عناصر خطة البحث العلمي تعتبر خطة البحث العلمي بمثابة المدخل الرئيسي والتصور المستقبلي الذي يضعه الباحث لكي يسير على نهجه لإنجاز البحث الخاص به، إذ تعتبر خطة البحث العلمي صورة توضيحية لكيفية تطبيق البحث العلمي، كما تشتمل خطة البحث العلمي على مجموعة من العناصر الرئيسية التي تتقارب إلى حدٍ كبير مع عناصر البحث العلمي بشكلٍ عام.
لذلك حرص المقال الحالي على توضيح عناصر خطة البحث العلمي التي يجب أن يهتم بها الباحث عند إعداد الخطة البحثية الخاصة به وذلك من خلال بعض النقاط الهامة:
- مفهوم خطة البحث العلمي.
- أهم عناصر خطة البحث العلمي.
مفهوم خطة البحث العلمي:
يمكننا القول بأن خطة البحث العلمي عبارة عن تقرير يقوم الباحث بكتابته بعد استكمال التقصي الكامل حول الدراسات السابقة التي تتعلق بمجال بحثه، إذ يتضمن هذا التقرير عرض لأهمية المشكلة البحثية التي اختارها الباحث وتوضيح الهدف من إجراء الدراسة عليها بالإضافة إلى أبعاد وحدة المشكلة البحثية وذكر لأهم المصطلحات التي قام الباحث بذكرها في الخطة البحثية، ويمكن أن تتلخص تعريفات الخطة البحثية في ثلاثة نقاط هامة وهي:
- صياغة جميع محتويات البحث العلمي من خلال إطار يهدف إلى تقويم ودعم الدراسة البحثية، فالخطة البحثية تعطي لكل من الباحث والقارئ صورة نهائية لمشكلة البحث وأهم الطرق والخطوات لحلها.
- تتضمن مجموعة من الخطوات التي يضعها الباحث من أجل التعرف على محتوى البحث العلمي وجميع جوانبه قبل الحصول على الموافقة على تنفيذ البحث الخاص به فيتم عرضها على لجنة لمناقشتها ومعرفة مدى إمكانية دراستها والبحث فيها.
- بمثابة تصور مستقبلي بتم تقديمه من قِبَل الباحث ليشير إلى الخطوات والمراحل التي يتبعها أثناء تنفيذ البحث العلمي والتي تم وضعها بصورة منهجية علمية سواء كانت الخطة مقدمة لنيل درجة الماجستير أو درجة الدكتوراه.
أهم عناصر خطة البحث العلمي:
تتضمن خطة البحث العلمي مجموعة من العناصر الرئيسية مهما اختلف نوع البحث العلمي أو مجال تخصصه، فعلى أي حال يجب أن تتضمن خطة البحث مجموعة من العناصر التي يجب أن يراعيها الباحث أثناء كتابة خطته البحثية وتتضمن:
عنوان البحث:
يعتبر الاختيار الجيد لعنوان الرسالة (موضوع البحث العلمي) المقترح والطريقة الصحيحة لصياغة عنوان البحث أمراً هاماً وضرورياً لأنه يعكس مدى قوة البحث العلمي، فالعنوان الجيد للبحث يقود القارئ إلى متابعة قراءة البحث أو الانصراف عن قراءته، لذلك يجب أن يتضمن العنوان الجيد مجموعة من الصفات الهامة التي تتمثل في (الشمولية، الوضوح، الإيجاز، عد احتواءه على نتائج أو أحكام، التجديد).
المقدمة:
يوضح الباحث من خلال مقدمة الخطة البحثية مدى أهمية البحث بالنسبة للبحوث الدراسات السابقة في نفس المجال، كما يمكن للباحث توضيح الغرض والدافع خلف قيامه باختيار هذا الموضوع أو المشكلة البحثية للدراسة.
أهداف البحث:
في هذه الجزئية يقوم الباحث بتوضيح جميع الأهداف التي يسعى من خلال قيامه بالبحث الوصول إليها ويرجو تحقيقها في نهاية البحث.
إشكالية البحث:
يقصد به سؤال جامع أو سؤال رئيسي يعبر عن المشكلة الرئيسية للدراسة ويقوم الباحث بالإجابة عنه من خلال قيامه بالبحث كاملاً، ويتفرع من هذا السؤال مجموعة من الأسئلة الفرعية التي يجيب عليها الباحث في جميع أجزاء البحث.
تحديد الإطار الزمني والمكاني للدراسة (حدود الدراسة):
هنالك العديد من الدراسات التي تجرى في زمان أو مكان بعينه وعليه لا بد في مثل هذا النوع من الدراسة تحديد الفترة الزمنية التي يشملها البحث بدقة وكذلك المكان الذي أجريت فيه الدراسة.
والدراسات التاريخية على سبيل المثال لا مناص من تحديد الفترة الزمنية التي يهتم بها البحث وكذلك الأمر في الدراسات الجغرافية والبيئية التي تهتم بتوثيق التغيرات مثل دراسات استخدام الأرض ودراسات التدهور البيئية. وتهتم جميع الدراسات الجغرافية والبيئية بالمكان. ولذلك لا بد للباحث من تحديد منطقة الدراسة بدقة حتى يؤطر بحثه ويحصره في المنطقة المعنية.
منهجية البحث:
يقصد به الأسلوب العلمي الذي سوف يتبعه الباحث أثناء البحث بالإضافة إلى طريقة في الجمع والفرز واستخدام المعلومات، حيث تعكس المنهجية كل ما سيقوم به الباحث من جل إنجاز وتنفيذ البحث الخاص به ومن ثم الإجابة على جميع التساؤلات المطروحة في إشكالية البحث. كما يوجد العديد من الناهج البحثية التي يمكن أن يختار الباحث فيما بينها ومن أهمها (المنهج التاريخي، المنهج الوصفي، المنهج الاستقرائي، المنهج المقارن، المنهج المسحي، ومنهج دراسة الحالة، وغيرها من المناهج).
الإطار النظري:
وهو عنصر هام جداً من عناصر خطة البحث حيث يقوم الباحث بتقسيم المقترح البحثي، بالإضافة إلى طرح العناوين المقترحة، وفي بعض الأحيان أو بعض أنواع البحوث مثل بحوث المشاريع يمكن أن يكون العنوان ومخطط البحث وقائمة المصادر كافية لتشكيل خطة البحث.
هذا ومثل هذه الجزئية في البحوث العلمية مثل الماجستير والدكتوراه يقوم الباحث بتقسيم البحث ووضع هيكلية له مكونة من أبواب وفصول ومباحث ومطالب.
البحوث والدراسات السابقة:
يجب أن تتضمن خطة البحث الدراسات العلمية السابقة التي قام الباحث بالاطلاع عليها، والمرتبطة بمجال موضوع الدراسة أو الموضوعات المشابهة.
ويجب على الباحث أن يقدم حصراً لأكبر كم منها في خطة البحث وفي نهاية خطة البحث يقدم الباحث قائمة بالمصادر والمراجع العلمية التي ينوي الاستعانة بها في كتابة البحث الخاص به.
قائمة المراجع والمصادر:
يجب على الباحث توضيح أهم المراجع والمصادر التي استعان بها في خطة البحث.
ويعتبر ذكرها ضرورة اقتضتها وقوف الأستاذ المشرف على حدود إدراك الطالب لما كتب حول الموضوع بهدف الإضافة له، ففي بعض الأحيان يجهل الباحث بعض الكتب الأساسية الهامة التي كتبت وتناولت بعض جوانب موضوع الدراسة.
ولذلك فإن وجود قائمة بأسماء المراجع والمصادر التي سيستعين بها الباحث يهيئ الفرصة للحذف والإضافة، لذلك من الضروري كتابة المراجع والمصادر بالصورة العلمية المعروفة.
وأن يحرص الباحث على اتباع آلية التوثيق المعمول بها في الجهة المعنية بالبحث.
الخاتمة:
بهذا نكون قد عرضنا جميع عناصر خطة البحث العلمي الرئيسية مهما كان اختلاف نوع البحث العلمي أو مجال التخصص، حرصاً منا على دعم جميع الباحثين وطلاب الدراسات العليا من الماجستير والدكتوراه، مع تحيات شركة دراسة للاستشارات الأكاديمية وخدمات البحث العلمي والترجمة.
