المنهج الوصفي في البحث العلمي يعتبر المنهج الوصفي في البحث العلمي من أهم المناهج الذي يستعين بها العديد من الباحثين في مختلف المجالات التربوية والاجتماعية، إذ يهدف هذا النوع من المناهج إلى وصف ظاهرة معينة أو القيام بعرضها بصورة نقدية من أجل الحصول على النتائج المرجوة من البحث العلمي.
المنهج الوصفي في البحث العلمي
لذلك حرص هذا المقال على تناول المنهج الوصفي بالشرح وذلك من خلال طرح بعض النقاط الهامة التي تتعلق بالمنهج الوصفي في البحث العلمي وهي:
- تعريف المنهج الوصفي في البحث العلمي.
- أهم استخدامات المنهج الوصفي.
- أدوات جمع البيانات في المنهج الوصفي.
- أهم أساليب المنهج الوصفي في البحث العلمي.
- مميزات المنهج الوصفي في البحث العلمي.
- عيوب المنهج الوصفي في البحث العلمي.
تعريف المنهج الوصفي في البحث العلمي:
يقصد بالمنهج الوصفي هو طريقة أو أسلوب يتبعه الباحث لوصف الموضوع أو الظاهرة محل الدراسة، وذلك من خلال تطبيق منهجية علمية صحيحة ومن ثم تصوير النتائج التي يتم التوصل إليها على أشكال رقمية معبرة يمكن تفسيرها وتحليلها، كما يعرف أيضاً على أنه محاولة من الباحث للوصول إلى المعرفة الدقيقة والتفصيلية لعناصر مشكلة أو ظاهرة قائمة، من أجل الوصول إلى فهم واستيعاب دقيق للظاهرة محل الدراسة أو القيام بوضع السياسات والإجراءات المستقبلية الخاصة بها. هذا ومن خلال هذه التعريفات يمكن أن يتضح مفهوم المنهج الوصفي في البحث العلمي من خلال مجموعة من النقاط وهي:
- تهدف البحوث الوصفية إلى وصف ظواهر وأحداث أو أشياء معينة وجمع الحقائق والمعلومات والملاحظات عنها، ووصف الظروف الخاصة بها، وتقرير حالتها كما هي على أرض الواقع.
- تهتم البحوث الوصفية بتقرير ما يجب أن تكون عليه الأشياء والظواهر التي يقوم البحث بتناولها بالدراسة، وذلك في ضوء قيم أو معايير محددة. ومن ثم اقتراح الخطوات أو الأساليب التي يمكن أن تتبع للوصول بها إلى الصورة التي ينبغي أن تكون عليه في ضوء هذه المعايير أو القيم.
- يقوم المنهج الوصفي بالبحث عن أوصاف دقيقة للظاهرة المراد دراستها وذلك من خلال مجموعة من الأسئلة وتتمثل في:
- ما الوضع الحالي لهذه الظاهرة؟.
- من أين نبدأ الدراسة؟.
- ما العلاقات بين الظاهرة المحددة والظواهر الأخرى؟.
- ما النتائج المتوقعة لدراسة هذه الظاهرة؟.
هذا وتعد الإجابة عن الأسئلة تتم من خلال جمع الحقائق والبيانات الكمية أو الكيفية عن الظاهرة المحددة مع محاولة تفسير هذه الحقائق تفسيراً كافياً.
- لا يقتصر البحث الوصفي على جمع المعلومات والبيانات وتصنيفها وتبويبها من أجل تحليلها فقط بل يتضمن أيضاً قدراً من التفسير لهذه النتائج، ثم الوصول إلى تعميمات بشأن الظاهرة محل الدراسة.
أهم استخدامات المنهج الوصفي:
يستعين الباحثين وطلاب الدراسات العليا لاستخدام المنهج الوصفي في البحث العلمي وذلك في الآتي:
- دراسة حاضر الأوضاع الراهنة للظواهر من حيث خصائصها وأشكالها وعلاقاتها والعوامل المؤثرة في حدوثها، بالإضافة إلى ملاحظة أن يشمل في كثير من الأحيان على عمليات تنبؤ لمستقبل الظواهر والأحداث التي يقوم بدراستها.
- دراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية والتي تم استعانت بالمنهج الوصفي منذ نشأته وظهوره.
- يستخدم المنهج الوصفي في دراسات العلوم الطبيعية وذلك بغرض وصف الظواهر الطبيعية المختلفة.
- مراقبة ومتابعة ظاهرة أو حدث معين بطريقة كمية أو نوعية في فترة زمنية معينة أو عدة فترات، وذلك من أجل التعرف على الظاهرة أو الحدث من حيث المحتوى والمضمون. ومن ثم الوصول إلى نتائج وتعميمات تساعد في فهم الواقع وتطويره.
أهم أساليب المنهج الوصفي في البحث العلمي:
يتم استخدام المنهج الوصفي في دراسة معظم الظواهر، فالوصف العلمي للظواهر ضرورة لا مناص منها قبل قيام الباحث بالتعمق في تفسير وتحليل الظواهر والحصول على تقديرات دقيقة لحدوثها والتعرف على طبيعة علاقتها.
هذا وتتخذ الدراسات الوصفية أساليب وأنماط مختلفة، ومن أبرز هذه الأساليب المستخدمة للبحوث الوصفية ما يلي:
أولاً: أسلوب دراسات العلاقات المتبادلة:
وهو منهج الوصفي يختص بدراسة الارتباطات بين الظواهر والتوجه نحو التدقيق في تفاصيلها وتحليلها لتحديد العلاقات الداخلية والخارجية بينها وبين غيرها من الظواهر الأخرى ومن أهم أنواع المنهج الوصفي:
ثانياً: أسلوب دراسة الحالة:
القائم على دراسة الموضوعات الاجتماعية من خلال تجميع البيانات اللازمة وتحليلها وتطبيقها على الموضوعات والظواهر المشابهة للوصول إلى النتائج.
ثالثاً: أسلوب الدراسات السببية المقارنة:
القائم على المقارنة بين أوجه التشابه والاختلاف في الظواهر للتعرف على ممارسات الظاهرة ودراستها بشكل متعمق ويتم الكشف عن تلك الدراسات بعدة طرق منها طريقة الاتفاق، طريقة الاختلاف، طريقة التلازم وطريقة التغير النسبي.
رابعاً: أسلوب الدراسات المسحية:
يعتبر أحد المناهج الأساسية التي يتم استخدامها بشكل متكرر وأكثر شيوعاً من المناهج الأخرى لكونه منهج الوصفي أكثر شمولاً يهدف لجمع البيانات وتحليلها وتفسيرها لتصنيفها وتفسيرها للاستفادة منها مستقبلاً، كما تنقسم الدراسات المسحية إلى أربعة أنواع وهي (المسح التعليمي، تحليل الوظائف، تحليل المحتوى، مسح الرأي العام).
خامساً: أسلوب الدراسات التطويرية:
هو منهج الوصفي يتناول العلاقات المتبادلة بين الظواهر مع تسليط الضوء على التغيرات التي تحدث بمرور الزمن، ويتضمن هذا المنهج طريقتين وهما الطريقة الطولية عبر وضع الملاحظات المنظمة وقياس المتغيرات، والطريقة العرضية التي تتم من خلال الملاحظة والقياس ثم تحليل البيانات التي تم تجميعها للوصول إلى النتيجة النهائية، كما ينقسم منهج الدراسات التطويرية إلى نوعان وهما( دراسات النمو، دراسة الاتجاه).
سادساً: أسلوب الدراسات التتابعية:
ويتناول هذا النوع دراسة مجموعة من الأشخاص سبق وأن تمت دراستهم في مرحلة من مراحل حياتهم أو تطور دراستهم بهدف التعرف على أحوالهم وظروفهم ومشكلاتهم، كما تعالج هذه الدراسات فئات كبيرة من الأشخاص في حيث تركز بض الدراسات على فئة معينة من الأشخاص الذين يتمتعون بخصائص ومواصفات معينة.
مميزات المنهج الوصفي في البحث العلمي:
يتمتع المنهج الوصفي بمجموعة من المزايا ومن أهمها الآتي:
- يساعد المنهج الوصفي في إعطاء معلومات حقيقية دقيقة تساهم في تفسير وتوضيح الظواهر الإنسانية والاجتماعية.
- يتسع نطاق استخدام المنهج الوصفي نظراً لتعدد الأساليب المتاحة أمام الباحث عند الاستعانة به، مثل (أسلوب المسح، أسلوب دراسة الحالة، أسلوب تحليل المحتوى).
- يقدم المنهج الوصفي توضيحاً للعلاقات بين الظواهر، كالعلاقة بين السبب والنتيجة، مما يجعل الإنسان يفهم ويستوعب الظواهر بصورة وأفضل.
- يقوم المنهج الوصفي بدارسة الظواهر كما هي على أرض الواقع دون وجود أي تدخل من قبل الباحث في التـأثير على مسارها، مما يعطي نتائج أكثر واقعية.
عيوب المنهج الوصفي في البحث العلمي:
على الرغم من وجود العديد من المزايا التي يتمتع بها المنهج الوصفي إلا أن هناك بعض العيوب التي تؤخذ عليه والتي يمكن تلخيصها في مجموعة من النقاط التالية:
- قد يستند البحث الوصفي إلى معلومات مشوهة أو غير صحيحة ولا تستند إلى الواقع سواء كانت عن قصد من قِبَل الباحث أو غير قصد. كأن تكون الوثائق والسجلات المستخدمة غير دقيقة مثلاً.
- هناك احتمال تحيز الباحث لآرائه ومعتقداته، إذ يقوم بأخذ البيانات والمعلومات التي تنسجم مع تصوره ويستبعد التي تتعارض مع رأيه، وهذا راجع إلى أن الباحث بتعامل دائماً مع ظواهر اجتماعية وإنسانية غالباً ما يكون هو طرفاً فيها.
- غالباً ما يقوم الباحث باستخدام مساعدين عند القيام بالدراسات الوصفية وذلك من أجل جمع البيانات والمعلومات، فصدق وانسجام هذه البيانات يعتمد على مدى فهم المساعدين لأهداف البحث.
- صعوبة إثبات الفروض في البحوث الوصفية لأنها تتم عن طريق الملاحظة وجمع البيانات المؤيدة والمعارضة للفروض دون استخدام التجربة في إثبات هذه الفروض. حيث أن الباحث في الدراسات الوصفية قد لا يستطيع ملاحظة كل العوامل المحيطة بالظاهرة، مما يعيقه في إثبات الفروض.
- من الصعب التنبؤ في الدراسات الوصفية وذلك لأن الظواهر الاجتماعية والإنسانية تتصف بالتعقيد، وذلك لتعرضها لعوامل عديدة.
الخاتمة:
في نهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على أحد أهم مناهج البحث العلمي وهو المنهج الوصفي بدايةً من تعريفه ومعرفة أهم استخداماته وأهم أساليبه وصولاً إلى معرفة أهم مميزاته وعيوبه في البحث العلمي، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً لجميع الطلاب والباحثين في مختلف التخصصات، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب. صنعاء
