مجتمع الدراسة في البحث العلمي تتطلب دراسة ظاهرة أو مشكلة ما توفير بيانات ومعلومات ضرورية عن هذه الظاهرة أو المشكلة من أجل مساعدة الباحث على اتخاذ قرار أو حكم مناسب تجاها. هذا ويساهم التحديد الواضح لكل من عينة ومجتمع الدراسة في البحث العلمي بشكل كبير في تحديد الأسلوب العلمي الأمثل لدراسة هذا المجتمع. ذلك وتغطي المشكلات المدروسة في بعض الأوقات مجتمعات كبيرة الحجم مما يصعب دراسة كل عنصر أو حالة فيها ،وفي بعض الأحيان يصعب الوصول إلى كل عنصر من عناصر الدراسة بالإضافة أن تكلفة دراسة كل حالة أو عنصر على حدة قد تكلف الباحث الوقت والمال والجهد الكثير. لذلك يلجأ الباحثون في مثل هذه الحالات إلى استخدام أسلوب العينة بدلاً من أسلوب المسح الشامل لمجتمع الدراسة.
مجتمع الدراسة في البحث العلمي
لذلك حرص المقال الحالي على التطرق إلى عينة ومجتمع الدراسة في البحث العلمي وتوضيح جميع جوانبهم التي تتعلف بالبحث العلمي وذلك من خلال طرح بعض النقاط الهامة وهي كالآتي:
- تعريف مجتمع الدراسة في البحث العلمي.
- أهم أنواع مجتمع الدراسة في البحث العلمي.
- أسباب اختيار دراسة العينة فضلاً عن مجتمع الدراسة.
ذات صلة:
- عينة الدراسة في البحث العلمي
- عينات الدراسة اللازمة للبحث العلمي
- الفرق بين مشكلة وظاهرة الدراسة
- الدراسة الاستطلاعية في البحث العلمي
تعريف مجتمع الدراسة في البحث العلمي:
يشمل مجتمع الدراسة جميع عناصر ومفردات المشكلة أو الظاهرة محل الدراسة. أي أنه المجتمع الذي يقوم الباحث بإجراء البحث عليه ويشمل جميع خصائصه ومفرداته، كما يشكل المجتمع المجموع الكلي للعناصر التي يسعى الباحث إلى أن يعمم عليها النتائج التي تتعلق بالظاهرة المدروسة.
هذا وعند التحدث عن المجتمع نتحدث عن عدة أنماط من المجتمعات يطلق على أحدها مصطلح المجتمع المستهدف، وهو الذي يشير إلى المجموعات الكلية من الأفراد أو الظواهر أو الأشياء التي يأمل الباحث أن يعمم عليها النتائج التي توصل إليها. وعلى الرغم من ذلك فإن دراسة المجتمع بجميع عناصره وخصائصه ومفرداته يبدو في معظم الأحيان عملية صعبة ولا يمكن إنجازها على الرغم من كونها تعطي نتائج غاية في الدقة، لذلك فإن معظم الدراسات والبحوث تتعامل مع عينة الدراسة بدلاً من المجتمع.
أهم أنواع مجتمع الدراسة في البحث العلمي:
ينظر الباحثين إلى مجتمع الدراسة في إطار محددات البحث وأهدافه، والخصائص التي يحرص الباحث على دراستها، هذا ويمكن تقسيم مجتمع الدراسة في البحث العلمي إلى نوعين وهما:
أولاً: المجتمع المتجانس:
يقصد به المجتمع الذي يتميز بتماثل الخصائص لدى كافة أفراده فعلى سبيل المثال ” أن تكون الدراسة عن صعوبة مادة الأحياء للصف الأول الثانوي من وجهة نظر الطلاب” ففي مثل هذه الحالة يكون المجتمع الذي تتم دراسته طلاب الصف الأول الثانوي في مجموعة من المدارس الحكومية. هنا يكون المجتمع متجانساً من وجهة نظر الدراسة، ويعني ذلك أن جميع أفراد مجتمع البحث ينطبق عليها نفس المفردات والخصائص.
ثانياً: المجتمع المتباين:
هو المجتمع الذي تتفاوت فيه الخصائص لدى أفراده فعلى سبيل المثال عند دراسة سلوك المرتادين للأسواق التجارية وسط المدينة ففي هذه الحالة تكون خصائص أفراد المجتمع في هذه الحالة متباينة من حيث (ذكور أو إناث، تفاوت الأعمار بينهم، اختلاف الثقافات، الذهاب إلى السوق جماعي أو فردي، اختلاف الغرض من الذهاب إلى السوق، اختلاف كميات الشراء).
هذا ويلجأ بعض الباحثين إلى دراسة المجتمع بكامل أفراده في بعض الحالات الضرورية والتي لا يمكن الاكتفاء بعينة منه فقط، ومن أهم هذه الحالات الآتي:
- إذا اقتضى البحث جمع المعلومات من كل فرد من أفراد المجتمع كما هو الحال في إحصاء التعداد السكاني.
- عندما يكون المجتمع صغيراً وكونه يتكون من عدد محدود من المفردات.
أسباب اختيار دراسة العينة فضلاً عن مجتمع الدراسة:
تعتبر دراسة مجتمع بشكل كامل أمر في غاية الصعوبة ومكلف جداً للباحثين في كافة المجالات ويستهلك كثيراً من الوقت والجهد، ويرجع ذلك إلى مجموعة من الأسباب التي تدفع الباحثين إلى دراسة عينة من المجتمع فضلاً عن دراسة المجتمع ككل وتتمثل في الآتي:
أولاً: إمكانية الإجراء:
إن العدد الكلي لعناصر المجتمع من الصعب تحديده في حالات كثيرة مثل أعداد الأسر التي تقضي وقت استجمام خارج المنازل في أيام العطل الرسمية أو أعداد الحيوانات المتوحشة الموجودة في بلد معين، فمثل هذه الحالات يصعب إجراء حصر شامل لكل مفردات المجتمع، ولذلك فإن أسلوب العينة قد يكون الأفضل لتحقيق أهداف الدراسة للمجتمع المستهدف.
ثانياً: السرعة في الإنجاز:
إن جمع البيانات وتلخيصها وتبويبها في حالة العينة يتطلب وقتاً وجهداً اقل مقارنة بحالة العد الشامل لكافة مفردات المجتمع، وهذا يؤدي إلى الحصول على نتائج سريعة، وإن هذا الأمر سيكون له آثار إيجابية عندما تكون الحاجة ملحة لمعرفة نتائج الدراسة.
ثالثاً: الدقة:
يمكن للباحثين الحصول على نتائج أكثر دثة في حالة العينة عند ملئ الاستمارات بالمقابلة الشخصية للأفراد وبالأخص عندما يتم جمعها من قِبَل الباحث ولكن في حالة دراسة المجتمع بكامل أفراده وبأسلوب المقابلة قد يكون من الصعب إجراءها وتتطلب اختيار وتدريب عدد من الأشخاص للمساعدة في ذلك مما تظهر أعباء أخرى على الباحث وقد تكون المعلومات أقل دقة.
رابعاً: التكلفة:
من السهل جداً ملاحظة انخفاض التكلفة في العينة مقارنةً بحالة أخذ المجتمع بكل مفرداته للدراسة نظراً لشمولها على عناصر وخصائص أقل حجماً من مفردات وعناصر المجتمع، والتكلف في هذه الحالة تشمل عدد من الجوانب مثل تكلفة جمع المعلومات وتكلفة تفريغها وتبويبها وتحليلها. إضافة إلى الطباعة وغيرها من الأمور الأخرى، وبناء على هذه الاعتبارات يمكن أن تتصور الفوائد التي يمكن أن نحصل عليها في حالة التعامل مع العينة مقارنةً بأخذ المجتمع بأكمله.
خامساً: مدى تجانس الظاهرة:
كلما كانت الظاهرة المدروسة تتم بالتجانس في مكوناتها ومفرداتها وخصائصها. فإن الباحث لا يحتاج إلى دراسة جميع مفرداتها، بل يمكن أن يأخذ عدد محدد من مفرداتها بشكل عينة ممثلة لمفردات المجتمع وإخضاعها للدراسة.
الخاتمة:
بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على مجتمع الدراسة في البحث العلمي وذلك من خلال مفهومة وأهم أنواعه وصولاً إلى أسباب اختيار الباحثين لأخذ عينة منه فضلاً من دراسته بشكل كامل على الرغم من دقة نتائجه، نرجو من الله أن يكون هذا المقال نافعاً ومفيداً لجميع الباحثين والطلاب في كافة التخصصات، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.
مراجع يمكن الرجوع إليها:
الحمداني، موفق والجادري، عدنان وقنديلجي، عامر وبني هاني، عبدالرازق وأبو زينه، فريد. (2007). مناهج البحث العلمي الكتاب الأول أساسيات البحث العلمي. الطبعة الأولى. مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع. عمان.
المحمودي، محمد سرحان علي. (2019). مناهج البحث العلمي. الطبعة الثالثة. دار الكتب. صنعاء.
