروض على ظواهر مماثلة. وذلك من منطلق استخدام الباحث المماثلة في اقتراح الفروض وهي قياس مدى توافق أو تماثل بين طائفة من الظواهر بعضها ببعض.
|
تتمتع نتائج المنهج الاستنباطي بمصداقية عالية | المنهج الاستقرائي أقل مصداقية |
يستخدم أسلوب إثبات صحة الجزء من خلال إثبات صحة الكل، أو بمعنى إرجاع وتحليل الثوابت إلى مكوناتها البسيطة الأولية(الانتقال من الكل إلى الجزء) | يبدأ بالحكم على الجزء ثم يحكم على الكل بمعنى الانتقال من المبادئ العامة إلى القوانين،(الانتقال من الجزء إلى الكل) |
الخاتمة:
بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على المنهج الاستنباطي في البحث العلمي وذلك بدايةً من تعريفه وأهم الثوابت التي يعتمد عليها في البحث العلمي ومجالات استخداماته، وصولاً إلى مميزاته وأبز الانتقادات التي توجهت إليه، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً لجميع الباحثين والطلاب والدراسين في مختلف المجالات، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
عثمان، عبد الرحمن أحمد،(1995). مناهج البحث العلمي وطرق كتابة الرسائل الجامعية. دار جامعة إفريقيا العالمية للنشر. الخرطوم.
المحمودي، محمد سرحان علي،(2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب.. صنعاء.
