عينة الدراسة في البحث العلمي تمثل عينة الدراسة في البحث العلمي أحد أهم مشكلات البحث في الدراسات الإنسانية بوجه عام. بل وهناك من لا يعيرها أهمية كبيرة، إذ تكمن المشكلة في أن العينة أحد أهم ركائز البحث فالبحث العلمي إذا قام على عينة غير صحيحة يؤثر ذلك بشكل كبير في نتائجه ويجعلها دون قيمة، ولكي يستطيع الباحث فهم واختيار عينة ممثلة لمجتمع الدراسة يجب أولاً أن يفهم ويستوعب جميع مفردات وخصائص المجتمع بأكمله (المستهدف).
عينة الدراسة في البحث العلمي
لذلك حرص المقال الحالي على شرح وتوضيح عينة الدراسة في البحث العلمي وذلك من خلال طرح مجموعة من النقاط الهامة وهي:
- مفهوم عينة الدراسة في البحث العلمي.
- أنواع العينات في البحث العلمي.
- أهم خطوات اختيار عينة الدراسة في البحث العلمي.
- أهم مميزات عينة الدراسة في البحث العلمي.
- أبرز عيوب عينة الدراسة في البحث العلمي.
مفهوم عينة الدراسة في البحث العلمي:
يقصد بعينة البحث العلمي على أنها مجموعة جزئية من مجتمع الدراسة يتم اختيارها بطريقة مناسبة، ومن ثم إجراء الدراسة عليها واستخدام النتائج وتعميمها على كامل مجتمع الدراسة الأصلي، هذا وتعرف على أنها جزء من مجتمع الدراسة يجب على الباحث اتباع الطريقة المناسبة العلمية لاختيارها، وإجراء الدراسة عليها، وبالتالي استخدام النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة، ومن ثم تعميمها على جميع فئات مجتمع الدراسة بشكل عام، فعينة الدراسة يجب أن تشمل جميع الصفات والخصائص لمجتمع الدراسة ككل مما يوفر على الباحث الوقت والجهد لدراسة كافة وحدات المجتمع.
هذا وتعرف عينة الدراسة أيضاً على أنها نموذج يشمل جانباً أو جزءاً من محددات المجتمع الأصلي المعني بالبحث التي يجب أن تكون ممثلة به، إذ يجب أن تحمل صفاته المشتركة وهذا النموذج يغني الباحث عن دراسة كافة وحدات ومفردات وأفراد المجتمع المعني بالدراسة.
ومن خلال التعريفات السابقة يتضح مجموعة من الخصائص والسمات وهي كالتالي:
- تمثل العينة جزءاً من مجتمع الدراسة من حيث الخصائص والصفات والمفردات.
- يتم الاستعانة بعينة ممثلة من مجتمع الدراسة إذا كان دراسة المجتمع ككل صعبة، وذلك عوضاً عن دراسة كافة وحدات المجتمع.
- يتم اختيار العينة عادةً وفقاً لمعايير وأسس وأساليب علمية متعارف عليها.
- من أهم الشروط التي يجب أ، تتوفر في العينة أن تكون ممثلة للمجتمع في جمع خواصه.
أنواع العينات في البحث العلمي:
تنقسم العينات في البحث العلمي إلى قسمين أو نوعين رئيسين وهما (العينات الغير احتمالية، والعينات الاحتمالية):
أولاً: العينات الاحتمالية:
يقصد بها العينات التي يتم اختيارها بطرق وأساليب علمية محددة مثل العينة العشوائية البسيطة والعينة الطبقية المنتظمة والعينة العنقودية، إذ يفرض نوع المشكلة وخصائص المجتمع الطريقة المناسبة لاختيار العينة.
هذا ويعزي الخطأ العيني الذي يمكن أن يقع فيه الباحث إلى الخطأ في تحديد المجتمع الإحصائي ودرجة الوفي بالخصائص الواجب تمثيلها في العينة، أو إلى اختيار العينة بطريقة غير مناسبة كأن يختار الطريقة العنقودية على الرغم من أن الأفضل أن يقوم باختيار العينة العشوائية البسيطة. لذلك فإن العينات الاحتمالية هي تلك العينات التي يكون لكل فرد في المجتمع فرصة محددة لاختياره، أو يكون له نفس الفرصة لاختياره ضمن الفئة الواحدة المتجانسة من الفئات المكونة للمجتمع الإحصائي.
ثانياً: العينات غير الاحتمالية:
هي تلك العينات التي يتدخل في اختيارها رغبة الباحث وأحكامه الشخصية، فقد يقوم الباحث باختيار عناصر العينة من الذين يقابلهم بشكل عرضي، أو بالصدفة، أو لأنه يعرف مسبقاً أنهم لن يرفضوا طلبه كأن يكونوا من معارفه الذين يتيسر عليه الوصول إليهم. هذا ويشار إلى هذا النوع أيضاً بالعينة المتيسرة. وقد يختارهم من المتطوعين.
وعلى الرغم من وجود بعض المكاسب وراء هذه الاختيارات مثل تقليل الجهد والتكاليف المادية والوقت إلا أنه في المقايل قد يصل إلى درجة من التحيز وعدم الموضوعية في اختياره للعينة. سواء كان في حجمها أو خصائصها أو الاثنين معاً، مما ينتج عنه نتائج يصعب تعميمها خارج حدود هذه العينة المختارة.
بالمقابل قد يختار عناصر العينة لأنه يعرف مسبقاً بأنه الأقدر على تقديم معلومات عن مشكلة معينة، أكثر من غيرهم، وذلك لأنهم عاصروا المشكلة، ويقصد بهذا النوع بالعينة المقصودة والتي يتطلب من الباحث أن يوازن بين التحيز الناتج عن عينة مقصودة وبين ما توفره هذه العينة من معلومات صادقة.
هكذا وإذا استطاع الباحث أن يقسم المجتمع إلى مجموعات متميزة حسب فئات المتغير ولم يكن باستطاعته أن يختار عشوائياً من كل فئة، فإن العينة في هذه الحالة عينة حصصيه بمعنى أنها تبقى عينة غير احتمالية.
أهم خطوات اختيار عينة الدراسة في البحث العلمي:
تمر عملية اختيار العينة في مجموعة من المراحل المتسلسلة والمترابطة والتي تتمثل في الآتي:
- تحديد أهداف المسح بالعينة بشكل واضح ودقيق لأن ذلك يساعد الباحث لاحقاً في تحديد المعلومات والبيانات الذي يريد جمعها والأسلوب أو الطريقة المستخدمة في جمعها.
- اختيار وتحديد مجتمع الدراسة وتعريفه بشكل دقيق.
- تحديد البيانات والمعلومات المراد جمعها ولابد أن تتلاءم هذه المعلومات والبيانات مع أهداف النسح بالعينة وتعمل على تحقيقها.
- تحديد درجة الدقة المطلوبة إذ أن هناك بعض الأخطاء التي تقع عند اختيار العينة، وبالتالي يجب على الباحث أن يحدد درجة هذه الأخطاء والجهد والمال الإضافيين الذي سيبذل من أجل التغلب على هذه الأخطاء وتحقيق درجة دقة عالية وهذا الوضع يرتبط بشكل مباشرة بحجم العينة.
- طرق وأساليب الحصول على البيانات والمعلومات فهناك وسائل متعددة يمكن بواسطتها الحصول على المعلومات والبيانات المطلوبة مثل (المقابلة، الاستبيان، الاختبارات، الزيارة، وغيرها).
- قيام الباحث بتحديد الإطار المناسب فقبل اختيار العينة لابد من تقسيم مجتمع الدراسة إلى أقسام يعرف كل واحد منها بوحدة معاينة، ومن الضروري أن تغطي وحدات المعاينة مجتمع الدراسة ككل. ولابد أن تكون الوحدات منفصلة عن بعضها البعض وغير متداخلة، بمعنى أن كل عنصر من عناصر المجتمع ينتمي فقط إلى واحدة من هذه الوحدات، وتعرف جميع وحدات المعاينة بالإطار الذي لابد أن يكون محدد بكل دقة ووضوح.
- اختيار العينة فهناك طرق عديد لاختيار العينة ولكن قبل ذلك يجب على الباحث أن يقوم بتحديد حجم العينة ودرجة الدقة المنشودة والكلفة والزمن اللازمين.
- الاختبار المسبق إذ يعني ضرورة إجراء تجربة أولية لأسلوب جمع المعلومات والبيانات المطلوب سواء أكان هذا الأسلوب استبانة أو مقابلة أو ملاحظة، وذلك لأن مثل هذا الاختبار قد يكشف عن مشاكل عديد يمكن للباحث تجنبها قبل البدء في جمع المعلومات، مما يترتب عليه تلافي هذه المشاكل التي قد تؤثر بشكل سلبي على دقة البيانات وبالتالي دقة نتائج الدراسة.
- تنظيم العمل الميداني وذلك الأمر يتطلب مجموعة من المعايير والآليات تتمثل في الآتي:
- تدريب العاملين في الميدان وتوضيح أهداف الدراسة وطرق جمع المعلومات.
- تنظيم عملية الإشراف على العاملين في الميدان.
- إيجاد نظام للتدقيق المبكر للبيانات والمعلومات التي يتم جمعها.
- وضع الحلول المناسبة للحالات التي لا يتمكن فيها الباحث من الحصول على بيانات ومعلومات من بعض عناصر ومفردات الدراسة.
- تنظيم وتبويب وتحليل البيانات وفي هذه المرحلة يجب على الباحث اتباع الآتي:
- مراجعة الاستبانات التي تم ملؤها وتصحيح الأخطاء الناجمة عن التسجيل وكذلك حذف البيانات التي يتضح خطؤها.
- إيجاد حل مناسب في حالة إهمال المستجيب للإجابة عن بعض الأسئلة.
ذات صلة:
- عينة الدراسة في البحث العلمي
- عينات الدراسة اللازمة للبحث العلمي
- الفرق بين مشكلة وظاهرة الدراسة
- الدراسة الاستطلاعية في البحث العلمي
أهم مميزات عينة الدراسة في البحث العلمي:
يمكن تلخيص مميزات وإيجابيات استخدام العينات في البحث العلمي من خلال مجموعة من النقاط وهي كالآتي:
- توفير في الجهد المبذول والتكاليف المادية وذلك نظراً لاقتصار البحث فيها على نموذج محدد من المجتمع الأصلي.
- إمكانية الخصول على معلومات وفيرة، والتي تكون أكثر بكثير مما يحصل عليه الباحث من المجموع الكلي لأفراد المجتمع.
- سهولة الحصول على ردود وافية ومتكاملة ودقيقة، من خلال متابعة العينة وردودها.
أبرز عيوب عينة الدراسة في البحث العلمي:
على الرغم من مميزات عينة الدراسة في البحث العلمي إلا أنها يشوبها بعض المآخذ والعيوب والتي تتمثل في الآتي:
- الخطأ في اختيار العينة يؤثر في نتائج البحث.
- حجم العينة في بعض الأحيان قد يؤثر على نتائج البحث.
- يمكن حدوث بعض الأخطاء ناتجة عن ردود فعل العينة التي يقوم الباحث بدراستها.
- اختيار العينة في بعض الأحيان لا يتناسب مع نوعية الدراسة ومستواها.
الخاتمة:
بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على عينة الدراسة في البحث العلمي بدايةً من التعريف بها وتوضيح أنواعها وأهم مراحل اختيارها وصولا إلى أهم مميزات وعيوبها في البحث العلمي، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً لجميع الباحثين وطلاب الدراسات العليا في كافة المجالات والتخصصات، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
عليان، ربحي مصطفى. (2004). البحث العلمي أسسه ومناهجه وأساليبه وإجراءاته. بيت الأفكار الدولية. عمان.
المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب. صنعاء.
الدليمي، عصام حسن وصالح، علي عبدالرحيم. (2014). البحث العلمي أسسه ومناهجه. الطبعة الأولى. دار الرضوان للنشر والتوزيع.
