جمع البيانات والمعلومات في البحث العلمي إن مرحلة جمع البيانات والمعلومات في البحث العلمي أحد المراحل الهامة للبحث العلمي، فهي تعتبر بمثابة حجر الأساس الذي يبني عليه الباحث دراسته وبحثه العلمي، فبدون المعلومات والبيانات لم يستطيع الباحث كتابة البحث العلمي، إذ يجب على الباحث قبل البدء في اختيار موضوع البحث أو الظاهرة التي سوف يتناولها بالدراسة أن بتأكد من وجود معلومات وبيانات كافية عنها، فاكتمال البحث العلمي متعلق بشكل أساسي بالمرجعية العلمية لموضوع أو لمشكلة أو لظاهرة البحث محل الدراسة.
لذلك حرص المقال الحالي على توضيح كيفية جمع البيانات والمعلومات في البحث العلمي للباحثين وطلاب الدراسات العليا إذ تعتمد جزئية جمع البيانات والمعلومات على مرحلتين أساسيتين وهما:
- مرحلة جمع المعلومات وتنظيمها وتسجيلها.
- مرحلة تحليل المعلومات واستنباط النتائج.
- أهم الملاحظات حول جمع المعلومات النظرية في البحث العلمي.
أولاً: مرحلة جمع المعلومات وتنظيمها وتسجيلها:
يقصد بهذه المرحلة جمع الباحث للمعلومات الكافية والوافية والشاملة لجميع الجوانب الخاصة بموضوع البحث ومشكلته، وهي مرحلة هامة تحتاج إلى مهارة وانتباه من قِبَل الباحث، وتتم مرحلة جمع المعلومات في البحث العلمي في اتجاهين وهما:
1- جمع المعلومات التي تتعلق بالجانب النظري والوثائقي:
يعتمد هذا الاتجاه على إجراء الباحث لمراجعة كافية للمصادر المطلوبة، مثل الكتب والمقالات والدوريات والتقارير وغيرها من الوثائق الأخرى، والتي تتعلق وترتبط بموضع البحث وتعالجه بصورة نظرية، كما يتعلق هذا الجانب أيضاً بالبحوث الميدانية عادةً، لأن الدراسة الميدانية تحتاج إلى فصل نظري يتطرق إلى ما ذكر في أدبيات الموضوع من معالجات. وذلك بهدف أن يكون هذا الفصل دليل عمل للباحث في فصوله الميدانية اللاحقة، سواء استعانت هذه الفصول بأحد أدوات جمع البيانات سواء كانت (الاستبيان، المقابلة، أو الملاحظة) كأداة لجميع المعلومات المطلوبة للبحث.
أما بالنسبة للبحوث التي تعتمد على المنهج التاريخي أو الوثائقي، فمثل هذه البحوث تحتاج إلى مراجعة المصادر المختلفة وجمع المعلومات التي تتضمنها في كافة البحث.
2- جمع المعلومات التي تتعلق بالجانب الميداني أو التجريبي:
في حالة إذا كان البحث يعتمد على مناهج البحوث الميدانية والتجريبية، ويكون جمع المعلومات في هذه الجزئية معتمداً بشكل رئيسي على (الاستبيان أو المقابلة أو الملاحظة)، ويتم جمع المعلومات من المصادر المختلفة من خلال الآتي:
- قيام الباحث باختيار المنهج البحثي المطلوب والذي يتناسب مع مشكلة البحث نفسها، فمثلاً (المنهج التاريخي أو الوثائقي ومنهج تحليل المضمون) يتحاجون إلى المصادر والوثائق المكتوبة والمطبوعة أو الإلكترونية الغير مطبوعة. وعلى النقيض في المنهج المسحي مثلاً فيحتاج إلى الاستبيان بالدرجة الأولى، وقد يستعين بعض الباحثين بالمقابلة لوحدها منفردة، أو مكملة لوسيلة الاستبيان، وبالنسبة لمنهج دراسة الحالة فيحتاج إلى الملاحظة بدرجة أساسية، وقد يستعين الباحث بالمقابلة في حالة عدم إمكانية الباحث بتهيئة الوقت الكافي والوسائل المناسبة للملاحظة. وأما بالنسبة للمنهج التجريبي فهو يحتاج إلى الملاحظة المتقصدة وليس الملاحظة المجردة.
- توفير الباحث الوقت والجهد والإمكانيات التي تتناسب مع موضوع البحث.
- تحديد أنوع المصادر التي يحتاج إليها الباحث وميزات كل نوع من هذه المصادر، وتوضيح الطريقة الصحيحة المناسبة لاستخدامها.
- إتقان التعامل مع استخدام المكتبات ومراكز المعلومات بمختلف أنواعها ومجاميعها ومرافقها.
ثانياً: مرحلة تحليل المعلومات واستنباط النتائج:
في هذه المرحلة تتضح مهارة الباحث العلمي الجيد وتظهر قابلياته الفعلية في البحث والتحليل، إذ أن البحث العلمي يختلف عن الكتابة الاعتيادية، لأنه يقوم على تحليل وتفسير دقيق لجميع البيانات والمعلومات التي قام الباحث بجمعها، ويكون التحليل من خلال إحدى الطرق الآتية وهي:
1- طرقة التحليل النقدي الإنشائي:
تتمثل في أن يورد الباحث رأياً مستنبطاً من المصادر التي قام بجمعها لديه، ودعمه بحجج وأدلة وبراهين وشواهد وإسناد، وتوجيه النقد بأسلوب علمي.
2- طريقة التحليل الإحصائي الرقمي:
هي الطريقة التي يقوم فيها الباحث بجمع معلوماته من خلال الاستعانة بجداول، ومن ثم يستقرئ الأرقام التي تم جمعها من خلال النسب المئوية، ويتم استخدام هذه الطريقة بصورة دائمة في المعلومات المجمعة من الأشخاص المعنين بالاستبيانات ونسبة ردودهم.
أما النتائج أو كما يطلق عليها البعض الاستنتاجات فهي تعتبر الحصيلة الطبيعية لنقد المعلومات وتحليلها ويتم جمعها في نهاية البحث، ويقوم الباحث بسردها بصورة نقاط واضحة ومركزة.
أهم الملاحظات حول جمع المعلومات النظرية في البحث العلمي.
تمثل المصادر والوثائق ومختلف أوعيتها أدوات هامة من أدوات جمع المعلومات في البحث العلمي، فكثير من الباحثين يجمع المصادر والوثائق، بأشكالها وأنواعها المختلفة، ومن ثم يبدأ بتنقيح هذه المصادر ليستخرج منها ما يحتاجه، وبعد أن يقوم بتسجيل المعلومات المستلمة منها يبدأ بفرز ما يحتاجه منها ومن ثم يبدأ بتحليلها وإبداء الملاحظات المطلوبة عليها.
هذا وعند استخدام الباحث المصادر والوثائق كأداة جمع المعلومات لابد أن ينتبه لمجموعة من الأمور الهامة وهي:
- الاعتماد على المصادر الأولية في جمع المعلومات، وفي حالة إذا كان هناك صعوبة في الحصول على المصادر الأولية المطلوبة يمكنه الاستعانة بالمصادر الثانوية.
- تحري الدقة من أن المصادر والوثائق هي الأداة الوحيدة المعتمد عليها في جمع وتحليل المعلومات، أو أنها أداة مكملة لأدوات أخرى، مثل (الاستبيان، المقابلة، الملاحظة).
- التأكد من طبيعة أوعية المعلومات التي سيعتمد عليها الباحث هل سيعتمد على كتب أو بحوث ومقالات ودوريات أو على تقارير أو على براءة اختراع أو وثائق جارية والأرشيف الجاري أو وثائق تاريخية. وهل سيعتمد على المواد المطبوعة أم على المواد السمعية والبصرية من خلال التسجيلات أو على المواد والأوعية الإلكترونية، فلكل مادة شكلها وطبيعتها في التعامل مع المعلومات التي يحتاجها الباحث.
الخاتمة:
في نهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على كيفية جمع البيانات والمعلومات في البحث العلمي بمرحلتيه سواء المرحلة الوثائقية أو المرحلة التجريبية، وأهم الإرشادات والملاحظات التي يجب على الباحث أخذها بعين الاعتبار أثناء جمع المعلومات النظرية.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب. صنعاء.
