السرقة العلمية تعتبر من أهم المحاور التي تنبني عليها أخلاقيات البحث العلمي، لذلك يأتي هذا المقال لتعريف الباحثين بخطر السرقة العلمية. كما نبين للباحثين كيفية تجنب السرقات العلمية.
مفهوم السرقة العلمية
يمكننا تعريف الانتحال الأدبي أو السرقة العلمية plagiarism على أنها: استخدام جزئي أو كلي لمحتوى علمي من غير إسناد ملكية هذه المادة إلى مالكها. فينسب شخصٌ لنفسه أدبيات باحث آخر، سواء كان ذلك بصورة صريحة أو صورة ضمنية، من خلال الاقتباس ونقل العبارات كما هي، أو من خلال صياغة الأفكار والمعاني في قوالب مختلفة من الألفاظ والعبارات. ولا شك أن السرققات العلمية تعد من القبائح الأخلاقية والقانونية، التي قد تعرض صاحبها للعقاب. وهنا يجدر بنا أن نشير إلى ثلاثة جرائم أخلاقية في البحث العلمي وهم:
- الانتحال العلمي plagiarism: كما سبق وأشرنا فإن مفهوم السرقة العلمية أو الأدبية يتجلى في نسبة الأدبيات الخاصة بباحث ما إلى شخص آخر، بصورة صحيحة أو ضمنية، دون الإشارة إليه.
- تلفيق المعلومات fabrication: ويعني التلاعب بالعوامل والمتغيرات وتلفيق المعلومات والأدوات البحثية، بغية توجيه النتائج البحثية في اتجاه معين أو تغييرها.
- تزوير المعلومات falsification: استخدام معلومات مغلوطة أو بيانات غير حقيقية.
ولا شك أن الثلاثة يعتبروا من صور الإخلال بأخلاقيات البحث العلمي والأمانة العلمية.
صور السرقة العلمية وأنواعها
تتنوع صور الانتحال العلمي أو أنواع السرقة الأدبية ومن الصور الشائعة:
- نسخ الباحث لعبارة أو مقطع أو فقرة كاملة من أحد المصادر أو المواقع الإلكترونية دون توثيق المرجع أو ذكر المصدر ونسبتها إلى نفسه. وهنا يجب أن نشير إلى أن جهل الباحث بطرائق التوثيق قد يؤدي به إلى الوقوع في الانتحال الأدبي دون أن يشعر. وإليك المقال التالي الذي يكشف لك عن الطريقة المثلى للتوثيق والاستشهاد وكتابة المراجع.
- إعادة صياغة محتوى علمي سبق نشره دون استخدام علامات الاقتباس أو ذكر المصدر.
- إعادة صياغة معلومات وأفكار منشورة في صورة مرئية أو مسموعة أو مقروءة دون ذكر المصدر.
أسباب السرقة الأدبية
لا جرم أن الكتابة الأكاديمية لا بد وأن تتسم بالوضوح مع الاختصار والتحديد، بالإضافة إلى الدقة والشفافية، وغيرهما من السمات التي تحدد الأسلوب العلمي. لذا فإن الصناعة البحثية تعد عملاً شاقاً يتطلب قدراً كبيراً من المهارات والالتزام الأخلاقي، ليخرج البحث بصورة ملائمة. كل هذا قد يدفع بعض الباحثين إلى السرقة العلمية عن علم أو جهل. ومن أسباب السرقة الأدبية ما يلي:
- جهل الباحث بأخلاقيات البحث العلمي، ومفهوم السرقة العلمية وأنواعها.
- جهل الباحث بأساليب التوثيق والاستشهاد وذكر المصادر وكتابة المراجع.
- تعدد المهام المطلوبة من الباحثين وضيق الوقت عن إنجاز هذه المهام أو إتمامها.
- ضعف المهارات اللغوية والمهارات البحثية لدى الباحث، والتي تمكنه من الكتابة الأكاديمية الصحيحة والبحث في المصادر.
- ضعف فكرة البحث العلمي وعدم كفاية المصادر المتاحة.
- ضعف التحكيم وعدم دقة المشرفين في تدقيق البحوث والنتائج.
كيفية تجنب السرقة العلمية
لا شك أن السرقات العلمية تنطوي على مخالفات أخلاقية ودينية وقانونية كما أشرنا. كما أن انتشار مثل هذه السلوكيات في المجتمع العلمي يضر ولا شك بالصناعة البحثية، ويخلق موجات من الفوضى التي تسببها السرقة العلمية والانتحال الأدبي والتلفيق العلمي والتزوير في النتائج. لذلك إليك هذه الأساليب التي تمكنك من تفادي السرقة العلمية وتجنب الانتحال الأدبي ومراعاة الأخلاقيات البحثية:
- التعرف على مفهوم السرقة العلمية وأنواعها وكيفية البحث في المصادر واستخدام الأدوات البحثية المختلفة للوصول إلى النتائج الصحيحة.
- الاستعانة بالمشرفين في تحديد الفكرة الرئيسية للبحث بدقة، حتى يكون الموضوع ممكن البحث، ومتاح حوله مصادر بحثية.
- الاطلاع على الدراسات السابقة والأدبيات البحثية ذات الصلة والارتباط بموضوع بحثك.
- توثيق كل المعلومات المستخدمة في الدراسة ونسبتها إلى مالكيها بشكل دقيق.
- استخدام أدوات كشف الانتحال الإقتباس، والتي نشير إليها في الفقرة التالية.
فحص السرقة العلمية وبرامج كشف الانتحال
ثمة العديد من الأدوات والبرامج المختصة، والتي تمكنك من فحص الورقة البحثية، والتحقق من خلوها عن السرقات الأدبية، لتتأكد أن درجة الاقتباس بها هي في الحد المقبول. ومن هذه الأدوات:
- برنامج “Turnitin” : ويعد هذا البرنامج من أكثر البرامج المتخصصة وأكثرها دقة في فحص الانتحال العلمي، مما أهله إلى أن يكون معتمداً من قبل العديد من الجامعات والدوريات العلمية.
- برنامج Dupli checker
- موقع Plagiarisma
ويمكنكم الاطلاع على أهم الأدوات التي تمكنكم من فحص السرقة الأدبية والتحقق من نسبة الاقتباس من خلال الرابط التالي: https://drasah.com/Description.aspx?id=3617
خاتمة
قد أشرنا إلى خطورة السرقة العلمية وتأثيرها على سمعة الباحث وعلى البحوث العلمية في العلوم المختلفة. لذلك يأتي هذا المقال ليلقي الضوء على هذا الموضوع الهام الذي يعد ركناً رئيسيا في بناء البحث العلمي وأخلاقياته. وبقي هنا أن نشير إلى خدمة فحص السرقة الأدبية والعلمية (Plagiarism) التي تقدمها شركة دراسة للباحثين لتضمن خروج البحوث العلمية بالشكل اللائق بها.