ما هو المنهج الاستقرائي.. هذا المقال يجيب عن هذا السؤال التأسيسي من خلال بيان مفهوم المنهج الاستقرائي ومراحل التطور التي مر بها تاريخياً، واستخداماته في العلوم والمعارف المختلفة.
مفهوم المنهج الاستقرائي ومراحل التطور التاريخي
يقوم المنهج الاستقرائي على الاستقراء، ويمكننا تعريف مفهوم الاستقراء على أنه: قيام الباحث بتتبع الجزئيات وملاحظاتها، واستنتاج النتائج الكلية أو القوانين العامة التي تخضع لها هذه الجزئيات. ويعتمد المنهج الاستقرائي على الملاحظة والتجربة والتحكم في المتغيرات والعوامل واختبار أثرها من أجل الوصول إلى النتائج. لذلك فإن المنهج الاستقرائي يعد أنسب المناهج للاستخدام في العلوم الطبيعية والتطبيقية، التي تعتمد على الملاحظة والاستنتاج. كما يعتمد المنهج الاستقرائي على عمليات الوصف والتصنيف، والبحث عن الروابط والعلاقات الجزئيات ومحاولة إيجاد النظريات أو وضع الفرضيات من أجل شرح وتفسير هذه العلاقات والظواهر. وأخيراً اختبار صحة هذه الفرضيات والوصول إلى النتائج الصحيحة.
ويعد المنهج الاستقرائي من أقدم مناهج البحث العلمي التي تطورت بعد المنهج الاستنباطي، وقد مر المنهج الاستقرائي بعدد من المراحل التاريخية حتى اليوم. وهذه المراحل كما يلي:
- يعتبر الفيلسوف اليوناني أرسطو من أوائل من أشاروا إلى منهج الاستقراء في البحث والتفكير، وقد استفاد منه الفلاسفة اليونان وفلاسفة الشرق في الإسكندرية وغيرها.
- اعتمد علماء الحضارة الإسلامية على الاستقراء بشكل أكبر من الحضارة اليونانية، وقاموا بتطوير منهج البحث الاستقرائي. فكان الاستقراء والتجريب من أهم الأركان التي انبنى عليها بناء العلوم والمعارف في الحضارة الإسلامية. ومن العلماء المشاهير الذين اعتمدوا على المنهج الاستقرائي الحسن بن الهيثم والبيروني وجابر بن حيان وغيرهم.
- وصل المنهج الاستقرائي إلى ذروة تطوره على يد الأوروبيين في عصر النهضة الأوروبية، فكان الأوروبيون بحث هم رواد الاستقراء وأربابه. حيث بدأت المناهج البحثية تتمايز في القرنين السابع والثامن عشر على يد العديد من الفلاسفة مثل: فرانسيس بيكون وجون ستيوارت مل وغيرهم.
طبيعة منهج البحث الاستقرائي واستخداماته
كما سبق وأشرنا في الكلام على تعريف المنهج الاستقرائي، فإن الاستقراء يمثل انتقالاً من الخاص إلى العام ومن الجزئيات إلى الكليات. وهذا هو الفارق الأساسي بين الاستقراء والاستنباط. ويمكننا اعتبار منهج الاستقراء مزيجاً بين الواقعية والمثالية والواقعية، حيث يمكن الباحثين من دراسة الظواهر كما هي في الواقع وكما يجب أن تكون. فعند قيام الباحثين بدراسة عدد من الوحدات واستقرائها وملاحظة اشتراكها في بعض الخصائص والظروف والعوامل، يدرك الباحثون أن ثمة قانوناً تخضع له هذه الوحدات وينظمها. حينئذ يقوم الباحث باستنباط هذا القانون ثم يبرهن على صحته من خلال التجريب، مما يجعل من منهج البحث الاستقرائي منهجاً مثالياً للعلوم الطبيعية. ويستخدم المنهج الاستقرائي في:
- البحث العلمي في مجالات العلوم الطبيعية، مثل: الفلك والفيزياء والأحياء.
- البحوث العلمية في العلوم التطبيقية، مثل: الطب وعلم النفس الإكلينيكي.
- العلوم التطبيقية كالكيمياء وعلم الأدوية.
- العلوم الإنسانية مثل علم الاجتماع الذي يتطلب دراسة الظواهر المجتمعية من جوانبها المختلفة.
مميزات المنهج الاستقرائي وعيوبه
مميزات المنهج الاستقرائي
|
عيوب المنهج الاستقرائي
|
1. استنباط القوانين العامة من الجزئيات: من خلال المنهج الاستقرائي يمكن للباحثين دراسة الظواهر الطبيعية بطريقة فكرية منهجية دقيقة مبنية على الملاحظة والتجريب، مما يضمن وصول الباحثين إلى أدق النتائج. | 1. يرى بعض الفلاسفة والعلماء أن إمكانية تعميم النتائج تعتبر من عيوب المنهج الاستقرائي، إذا كانت النتائج مبنية على استقراء ناقص. إذ لا يوجد سبب لتعميم بعض العناصر على كافة الجنس، إذا لم يقم الباحثون بفحص كل عناصره.
|
2. الموضوعية: حيث يعد منهج البحث الاستنباطي من أقل المناهج البحثية التي من شأنها التأثر بأراء الباحث وأفكاره ومعتقداته.
|
2. احتمالية حدوث أخطاء في الرصد والملاحظة، مما سيؤدي بالتأكيد إلى وقوع أخطاء في النتائج.
|
خاتمة
تؤمن شركة “دراسة لخدمات البحث العلمي و الترجمة” بأن البحث هو أقصر طريق إلى النهضة، لذا فإننا نعمل على مشاركة المعارف والخبرات مع الباحثين الشباب من خلال هذه المقالات المتعلقة بمناهج البحث العلمي والفرق بين الاستقراء والاستنباط. كما نوفر للباحثين جميع خدمات البحث العلمي والترجمة والتحليل الإحصائي لضمان خروج الأبحاث العلمي بأعلى جودة وكفاءة.