أنواع مناهج البحث العلمي

تتعدد أنواع مناهج البحث العلمي فهي بمثابة الطريقة أو الأسلوب المنظم الذي يستخدمه الباحث للوصول إلى الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها من خلال بحثه العلمي سواء كان كشف غموض أو حل مشكلة محددة أو إضافة معارف جديدة أو نقد وتحليل نظريات  أو أفكار علمية أو أدبية، هذا وتختلف أنواع مناهج البحث العلمي باختلاف طبيعة البحث العلمي  ونوعه وموضوع الدراسة الذي هو بصدده الباحث.

ومن خلال المقال الحالي سوف نتطرق إلى معرفة أنواع مناهج البحث العلمي وذلك من خلال طرح بعض النقاط الهامة وهي كالآتي:

مناهج البحث العلمي.

أهمية مناهج البحث العلمي.

ما هي أنواع  المناهج.

أنواع مناهج البحث العلمي
مناهج البحث العلمي وأنواعها وكيفية استخدامها

مناهج البحث العلمي:

هي الطرق أو الأساليب التي يتبعها الباحث في دراسة موضوع محدد. بالإضافة إلى كونها أسلوب للتفكير يعتمده الباحث من أجل تنظيم أفكاره وتحليلها وعرضها بصورة منهجية علمية من أجل الوصول إلى نتائج وحقائق معقولة حول الظاهرة محل الدراسة. حيث تمكنه أنواع مناهج البحث العلمي المتعددة من تنظيم الأفكار المتنوعة بطريقة تساعده في التوصل إلى حل لمشكلة البحث

هذا وتتضمن مناهج البحث العلمي بمختلف أنواعها مجموعة من الآليات والقواعد التي يستخدمها الباحث في تنظيم جميع أفكاره وخطوات البحث الخاص به بغرض تحقيق أهدافه والوصول إلى نتائج يمكن تعميها على مجتمع الدراسة وتطبيقها على أرض الواقع.

وعلى الرغم من تعدد أنواع مناهج البحث العلمي إلا أن بعض الأبحاث قد تقتصر على أسلوب واحد واضح ومحدد أو قد يتضمن بعض الأبحاث أكثر من أسلوب ولكن يجب أن يتضمنه بعض الخصائص المتشابه.

هذا وتتعدد أنواع مناهج البحث العلمي لتناسب كافة التخصصات والمجالات العلمية والأدبية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأدبية فمن أهم أنواعها (المنهج الوصفي، المنهج التحليلي، والمنهج التاريخي، والمنهج التجريبي)

أولاً: المنهج التاريخي في البحث العلمي :

يقصد به المنهج أو  البحث أو الأسلوب الذي يهتم بوصف وتسجيل ما مضى من وقائع وأحداث تم حدوثها في الماضي، ويقوم بدراستها وتفسيرها وتحليلها على أسس علمية ومنهجية دقيقة من أجل التوصل إلى حقائق ومعلومات أو تعميمات تساعد الباحثين المستخدمين لهذا المنهج من فهم الحاضر على ضوء الماضي، ومن ثم التنبؤ بالمستقبل.

ثانياً: المنهج الوصفي في البحث العلمي :

هو طريقة أو أسلوب يستعين بها الباحث لوصف الموضوع المراد دراسته من خلال منهجية علمية صحيحة، ومن ثم تصوير النتائج التي يتم التواصل إليها على هيئة أشكال رقمية معبرة يمكن تحليلها وتفسيرها. ومن أمثلته (أسلوب دراسة الحالة، الأسلوب المسحي، أسلوب تحليل المحتوي)

أنواع مناهج البحث العلمي
المنهج الوصفي في البحث العلمي

ثالثاً: المنهج التجريبي في البحث العلمي:

يعتمد المنهج التجريبي كغيره من أنواع مناهج البحث العلمي على الملاحظة الموضوعية الدقيقة، ولكنه يتميز عنها باتخاذه التجريب أداة لاختبار صحة الفروض، وبقدرته على التحكم في مختلف العوامل التي يمكن أن توثر في السلوك المدروس.

هذا ويتيح المنهج التجريبي الكشف عما بين الأسباب والنتائج من علاقات، لذلك تعتبر خطواته موازيه لخطوات المنهج العلمي في البحث الذي يتبعه العلماء جميعاً للوصول إلى النظريات والقوانين، كما يعتبر المنهج التجريبي أكثر الوسائل كفاية في الوصول إلى المعرفة موثوق بها، وذلك عندما يمكن استخدامها في حل المشكلات، وترجع كافية هذه الطريقة أو المنهج إلى عدة أسباب وهي:

  • يسمح بتكرار الملاحظات تحت شروط واحدة علمياً مما يسهل عملية تحقيق الملاحظات بواسطة كثير من الملاحظين.
  • يمكن للملاحظ أن يغير في شرط واحد فقط في نفس الوقت ويبقي على جميع الشروط الأخرى ثابتة بدرجة كبيرة، وهذه العملية تسح للباحثين بتحليل علاقات السبب والنتيجة بسرعة وثقة أكبر مما هو ممكن تحت شروط مضبوطة.

رابعاً: المنهج التحليلي في البحث العلمي:

يعرف التحليل بشكلٍ عام على انه تفكيك أو تجزئة الكل إلى الجزء أما بالنسبة للمنهج التحليلي كأحد أنواع مناهج البحث العلمي فهو عبارة غن منهج منطقي يستخدم في البحث العلمي إذ تعتبر عملية التحليل مرحلة أساسية في مجال البحوث العلمية. إذ أن لكل باحث أسلوب تحليلي خاص به يبنيه على أساس تحديد مجموعة من الفرضيات التي يقوم بتحليلها وذلك بغرض وضع إطار تحليلي يتناسب مع الظاهرة محل الدراسة.

هذا ويعتبر المنهج التحليلي في علوم مثل العلوم الطبيعية (الفيزياء والكيمياء) يسمى بالتحليل التجريبي، أما بالنسبة لتحليل الأفكار والنظريات والتمييز بينها وبالأخص عند دراسة الأوضاع الاجتماعية أو السياسية والأبحاث العلمية القانونية فيسمى المنهج التحليلي كأحد أنواع مناهج البحث العلمي بالمنهج التحليلي النظري  لأنه في هذه الحالة يسمح للباحث بإظهار اختلاف الخصائص الأساسية حيث تكمن المعنى والسبب الذي يفسر ما ندرسه من قواعد قانونية وأحكام أو اجتهادات، فالمنهج التحليلي يعد طريقة تفسيريه يعتمدها الاستدلال.

خامساً: المنهج الاستقرائي في البحث العلمي:

يقصد به عملية ملاحظة الظواهر وتجميع البيانات والمعلومات عنها من أجل التوصل إلى مبادئ عامة وعلاقات كلية إذ أن المنهج الاستقرائي ينتقل من الجزء إلى الكل أو من الخاص إلى العام حيث يبدأ الباحث بمعرفة الجزئيات ثم يقوم بتعميم النتائج على الكل.

سادساً: المنهج الاستنباطي في البحث العلمي:

هو منهج يعتمد أسلوبه على الشرح والنظر والتفكر والتأمل والتحليل وينتقل من الكل إلى الجزء أو من العام إلى الخاص فهو عكس المنهج الاستقرائي ويقصد به في بعض الأحيان بالمنهج الاستدلالي.

سابعاً: المنهج المقارن في البحث العلمي:

هو ذلك المنهج الذي يعتمد على المقارنة في دراسة الظاهرة حيث يبرز ويوضح أوجه الشبه والاختلاف فيما بين ظاهرتين أو أكثر سواء كانت في البحوث الاجتماعية أو  الاقتصادية أو الطبيعية أو السياسية من أجل الوصول إلى حكم معين يتعلق بموضوع الظاهرة في المجتمع والحكم هنا يكون مرتبط باستخدام عناصر التشابه أو التباين بن الظاهرتين المدروستين.

أدوات البحث العلمي 

أهمية مناهج البحث العلمي:

تكمن أهمية أنواع مناهج البحث العلمي في كلاً من البحوث الاجتماعية والإنسانية وغيرها من البحوث الأخرى في العديد من الأمور التي من شأنها تساعد الباحث على كتابة بحث علمي بصورة متكاملة شامل كافة جوانبه، فمن المتعارف عليه وسبق ذكره أن الباحث يعتمد في بحثه على منهج واحد أو منهجين فضلاً عن الاستعانة بكافة أنواع مناهج البحث العلمي الأخرى، فأهمية مناهج البحث العلمي ترتبط بنوعية المنهجية المتعبة التي ترتبط بدروها بنوع البحث العلمي والغرض منه.

وهكذا يمكن تصنيف أهمية مناهج البحث العلمي وفقاً لأنواع مناهج البحث العلمي وذلك من خلال الآتي:

أولاً: أهمية المنهج التاريخي في البحث العلمي:

  • يساعد الباحث في دراسة التاريخ بمعناه العام من خلال دراسة الماضي بكافة أحداثه المختلفة وظواهره.
  • يمكن استخدام المنهج التاريخي في حل مشكلات عدة معاصرة وحديثة في ضوء خبرات الماضي.
  • يساعد المنهج التاريخي الباحث في إلقاء الضوء على اتجاهات حاضر الظاهرة محل الدراسة ومستقبلها من خلال دراسة ماضيها.
  • يعد التاريخ في حد ذاته معمل للعلوم الاجتماعية حيث يتم تنمية معرفة الباحث من خلاله ويثري أفكاره.
  • يمكن استخدام المنهج التاريخي في دراسة علم الآثار والجيولوجيا والتاريخ البشري من أجل استخلاص الحقائق التي تتعلق بكافة الظواهر والأحداث التي تدرسها وتتناولها هذه العلوم.
  • يساهم المنهج التاريخي في دراسة كافة العلاقات بين الأحداث والمتغيرات في الفترات الزمنية المختلفة وبالأخص العلاقات السببية المسؤولة عن حدث وتطوير وتغير الظواهر والأحداث عبر الزمن.

ثانياً: أهمية المنهج الوصفي في البحث العلمي:

  • تهدف البحوث الوصفية عن غيرها من أنواع مناهج البحث العلمي إلى وصف الظواهر والأحداث وجمع الحقائق والمعلومات والملاحظات عنها، ووصف الظروف الخاصة بها، ومن ثم تقرير حالتها كما هو متواجدة على أرض الواقع.
  • يساهم المنهج الوصفي في دراسة حاضر الأوضاع الراهنة للظواهر من حيث خصائصها، وأشكالها وعلاقاتها، بالإضافة إلى العوامل المؤثرة في ذلك، مع ملاحظة أنه يشمل في كثير من الأحيان على عمليات تنبؤ لمستقبل الظواهر والأحداث التي يقوم بدراستها.
  • يساعد المنهج الوصفي الباحث في رصد ومتابعة ظاهرة أو حدث معين بطريقة كمية أو نوعية في فترة زمنية معينة أو عدة فترات زمنية، وذلك بغرض التعرف على الظاهرة أو الحدث من حيث المحتوى والمضمون، ومن ثم الوصول إلى نتائج وتعميمات تساعد في فهم الواقع وتطويره.
  • يساهم في إعطاء معلومات حقيقية دقيقة تساعد في تفسير الظواهر الإنسانية والاجتماعية.
  • يتسع نطاق استخدامات المنهج الوصفي وذلك لتعدد الأساليب المتاحة أمام الباحث عند استخدامه مثل (أسلوب المسح، دراسة الحالة، تحليل المضمون).
  • يتناول المنهج الوصفي الظواهر كما هي على أرض الواقع دون أي تدخل من الباحث في التأثير على مسار حدوثها، مما يعطي للباحث نتائج أكثر واقعية ومصداقية.

ثالثاً: أهمية المنهج التجريبي في البحث العلمي:

  • يتميز المنهج التجريبي عن غيره من أنواع مناهج البحث العلمي الأخرى بأنه له دور كبير كونه لا يقتصر على وصف الوضع الراهن للحدث أو الظاهرة بل يتعداه إلى تدخل واضح ومقصود من قِبَل الباحث، بغرض إعادة تشكيل واقع الظاهرة أو الحدث.
  • يساعد في استقصاء العلاقات السببية بين المتغيرات المسؤولة عن تشكيل الظاهرة أو الحدث أو التأثير فيهما بشكل مباشر أو غير مباشر وذلك من أجل التعرف على أثر ودور كل متغير من هذه المتغيرات في هذا التخصص.
  • يمكن المنهج التجريبي الباحث من إجراء التجربة عبر فترات زمنية مختلفة من أجل التأكد من صدق نتائجها وثباتها.
  • يعتبر المنهج التجريبي هو الأسلوب الذي تتمثل فيه معالم الطريقة العلمية الحديثة بشكلها وصورتها الصحيحة.
  • تعتبر التجربة كونها عنصر أساسي في المنهج التجريبي وينفرد بها عن غيره من أنواع مناهج البحث العلمي التي يمكن أن تستخدم في المشاهدة العلمية للظواهر، والتي يمكن للباحث من خلالها جمع البيانات والمعلومات عن تلك الظواهر من أجل فهم سلوكها والتنبؤ بها.

رابعاً: أهمية المنهج المقارن في البحث العلمي:

  • يهدف المنهج المقارن عن غيره من أنواع مناهج البحث العلمي الأخرى إلى تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين ظاهرتين أو أكثر أو بالنسبة لظاهرة واحدة ولكن ضمن فترات زمنية مختلفة.
  • على الرغم من كون المنهج المقارن منهج مستقل إلا أنه معظم الدراسات البحثية المقارنة لا يمكن أن تتم دون الاعتماد على أنواع مناهج البحث العلمي الأخرى كمساندة له مثل المنهج التحليلي حتى أن كثير من الباحثين يقيمون دراساتهم على منهج بطلق عليه اسم المنهج التحليلي المقارن كدلاله على اعتماد المنهج على المقارنة بين البيانات التحليلية وكذلك باقي أنواع مناهج البحث العلمي الأخرى.
  • تتعدد استخدامات المنهج المقارن لتشمل عديد من العلوم مثل (دراسات العلوم القانونية، دراسات العلوم الاجتماعية والإنسانية، دراسات العلوم السياسية والاقتصادية، دراسات العلوم الشرعية، وغيرها الكثير).

ما هي أنواع  المناهج:

من خلال معرفة أنواع مناهج البحث العلمي التي قمنا بعرضها في الفقرة الأولى نستنج من أن المنهج الوصفي يتضمنه أنواع متعددة سوف نقوم بذكرها في هذه الفقرة، إذ تتخذ الدراسات القائمة على المنهج الوصفي أساليب وأنواع مختلفة من أنواع مناهج البحث العلمي ومن أبرز هذه الأنواع وأكثرها شيوعاً الآتي:

المنهج المسحي:

هو عبارة عن دراسة شاملة مستعرضة ومحاولة منظمة يقوم بها الباحث من أجل جمع البيانات وتفسيرها وتقرير الوضع الراهن لموضوع الدراسة في ظل بيئة محددة ووقت معين. هذا ويعرف أيضاً على أنه نوع من البحوث الذي يتم من خلال استجواب جميع أفراد مجتمع البحث أو عينة كبيرة منهم، وذلك من أجل وصف الظاهرة محل الدراسة من حيث طبيعتها ودرجة وجودها فقط، دون أن يتجاوز ذلك دراسة العلاقة أو استنتاج الأسباب.

منهج دراسة الحالة:

يقصد به المنهج الذي يتجه إلى جمع البيانات العلمية المتعلقة بأي وحدة سواء كانت فرداً أو مؤسسة أو منظمة اجتماعية، وذلك بغرض الوصول إلى تعليمات متعلقة بالوحدة المدروسة وبغيرها من الوحدات التي تتشابه معها في الخصائص. فهو أسلوب يختلف عن أنواع مناهج البحث العلمي يقوم على جمع بيانات ومعلومات كثيرة وشاملة عن حالة فردية واحدة أو عدد من الحالات بهدف الوصول إلى فهم أعمق للظاهرة محل الدراسة، وما يتشابه معها من الظواهر.

منهج تحليل المضمون أو المحتوى:

هو منهج قائم على وصف منظم ودقيق لنصوص مكتوبة أو مسموعة من خلال تحديد موضوع الدراسة وهدفها وتعريف مجتمع الدراسة الذي سيتم اختيار الحالات الخاصة منه وذلك من أجل دراسة مضمونها وتحليلها، فهو أسلوب يهدف إلى تحليل المحتوى الظاهري أو المضمون الصريح عن الظاهرة محل الدراسة ومن ثم وصفها وصفاً موضوعياً ومنهجياً وكمياً من خلال الأرقام.

أنواع مناهج البحث العلمي