ما هي الدراسات السابقة
يدور في ذهن العديد من الباحثين أسئلة كثير تخص خطوات ومراحل وعناصر البحث العلمي، ومن بين هذه الأسئلة ما هي الدراسات السابقة، إذ يستعلم كثير من الباحثين وطلاب الدراسات العليا عن الدراسات السابقة وكيفية عرضها في البحث العلمي وما هي أهم الجوانب التي يجب أن تعالجها هذه الدراسات وما هي أهميتها بالنسبة للباحث والبحث العلمي.
لذلك حرص المقال الحالي على الإجابة عن سؤال ما هي الدراسات السابقة وذلك بطريقة مفصلة يتم من خلالها عرض لبعض من النقاط الهامة وهي كالآتي:
ما هي الدراسات السابقة في البحث العلمي.
خطة البحث العلمي.
أهمية الدراسات السابقة.
تصنيف الدراسات السابقة.
طريقة التعليق على الدراسات السابقة.
طريقة كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي.
ما الفرق بين المراجع والدراسات السابقة.
ما هي الدراسات السابقة في البحث العلمي :
يعد سؤال ما هي الدراسات السابقة سؤال مهم جداً يمكن الإجابة عنه فنقول؛ هي كل الدراسات والبحوث التي تم إجرائها في ميادين البحث العلمي بمختلف مجالاته سواء كانت في مراكز البحوث أو الجامعات والأكاديميات العلمية أو التي أجيزت بعد مناقشة في الندوات والمؤتمرات العلمية المتخصصة.
هذا وتعد الدراسات السابقة ما هي إلا عرض يقوم به الباحث للبحوث والدراسات السابقة والتي تتعلق ولها صلة بموضوع البحث الذي هو بصدده، من أجل الكشف عن أهم الأهداف التي سعت هذه الدراسات إلى تحقيقها وعرض أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسات السابقة من أجل أن يتمكن من تمييز دراسته الحالية ومعرفة موضوعها من تلك الدراسات أو البحوث السابقة.
خطة البحث العلمي :
يقصد بخطة البحث العلمي هي تقرير وافٍ يكتبه الباحث بعد استكمال الدراسات الأولية في التخصص الذي اختاره والاطلاع على الدراسات السابقة التي تناولت أحد جوانب المشكلة البحثية التي هو بصددها، هذا ويوضح هذا التقرير أهمية المشكلة والجهود التي قام الباحث ببذلها بمواجهتها والدوافع التي دفت الباحث اختيار هذه المشكلة.
هذا وتعطي خطة البحث العلمي تقرير بصورة وافية للباحث عن مشكلة البحث، إذ يتم إعدادها بعد إجراء الدراسات المسحية في نفس مجال وتخصص الباحث، وبعد اطلاعه على الدراسات السابقة التي تناولت هذا المجال، فهي عبارة عن وصف تفصيلي لدراسة يقترحها الباحث من أجل عرض مشكلة عينة وتضمن توضيح لمنهجية البحث التي يتبعها الباحث من أجل إجراء البحث والدراسة سواء كانت في جمع العينات أو تحليل البيانات أو أدوات جمع البيانات، بالإضافة إلى عرض الزمن المقترح للانتهاء من كل خطوة من خطوات البحث العلمي.
هكذا وتشكل خطة البحث العلمي إطار لتقويم ودعم الدراسة إذ كونها نموذج استرشادي يمكن أن يرجع إليه الباحث في أي وقت من أجل التأكد من صحة الخطوات والإجراءات التي يقوم بتطبيقها في بحثه العلمي.
وتتضمن خطة البحث العلمي مجموعة من العناصر الرئيسية تتمثل في (عنوان البحث، المقدمة، المنهجية المتبعة، توضيح حدود البحث سواء كانت زمانية مكانية أو بشرية، مشكلة البحث وعرض أهم أسباب اختيار الباحث لها، فرضيات البحث، أهمية وأهداف البحث، ما هي الدراسات السابقة التي لها صلة بموضوع البحث، تحديد قائمة بكافة المراجع والمصادر والبحوث والدراسات التي استعان بها الباحث في بحثه العلمي).
أهمية الدراسات السابقة :
تكمن أهمية الدراسات السابقة والاطلاع عليها في مجموعة من النقاط الهامة والتي يمكن توضيحها كالآتي:
- تساعد في توسيع القاعدة المعرفية لدى الباحث وتمده بالعديد من المعلومات التي ترتبط بموضوع الدراسة.
- توضيح وشرح خلفية موضوع الدراسة من خلال عرض معلومات متعددة بخصوص موضوع الدراسة يمكن من خلالها الإجابة على تساؤلات عدة تدور في ذهن الباحث.
- تساعد الباحث في وضع الدراسة في الإطار العلمي الصحيح وفي الموقع المناسب بالنسبة للدراسات والبحوث السابقة التي تتعلق بمجال تخصص موضوع الدراسة والبحث.
- تساهم الدراسات السابقة في عرض أسئلة الدراسة بشكل متطور، وذلك نظراً لاطلاع الباحث على ما هي الدراسات السابقة التي قام بها غيره من الباحثين، ومن ثم التعرف على الأسلوب أو طريقة الصياغة لأسئلة أبحاثهم السابقة.
- تجنب الباحث الوقوع في الإخطاء والمشكلات التي وقع فيها الباحثون السابقون وأعاقت دراستهم العلمية.
- يمكن للدراسات السابقة والبحوث أن بتضمنها مجموعة من التوصيات والمقترحات للقيام بمواضيع لم يتم دراستها من قبل واستكمال لمسيرة دراسات أو بحوث سابقة.
- تساعد الباحث في تجنب التكرار الغير مفيد وعدم إضاعة الجهود في دراسة وبحث موضوعات تمت دراستها من قبل، فمن خلال التعرف على ما هي الدراسات السابقة في مجال الباحث تصبح مشكلة البحث واضحة أمامه مما يجعله يتجنب تكرار الجوانب التي تمت دراستها والتركيز فقط على الجوانب التي لم تلقى اهتمام من قِبَل الباحثين السابقين له.
- تساعد الباحث في التعرف على المنهج العلمي المناسب والأدوات اللازمة لجمع البيانات والمعلومات، والتي تتناسب مع موضوع دراسته.
تصنيف الدراسات السابقة :
بعد أن تعرفنا على أهمية الدراسات السابقة وما هي الدراسات السابقة تأتي مرحلة تصنيف وترتيب هذه الدراسات في البحث العلمي، فعرض الدراسات ليس بمجرد ذكرها فقط ولكن يجب أن يتم تصنيفها وترتيبها وفقاً لبعض الخطوات والطرق الرئيسية، لتعكس مدى كفاءة البحث العلمي والجهد المبذول من قِبَل الباحث في عملية الاطلاع على الدراسات والبحوث التي تتعلق بمجال تخصصه ومن أهم هذه التصنيفات الآتي:
تصنيف وفقاً لعنوان الدراسة :
يقوم الباحث العلمي في هذه الطريقة بعرض الدراسات السابقة من خلال ذكر عنوان الدراسة ومن ثم تلخيصها بصورة علمية، وبعد الانتهاء من عملية التلخيص يقوم الباحث بنقد كافة نتائج هذه الدراسة ولا يشترط أن يكون النقد بالسلب ولكن يوضح من خلال رأيه الشخصي إذا كان متفق مع هذه النتائج أم لا عن طريق توضيح الأدلة والحجج والبراهين على ذلك ومن ثم عرض لأهم توصيات هذه الدراسة التي تتعلق بموضوع بحثه العلمي.
تصنيف زمني :
في هذا التصنيف يقوم الباحث بعد التعرف على ما هي الدراسات السابقة في مجال بحثه والقيام بحصرها جميعاً، ومن ثم يقوم بترتيبها تصاعدياً وفقاً لتاريخ كل دراسة من الأقدم إلى الأحدث ومن ثم توضيح التطورات التي استحدثت على مشكلة الدراسة عبر هذه السنوات.
تصنيف حسب المتغيرات :
يقوم الباحث من خلال هذا التصنيف أن يحدد الموضوعات أو المتغيرات التي تناولتها الدراسات السابقة ويقوم بعرض ملخص لأهم جوانبها وعناوينها الرئيسية المرتبطة بموضوع بحثه وفقاً لكل متغير، ثم يبدأ بالتعليق على كل متغير بصورة مستقله، وفي النهاية يقوم بالتعقيب النهائي على كافة المتغيرات أو الموضوعات التي طرحتها هذه الدراسات.
تصنيف المقارنة وتوضيح أوجه الشبه والاختلاف :
يعتمد الباحث العلمي في هذا التصنيف على عمل مقارنة بين ما هي الدراسات السابقة التي تطرقت للموضوع الذي هو بصدده وبين بحثه العلمي أو دراسته الحالية، إذ يقوم بتحديد أوجه الشبه في أول الأمر ثم بعد ذلك ينتقل إلى الأمور المختلفة بين دراسته وبين هذه الدراسات الأخرى والتي تمكن الباحث من إظهار وتوضيح مدى أهمية دراسته الحالية وموضعها من الدراسات الأخرى.
طريقة التعليق على الدراسات السابقة :
تُعَد مرحلة التعليق على الدراسات السابقة من أهم المراحل جزئية كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي، بعد أن يتعرف الباحث على ما هي الدراسات السابقة التي تتعلق بموضوع الدراسة التي هو بصددها، يجب أن يبدأ في تحليل ومناقشة والتعليق على هذه الدراسات وذلك من خلال مجموعة من النقاط الهامة وهي كالآتي:
- تجنب كتابة أي معلومات تتعلق بأي دراسة من الدراسات السابقة ليس لها فائدة أو لا تتعلق بموضوع أو مشكلة البحث الخاص بالدراسة التي يقوم بها الباحث.
- إذا كان هناك نقاط اتفاق أو اختلاف بين الدراسة الحالية والدراسات السابقة يجب توضيحها وإبرازها بشكل دقيق وواضح سواء كانت تتعلق بالمنهجية العلمية التي يتبعها الباحث أو الأدوات التي يستعين بها الباحث في جمع البيانات أو المعلومات وغيرها من الأمور الأخرى.
- يجب على الباحث أثناء التعليق على الدراسات السابقة أن يضع يديه على أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة ومن ثم مقارنتها بالنتائج التي توصل إليها في بحثه العلمي ومعرفة ما إذا كان هناك فروق واضحة أو نتائج أو معارف جديدة نتجت عن دراسته الحالية.
- من الضروري تحري الدقة بخصوص المعلومات الواردة عن ما هي الدراسات السابقة التي قام الباحث بجمعها والاطلاع عليها والتأكد من صدق معلوماتها من خلال الرجوع إلى مصادر المعلومات والمراجع التي استعانت بها هذه الدراسات في كتابة محتواها العلمي.
- تصنيف وترتيب الدراسات السابقة تصنيف جيد يتناسب مع طبيعة الدراسة والتأكد من كونه قام بترتيبها وتنظيم هذه الدراسات وفقاً للأسلوب أو التصنيف الذي اختاره سواء كانت وفقاً (للتسلسل الزمني، أو المنهجية العلمية، أو وفقاً لموضوع الدراسة، أو وفقاً للمفاهيم والمصطلحات العامة، أو حسب المقارنة وتوضيح أوجه الاختلاف والتشابه)، كل هذه الأمور تساعد الباحث في توضيح وإبراز أهمية دراسته ومكانها الصحيح بين مثيلتها من الدراسات السابقة.
المراجعة السردية و المراجعة المنهجية للدرسات السابقة
طريقة كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي :
توجد بعض من الطرق والإجراءات التي يجب على الباحث القيام بها وتوضيح ما هي الدراسات السابقة التي تتلق بموضوع دراسته وذلك من خلال استعراضها وكتابتها في الجزء الخاص بالدراسات السابقة وفقاً لبعض النقاط الهامة والرئيسية والتي يمكن توضيحها كالآتي:
- يجب على الباحث أن يقوم بحصر عدد الدراسات والأبحاث العلمية السابقة في مجال تخصص دراسته والتي قام بالاطلاع عليها ووجد أنها تتضمن معلومات وبيانات يمكن أن يتحقق من خلالها استفادة لدراسته الحالية.
- أن يقوم بعرض كل دراسة على حدة، وذلك من خلال كتابة عنوان الدراسة، كتابة أسم صاحب الدراسة، كتابة نوع الدراسة سواء كانت ماجستير أو دكتوراه أو بحث علمي في مؤتمر أو دورية علمية محكمة، ومن ثم ذكر تاريخ نشرها وبلد النشر، وتوضيح ماهي أهداف تلك الدراسة، والأدوات التي استخدمها الباحث في جمع البيانات والمعلومات، وذكر أسلوب التحليل الذي اعتمدت عليه الدراسة، وذكر أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة وأوجه التشابه والاختلاف بين دراسته والدراسات السابقة.
- يقوم الباحث بترتيب الدراسات السابقة عن طريق، نوع الدراسات وعلاقتها بموضوع دراسته، حسب تاريخ النشر من الأحدث إلى الأقدم، حسب اللغة وتأتي الدراسات العربية في المقام الأول ثم الدراسات الأجنبية.
ما الفرق بين المراجع والدراسات السابقة :
لكي نتعرف على الفرق بين المراجع والدراسات السابقة يجب أولاً أن نعرف ما هي الدراسات السابقة:
تعريف الدراسات السابقة :
يقصد بالدراسات السابقة هي البحوث العلمية والدراسات التي سبق وأن أجراها الباحثون في موضوع الدراسة أو موضوعات مشابهة له، حيث تعتبر أهم مصادر الحصول على المشكلات البحثية هي قيام الباحث بمراجعة الدراسات السابقة في نفس موضوع بحثه، كما تُعرف الدراسات السابقة على أنها البحوث التي تم إنجازها في العديد من مجالات البحث العلمي سواء كانت في الجامعات أو المراكز البحثية المتعددة أو من خلال المؤتمرات أو الندوات العلمية، بالإضافة إلى الرسائل الجامعية (الماجستير والدكتوراه).
وتتمثل ما هي الدراسات السابقة في البحوث الأصلية التي يعلن فيها الباحثين عن نتائج دراساتهم وأبحاثهم للقراء، ومن أهم مصادرها هي المجلات العلمية والمؤتمرات المُحكمة المتخصصة والتي تصدر عن الجامعات أو المعاهد أو المراكز العلمية البحثية، وتتعهد هذه المجلات بنشر البحوث الأصلية في العديد من المجالات العلمية، حيث يتم إخضاع هذه الأبحاث إلى لجنه تحكيم تتألف من مجموعة من الأساتذة المتخصصين في مجالات الأبحاث العلمية المختلفة.
تعريف المراجع :
تتمثل في مصادر المعلمات التي يستعين بها الباحث في المقام الأول والتي لها دور كبير في توجيه وإرشاد الباحث إلى مصدر المعلومات التي تتعلق بمشكلة البحث الذي هو بصدده، إذ تمثل المراجع المصدر الأول لكافة البحوث والدراسات السابقة والحالية والتي يمكن أن توفر للباحث كافة المعلومات اللازمة والتي تتعلق بموضوع البحث الذي هو بصدده، سواء كانت كتب أو موسوعات أو مصادر أولية كالمخطوطات والسير الذاتية و المقالات، والوثائق)، بالإضافة إلى ملخصات الدراسات والأبحاث العلمية والسابقة التي ترتبط بموضوع الدراسة.
الخاتمة:
في نهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على ما هي الدراسات السابقة في البحث العلمي وخطة البحث العلمي وأهمية الدراسات السابقة للباحث والبحث العلمي وكيفيه تصنيفها أثناء عرضها وطريقة التعليق عليها وطريقة كتابتها في البحث العلمي وما الفرق بينها وبين المراجع في البحث العلمي، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.