خطوات البحث العلمي
تتم خطوات البحث العلمي بأسلوب علمي منظم دقيق وواضح لا يشوبه أي غموض، نظراً لأهمية البحث العلمي الكبيرة وأهدافه التي يسعى كافة الباحثين من خلالها إلى تقدم وتطور المجتمعات والشعوب في كافة مجالات الحياة، إذ أن البحث العلمي وسيلة يحاول من خلالها الباحث لدراسة ظاهرة أو مشكلة معينة والتعرف على أهم عواملها المؤثرة في ظهورها وحدوثها من أجل التوصل إلى نتائج تفسر وتوضح ذلك، فهو عملية فكرية منظمة قائمة على مجموعة من خطوات البحث العلمي التي لا غنى عنها ويجب على كافة الباحثين اتباعها جيداً من أجل تحقيق كافة أهدافهم المرجوة منه عكس مدى أهمية البحث للباحث وللمجتمع.
لذلك حرص المقال الحالي على توضيح أهم خطوات البحث العلمي التي يجب على الباحثين اتباعها بطريقة مرتبة ترتيباً منطقيا وذلك من خلال طرح بعض النقاط الهامة وهي:
ما هي خطوات البحث العلمي.
أهمية البحث العلمي.
أهداف البحث العلمي.
ما هي خطوات البحث العلمي:
يجب أن يتبع الباحث خطوات البحث العلمي بالأسلوب العلمي المنظم لكي يتمكن من الوصول إلى النتائج والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها من خلال تنفيذ البحث العلمي الذي هو بصدده، لذلك يجب أن تتم خطوات البحث العلمي وفقاً لآلية منظمة ومنهجية علمية محكمة وذلك بغرض تنفيذ بحث علمي كامل ومتكامل وعلى أكمل وجه ومن ثم الحصول على نتائج يمكن تعميمها على مجتمع الدراسة وتطبيقها على أرض الواقع مما يعود بالنفع على الباحث والمجتمع ككل.
هذا ويمكن تقسيم خطوات البحث العلمي إلى قسمين أو مرحلتين وهما (مرحلة ما قبل البحث العلمي، مرحلة كتابة البحث العلمي):
أولاً: مرحلة ما قبل البحث العلمي:
يسعى الباحث في هذه المرحلة إلى اكتشاف موضوع بحث قابل للدراسة ويجب على الباحث أن يختار موضوع بحث يعكس مدى الجهد الذي سوف يبذله الباحث وأن يكون جدير بذلك، فمن أهم خطوات البحث العلمي هي اختيار المشكلة البحثية كونها حجر الأساس التي يبنى عليها باقي خطوات البحث العلمي، ففي مرحلة ما قبل البحث العلمي يجب على الباحث أن يراعي بعض الأمور الهامة وهي كالآتي:
- عند اختيار موضوع البحث أو المشكلة البحثية التي سيقوم الباحث بدراستها أن يتحرى الدقة وأن يقوم بصياغتها بأسلوب علمي واضح ومفهوم وأن يتأكد من توافر المعلومات والبيانات عنها من أجل التعرف على مدى قابليتها للبحث والدراسة والمناقشة حتى يتمكن من استكمال باقي خطوات البحث العلمي.
- من الجيد أن يكون لدى الباحث سعة اطلاع بجميع الأدبيات والأبحاث السابقة في نفس مجال موضوع الدراسة أو المشكلة البحثية التي قام باختيارها، وذلك من منطلق أن البحث العلمي امتداد لدراسات وأبحاث سابقة من أجل مواكبة كافة التطورات المستحدثة في مختلف المجالات والوصول إلى معارف حديثة تستفيد منها البشرية والمجتمعات.
- إذا كان هناك مصادر كثيرة ترتبط بمشكلة البحث يجب على الباحث تسجيل وكتابة كافة البيانات المتعلقة بهذه المصادر والمراجع، بأي حال من الأحول سوف يستعين بها في كافة خطوات البحث العلمي سواء كانت في كتابة الخطة البحثية أو ما بعد الموافقة على البحث العلمي الذي هو بصدده.
- بعد الانتهاء من الخطوة السابقة يقوم الباحث باختيار وصياغة عنوان البحث العلمي بطريقة علمية واضحة تتناسب مع محتوى البحث العلمي، ويجب أن يراعي الباحث الأخطاء الإملائية واللغوية والنحوية عند صياغة العنوان، إذ أن عنوان البحث العلمي ما هو إلا انعكاس لمحتوى البحث وعامل جذب للقارئ.
- ثم تأتي الخطوة الأخيرة بعد قيام الباحث بالخطوات السابقة وهي قيام الباحث بتنظيم كافة أفكاره وجمع كافة معلومات لرسم خريطة مبدئية منظمة ليعرف خطوات البحث العلمي اللازمة لتنفيذ البحث وإنهائه، وتسمى هذه الخطوة بإعداد خطة البحث العلمي والتي يبرز فيها الباحث أهم الإجراءات والأدوات والمناهج وخطوات البحث العلمي التي سوف يتبعها من أجل الوصول إلى أهدافه ونتائجه التي يسعى إلى تحقيقها بصورة علمية مرتبة ومنظمة.
ثانياً: مرحلة كتابة البحث العلمي بالترتيب التالي:
تمر مرحلة كتابة البحث العلمي بمجموعة من الخطوات والتي يجب على الباحث اتباعها وتنظيمها وترتيبها بأسلوب علمي محكم واضح ودقيق، ويمكن توضيح أهم خطوات البحث العلمي في هذه المرحلة من خلال النقاط الآتية:
- صياغة وكتابة عنوان موضوع الدراسة بصورة دقيقة وواضحة والتعبير عن مضمون ومحتوى البحث العلمي مع مراعاة الالتزام بالموضوعية وعدم التحيز وشمول العنوان على كلاً من المتغير التابع والمستقل.
- كتابة مقدمة البحث بصورة تتضمن تمهيد للموضوع والأسباب التي دفعت الباحث لاختيار هذا الموضوع لتناوله بالدراسة والبحث وتوضيح أهمية وأهداف موضوع البحث للتخصص والمجال الذي ينتمي إليه موضوع البحث بصورة واضحة ودقيقة وصياغة الفقرات بأسلوب علمي محكم.
- كتابة أسئلة البحث الرئيسية والفرعية والتي يسعى الباحث من خلال الإجابة عليها إلى حل لمشكلة البحث الرئيسية وصياغتها بصورة واضحة ودقيقة ومحددة يلتزم فيها بتسلسل الأفكار وترتيبها لكي تقوده في النهاية إلى حل لمشكلة الدراسة التي هو بصددها.
- اختيار المنهج العلمي المناسب مع موضوع البحث وفي بعض الأحيان يمكن للباحث اختيار أكثر من منهجية لكي يتمكن من دراسة المشكلة والبحث فيها، فاختيار المنهج العلمي من أهم خطوات البحث العلمي نظراً كونه المسار أو الطريق العلمي الذي يسلكه الباحث من أجل تحقيق أهدافه والوصول إلى النتائج التي يسعى إليها.
- اختيار أدوات جمع البيانات والمعلومات اللازمة للدراسة والبحث العلمي ومنها (الاستبيان، المقابلة، الملاحظة، الاختبارات، وغيرها) فجميعها أدوات هامة تساعد الباحث في جمع معلومات عديدة تساعده في الإجابة على تساؤلات البحث لكي تصل به إلى النتائج المرجوة ومن ثم تعميمها على مجتمع الدراسة وتطبيقها على أرض الواقع.
- كتابة النتائج ومناقشتها بطريقة علمية صحيحة وذلك عن طريق عرض جميع النتائج التي استطاع الباحث الوصول إليها ومناقشة إمكانية تعميمها وتطبيقها على أرض الواقع لتحقيق أقصى درجات الاستفادة، ومن ثم مقارنتها مع نتائج البحوث والدراسات السابقة التي تتعلق بالمشكلة البحثية والتعرف على مقدار الجهد المبذول من قِبَل الباحث.
- توثيق المصادر والمراجع وكتابة قائمة المراجع وفيها يقوم الباحث بكتابة كافة المراجع والمصادر والدراسات والمقالات والوثائق التي استعان بها في دراسته، فهي انعكاس على أخلاقية الباحث والبحث العلمي والتحلي بالأمانة العلمية.
أهمية البحث العلمي:
البحث العلمي له أهمية ودور كبير في حياة المجتمعات بجميع أنحاء العالم كما يساهم في تطور وتنمية كافة المؤسسات المجتمعية سواء السياسية أو الاقتصادية أو التعليمية وغيرها، هذا ويساهم اتباع خطوات البحث العلمي بأسلوب منظم ومرتب ومنهجي في تقدم العديد من الشعوب والمجتمعات في مجالات كثيرة، ويمكن توضيح أهمية البحث العلمي من خلال مجموعة من النقاط الهامة وهي كالآتي:
- يساهم البحث العلمي في تغذية وتنمية العقل الإنساني وتزويده بالعديد من العلوم والمعارف الجديدة والحديثة في العديد من المجالات المختلفة، كما يُستخدم في تحليل وتفسير الظواهر الطبيعية والتنبؤ بها عن طريق الوصول إلى تعميمات وقوانين عامة باتباع خطوات البحث العلمي بأسلوب منهجي منظم.
- يساعد بشكل كبير في استمرارية ومداومة النهضة الحضارية للبشرية، وذلك من خلال مواكبة العمليات التطورية والتجديدية التي يعاصرها الأمم والشعوب المختلفة في العديد من المجالات المختلفة.
- يحافظ على حالة التنمية والتطور المستمرة، الأمر الذي يضمن حياة الرفاهية للمجتمعات، كما يساهم في تنمية وتطوير المجتمعات المختلفة في العديد من المجالات مما يُحقق والسعادة والاستقرار.
- يساعد البحث العلمي في إيجاد العديد من الحلول والحقائق التي تساهم بشكل كبير في حل العديد من المشكلات المختلفة التي تواجه المجتمعات في مختلف المجالات والتي ترتبط بحياته اليومية سواء كانت ( اقتصادية أو صحية أو تعليمية أو سياسية أو بيئية أو اجتماعية).
- يساهم في تطور وتنمية المعارف والعلوم الفردية والجماعية للعديد من الإدارات والجماعات والمجتمعات المختلفة.
- يساعد في توفير التفسير النقدي للعديد من الآراء والمذاهب والأفكار في العديد من المجالات العلمية والثقافية.
- تدريب العديد من الأفراد على إتقان العديد من المهارات والكفاءات والآليات المختلفة في العديد من المجالات، واكتشاف العديد من الأفكار والمعارف الجديدة في المجالات العلمية والثقافية والتي تساهم بشكل كبير في تقدم وارتقاء الأمم والشعوب
- يساعد الطالب أو الباحث في معرفة كيفية استخدام قواعد ومناهج البحث العلمي، والتعود على آليات ونظم الممارسة العلمية والموضوعية والمنهجية في حل العديد من القضايا، وإيجاد حلول للعديد من المشكلات بشكل حيادي وموضوعي.
- إرساء قواعد وتقاليد البحث العلمي في الحوار والنقاش والجدال بين الباحثين، وتبادل الآراء المختلفة والمتعددة بينهم، ومن ثم تقييمها وتقويمها والحكم عليها.
أهداف البحث العلمي:
إن البحث العلمي مهما اختلفت مجالاته وتخصصاته له مقاصد وأهداف يسعى كافة الباحثين إلى تحقيقها والوصول إليها، وذلك من خلال اتباع منهجي علمي لكافة خطوات البحث العلمي، ويعد الهدف الأساسي للبحث العلمي هو خدمة البشرية والمجتمعات في المقام الأول، ويمكن توضيح أهم أهداف البحث العلمي من خلال الآتي:
أولاً: استنباط العلم وتتبع مسائله:
ذلك من خلال استنباط وتقصي وجمع البيانات والمعلومات المرتبطة بموضوع الدراسة وتقسيم أبوابه وفصوله وتتبع مسائلة، والحرص على ربط موضوع الدراسة بغيره من العلوم حتى تَعُم الفائدة والمنفعة على التخصص وباقي التخصصات الأخرى.
ثانياً: الإبانة والإفهام:
أن يقوم الباحث بالتوقف عند مصطلحات ومفاهيم ومؤلفات السابقون له واستطلاع الدراسات والبحوث السابقة التي ترتبط بمجال تخصصه، ويقوم بتحليلها وفهمها ويحرص على توضيح ذلك لغيره من الباحثين والعلماء.
ثالثاً: التصويب وإبعاد الشك:
يبحث الأساتذة الجامعيين وبالأخص المشرفين على رسائل الماجستير والدكتوراه من خلال البحث العلمي على بعض الأخطاء في المعارف والمعلومات التي تخص البحث المُعرَض عليه من قِبَل الباحث، ثم يقوم بتصويب الأخطاء من خلال الاستدلال بالمعلومات والبراهين وتقديم الحجج الصحيحة الغير قابلة للشك، ويحرص على توضيح تلك الأخطاء لغيره من الباحثين وإثبات صحة قوله.
رابعاً: إعادة ترتيب المادة العلمية:
هناك بعض الأبحاث الغير مرتبة في أبوابها وغير منتظمة، فيقوم المشرف أو المتطلع على البحث بترتيبها وتهذيبها وجعلها مناسبة للعرض العلمي، فالبحث العلمي يهدف إلى إنشاء دراسة علمية منظمة ومرتبة من خلال اتباع الباحث خطوات البحث العلمي بطريقة منهجية سليمة لكي يخرج في النهاية ببحث علمي مرتب ومنظم.
اختصاص البحث العلمي بعلم واحد دون المزج في العلوم:
يهدف البحث العلمي إلى دراسة وتفسير ظاهرة معينة مرتبطة بعلم معين أو تخصص أو مجال محدد يجعل البحث ذو قيمة علمية كبيرة ويثقِلَهُ بالعديد من المعلومات فضلاً عن المزج بين العلوم وبعضه، والذي يؤثر بالسلب على فقدان الباحث لتركيزه والتشتت بين المعارف والعلوم.
تلخيص الأبحاث والمطولات العلمية:
يهدف البحث العلمي من خلال الاطلاع على البحوث والدراسات السابقة إلى التلخيص والاختصار واللذان يساهمان بشكل كبير في استغلال وتوفير الوقت لدى القارئ والباحث، وإيصال المعلومة إلى القارئ من أقرب طريق دون إطالة، حيث يتضمن البحث العلمي أمهات المؤلفات والتي في الأصل تتسم بالإطالة وغزارة الكلام والمعلومات، فيقوم الباحث باستخدام الأساليب المنهجية الصحيحة لاستنباط المعلومات اللازمة منها بغرض الإيجاز والاختصار وعرضها على القارئ بأسلوب علمي سهل الفهم والاستيعاب.
الخاتمة:
بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على خطوات البحث العلمي بداية من التعريف بها في مرحلتيها مرحلة ما قبل البحث العلمي ومرحلة كتابة البحث العلمي بالترتيب وتوضيح أهمية البحث العلمي ودوره في تقدم وتطور وتنمية الشعوب والمجتمعات، وصولاً إلى توضيح أهم أهداف البحث العلمي في الارتقاء بمنظومة البحث العلمي والغرض منها، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.