المنهج التاريخي في البحث العلمي يعتبر منهج البحث العلمي بشكلٍ عام هو أسلوب تفكير وتنظيم يعتمد عليه الباحث من أجل تنظيم وترتيب أفكاره وعرضها بشكل منهجي وعلمي منظم من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة التي يسعى إليها الباحث منذ شروعه في كتابة وتنفيذ بحثه العلمي، كما يعتبر المنهج التاريخي في البحث العلمي من أهم المناهج التي يستعين بها الباحثين في كثير من المجالات كالمجالات التربوية والدراسات التاريخية والنفسية وأيضاً في مجالات العلوم الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية.
المنهج التاريخي في البحث العلمي
لذلك ونظراً لأهمية المنهج التاريخي في البحث العلمي عمد المقال الحالي على دراسة المنهج التاريخي من جميع جوانبه وذلك من خلال طرح بعض النقاط الهامة وهي كالآتي:
- تعريف المنهج التاريخي في البحث العلمي.
- استخدامات المنهج التاريخي في البحث العلمي.
- مميزات المنهج التاريخي في البحث العلمي.
- أبرز عيوب المنهج التاريخي في البحث العلمي.
تعريف المنهج التاريخي في البحث العلمي:
يقصد بالمنهج التاريخي على أنه ذلك البحث الذي يصف ويسجل ما مضى من وقائع وأحداث حدثت في الماضي، ويقوم بدراستها وتفسيرها وتحليلها على أسس علمية منهجية دقيقة، بغرض الوصول إلى حقائق ومعلومات أو تعميمات تساعد الباحثين والدارسين في فهم الحاضر وفقاً للماضي ومن ثم إمكانية التنبؤ بالمستقبل، كما يعرف المنهج التاريخي على أنه ذلك المنهج المعني بوصف الأحداث التي وقعت في الماضي وصفاً كيفياً، حيث يتناول رصد عناصرها وتحليلها ومناقشتها وتفسيرها، ومن ثم الاستناد على ذلك الوصف في استيعاب الواقع الحالي، وتوقع اتجاهاتها المستقبلية القريبة والبعيدة.
هذا ويتضح من خلال هذه التعريفات بعض النقاط الهامة وهي كالآتي:
- يهتم المنهج التاريخي بدراسة ظاهر حدثت في الماضي حيث يتم تفسيرها من أجل الوقوف على مضمونها والتعلم منها ومعرفة مدى تأثيرها على الواقع الحالي للمجتمعات.
- المنهج التاريخي مستمد من دراسة التاريخ حيث يعمل الباحث على دراسة الماضي وفهم الحاضر من أجل القدرة على التنبؤ بالمستقبل.
- يمكن استخدام المنهج التاريخي في حل مشكلات حديثة ومعاصرة على ضوء خبرات الماضي.
- يساعد المنهج التاريخي في إلقاء الضوء على اتجاهات حاضرة مستقبلية.
- يعتبر التاريخ معمل للعلوم الاجتماعية حيث ينمي ويطور معرفة الباحث ويثري أفكاره في الإنسان والمجتمع.
استخدامات المنهج التاريخي في البحث العلمي:
يستخدم المنهج التاريخي في حالات محددة وهي كالآتي:
- دراسة التاريخ بمعناه العام والذي يتمثل في دراسة الماضي بمختلف أحداثه وظواهره.
- يمكن دراسة التاريخ بمعناه الخاص والذي يقصد به البحث في مجمل حياة البشر الماضية وما تتضمنها من علاقات بين الأحداث والمتغيرات في الفترات الزمنية المختلفة وبالذات العلاقات السببية المسؤولة عن تطور وتغير هذه الظواهر والأحداث عبر الزمن.
- دراسات علم الآثار والجيولوجيا والتاريخ البشري لكي يتم استخلاص الحقائق المتعلقة بجميع الظواهر والأحداث التي تدرسها وتتناولها هذه العلوم.
مميزات المنهج التاريخي في البحث العلمي:
يتميز المنهج التاريخي في البحث العلمي ببعض المميزات يمكن تلخيصها في النقاط الآتية وهي:
- يعتبر المنهج التاريخي منهج ناقد يبحث عن الحقيقة من خلال أسلوب علمي يبدأ بتحديد المشكلة مروراً بوضع الفروض الملائمة وجمع البيانات والمعلومات وإخضاع الفروض للاختبار ومن ثم الوصول إلى نتائج منشودة.
- كذلك فإن الاعتماد على الملاحظة غير المباشرة في هذا المنهج لا تنقص من قيمته خصوصاً إذا ما تم إخضاع البيانات للنقد والفحص الدقيق.
- لا يعتبر الرجوع إلى الوثائق والسجلات والتقارير السابقة والآثار والمقابلات مع الأشخاص الذين عايشوا الأحداث نقطة ضعف في البحث التاريخي وذلك إذا استخدم الباحث المنطق والتحليل والفحص الدقيق للبيانات والمعلومات المستخدمة.
أبرز عيوب المنهج التاريخي في البحث العلمي:
على الرغم من وجود مميزات للمنهج التاريخي إلا أنه يشوبه بعض العيوب ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- لا يقوم على الملاحظة المباشرة للظواهر والأحداث فالمؤرخ يتعامل مع ظواهر حدثت في الماضي وانتهت. إذ هو يعتمد على الطريقة التقليدية في جمع المعلومات والتي تتلخص في السماع عن الآخرين والنقل عنهم أو الأخذ عن بعض الوثائق التي كتبها أشخاص آخرون شاهدوا هذه الظواهر أو سمعوا عنها، وهذه المصادر قد يشوبها بعض الشك ويمكن أن تخلو من الدقة.
- عدم اعتماد المنهج التاريخي على التجربة العلمية للوصول إلى الحقائق، فمصدر المعرفة الأساسي فيه هو الآثار والسجلات التاريخية وأحياناً الناس أو الأفراد، وإن كان هؤلاء لا يملكون القدرة التي تمكنهم من الاحتفاظ بالحقيقة لفترة زمنية طويلة، وقد يميل هؤلاء الأفراد إلى التحيز والمبالغة في وصف الحقائق وتصويرها. وهذا يعني أن المنهج التاريخي يمكن أن يفقد الموضوعية في البحث والدراسة.
- يحكم دراسة المنهج التاريخي للماضي لا يمكن أن يسترجع الباحث الظواهر والسيطرة عليها أو التأثير فيها، لذلك فإن النتائج والمعرفة التي يتم التوصل إليها من خلال اتباع المنهج التاريخي تكون غير دقيقة بالمعايير العلمية الحديثة لأنها غير كاملة وتستند إلى أدلة وبراهين جزئية.
- لا يستطيع الباحث التاريخي مهما كان دقيقاً أن يصل إلى جميع الحقائق التي تتعلق بمشكلة البحث والدراسة، فالمعرفة تبقى جزئية تستند إلى أدلة جزئية ولن يستطيع الباحث اختبار جميع الأدلة.
الخاتمة:
بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على المنهج التاريخي في البحث العلمي بدايةً من أهم التعريفات التي تتعلق به وتوضيح أهم استخداماته ومعرفة أهم مميزاته وأبرز عيوبه، نرجو أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً لجميع الباحثين في مختلف المجالات والتخصصات، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
المحمودي، محمد سرحان علي،(2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب.. صنعاء.
