مراجعة الأدبيات في البحث العلمي إن مرحلة مراجعة الأدبيات في البحث العلمي أمراً هام جداً، إذ تجعل الباحث على دراية بجميع التطورات والمستجدات التي طرأت على مجال تخصصه، وتشمل جميع المراجع كالكتب والموسوعات وغيرها من المصادر فهي تختلف تماماً عن الدراسات السابقة التي تتضمن البحوث والرسائل العلمية سواء الماجستير أو الدكتوراه.
مراجعة الأدبيات في البحث العلمي
لذلك حرص المقال الحالي على توضيح طرق مراجعة الأدبيات في البحث العلمي لجميع الباحثين والطلاب وذلك من خلال نقطتان هامتان وهما:
- مفهوم مراجعة الأدبيات في البحث العلمي.
- أهم خطوات إجراء مراجعة الأدبيات في البحث العلمي.
مفهوم مراجعة الأدبيات في البحث العلمي:
مراجعة الأدبيات في البحث العلمي عبارة عن ملخص موضوعي وشامل وتحليل نقدي لجميع الأدبيات غير البحثية (كتب أو مصادر) حول الموضوع قيد الدراسة، وهدفها هو جعل القارئ على اطلاع دائم بالأدبيات الحالية حول موضوع ما وتشكيل الهدف الأساسي للبحث الحالي، كما تساعد مراجعة الأدبيات الجيدة الباحث في جمع كم كبير من المعلومات حول موضوع البحث الخاص به لتشمل عدة مصادر متنوعة يمكن للباحث تحقيق أكبر استفادة منها.
أهم خطوات إجراء مراجعة للأدبيات:
تشتمل عملية مراجعة الأدبيات على مجموعة من الخطوات الهامة التي يجب على جميع الباحثين والطلاب وضعها بعين الاعتبار من أجل مراجعة للأدبيات بطريقة علمية ناجحة:
أولاً: اختيار موضوع المراجعة:
يمكن أن يكون تحديد موضوع المراجعة مهمة شاقة للطلاب والباحثين المبتدئين، ومن ضمن الأخطاء الشائعة للمبتدئين تحديد عنوان مراجعة شامل، وعلى الرغم من أن هذا قد يكون استراتيجية أولية مفيدة لتحديد مقدار الأدبيات المتاحة، فإن التحديد الشامل قد يولد قدرًا كبيرًا من البيانات مما يجعل المراجعة غير قابلة للتنفيذ، لذلك يُنصح بتنقيح هذا الأمر بشكل أكبر بحيث يمكن التحكم في الكمية النهائية من المعلومات التي تم إنشاؤها، فعلى سبيل المثال، للتركيز على موضوع الاهتمام، يجب الوضع في الاعتبار الجوانب ذات الأهمية الخاصة، وهل هناك عنصر معين في هذا الموضوع مهم؟، وتحديد ما هو الاهتمام بالضبط ولماذا يمكن أن يساعد في تحسين الموضوع؟.
ثانياً: البحث في الأدب:
بعد اختيار موضوع، فإن الخطوة التالية هي تحديد المعلومات المناسبة وذات الصلة بطريقة منظمة، ومن المرجح أن يؤدي النهج المنتظم إلى إجراء مراجعة تكون مفيدة في توضيح الممارسة، في حين أن المراجعة السردية أو التقليدية ليست هي نفسها المراجعة المنهجية، إلا أن مبادئها وهيكلها قد تكون مفيدة في تحديد المنهج المتبع، والشمولية والملاءمة هما ما يحتاجه الباحثون إلى حيث أنه كلما كان الموضوع أو السؤال الذي يتم البحث فيه أكثر تحديدًا، كلما كانت النتيجة أكثر تركيزًا.
وعمليات البحث عن الكلمات الرئيسية هي الطريقة الأكثر شيوعًا لتحديد الدراسات ذات الصلة، ومع ذلك يجب مراعاة الكلمات الرئيسية بعناية من أجل تحديد المصطلحات التي ستولد البيانات المطلوبة، ومن الجيد التفكير في الكلمات الرئيسية البديلة ذات المعاني المتشابهة التي قد تستخلص المزيد من المعلومات.
ثالثاً: تحليل وتوليف الأدبيات:
في هذه الخطوة من خطوات عملية مراجعة الأدبيات، سيتم جمع الأدبيات التي تم تحديدها على أنها مناسبة، في حين أن تركيز الأدبيات قد يختلف اعتمادًا على الغرض العام، إلا أن هناك العديد من الاستراتيجيات المفيدة لمراحل التحليل والتركيب التي ستساعد في بناء المراجعة وكتابتها، وفي البداية يُنصح بإجراء قراءة أولية للمقالات التي تم جمعها للتعرف على مضمونها، إذ تحتوي معظم المقالات المنشورة على ملخص في بداية الورقة، مما سيساعد في هذه العملية ويمكَّن الباحثين أو مراجعين الأدبيات من اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان يستحق مزيدًا من القراءة أو التضمين، وفي هذه الخطوة قد يكون من المفيد أيضًا إجراء تصنيف أولي وتجميع المواد حسب نوع المصدر.
فبمجرد اكتمال النظرة العامة الأولية، من الضروري العودة إلى المقالات لإجراء مراجعة أكثر منهجية وانتقادية للمحتوى، كما توجد استراتيجية يُطلق عليها نظام المعاينة والسؤال والقراءة والتلخيص، وهي لا تبقي الباحث أو المراجع مركّزًا ومتسقًا فحسب، بل تسهل في النهاية عملية تحديد واسترجاع المواد بسهولة خاصةً إذا كان هناك عدد كبير من المنشورات قيد المراجعة، وبعد مرحلة المعاينة، قد ينتهي الأمر بالمراجع بأربع مجموعات من المقالات التي تعتبر ذات صلة بالغرض من المراجعة، وعلى الرغم من أنه قد تم التخلص من بعض الأوراق في هذه المرحلة، فمن الحكمة على الأرجح تخزينها إذا احتاج المراجع إلى استعادتها في مرحلة لاحقة.
رابعاً: كتابة الجزء الخاص بالمراجعة:
بمجرد الانتهاء من تقييم الأدبيات، يجب النظر في كيفية هيكلة المراجعة وكتابتها، حيث أن مفتاح البحث العلمي الجيد هو القدرة على تقديم النتائج بطريقة توضح معرفة المراجع بطريقة واضحة ومتسقة، وأن أساس الكتابة الجيدة هو تجنب الكلمات الطويلة والمربكة والتقليل من المصطلحات اللغوية إلى أدنى حد، كما يجب أن تكون الجمل قصيرة قدر الإمكان مع رسالة واحدة واضحة ويجب أن يكون التهجئة والقواعد دقيقة ومتسقة مع شكل اللغة المستخدمة.
كما يُعَد تنظيم المواد بطريقة موضوعية وهيكلة المراجعة هما أمران حاسمان، إلى حد ما سيعتمد الهيكل على توضيح الغرض من المراجعة، فعلى سبيل المثال المراجعات المنهجية لها هيكل واضح يجب اتباعه والذي سيحدد في معظمه كيفية إجراء الكتابة، ومع ذلك بالنسبة لمعظم الطلاب أو الممارسين تكون المراجعة إما جزءًا من مهمة دراسية أو اقتراح بحث أو أطروحة بحثية، وعلى هذا النحو هناك بعض الحرية في كيفية هيكلة الكتابة، ومع ذلك من المهم أن يكون المراجع منطقيًا ، وأن يعلم أن هناك بعض العناصر الأساسية التي يجب تضمينها في جميع مراجعات الأدبيات.
الخاتمة:
في النهاية تكون قد تعرفت على مراجعة الأدبيات في البحث العلمي ومفهومها وأهم خطوات ومراحل المراجعة من أجل تحقيق أكبر قد من الاستفادة منها في البحث العلمي، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة المعتمدة.
