مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي

يتجه العديد من الباحثين إلى مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي من أجل استخلاص المعلومات لتطوير السياسات والحجج القائمة على الأدلة ، كما أنها تعتبر خطوة مهمة في عملية البحث وجزء من التقييم الأكاديمي، وبالنسبة للعديد من الباحثين والطلاب المبتدئين، فقد تبدو مراجعة الأدبيات مهمة شاقة، كما تتراوح وتتعدد الأسئلة المتداولة من أين تبدأ، وكيفية اختيار موضوع، وعدد المقالات التي يجب تضمينها، وما هو متضمن في مراجعة الأدبيات.

هذا وتعتبر مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي ذات أهمية قصوى في كافة البحوث العلمية الحديثة فهي بمثابة المفتاح الحقيقي لبناء بحث علمي ذو كفاءة عالية، وذلك من منطلق أنها تزود الباحث بكل ما يحتاجه من معلومات منذ انطلاقته الأولى في كتابة بحثه العلمي.

لذلك ونظراً لأهمية مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي سوف نقوم من خلال هذا المقال بشرح كيف تتم عملية المراجعة من خلال طرح بعض النقاط وهي كالآتي:

مفهوم مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي.

طريقة كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي.

التعقيب على الدراسات السابقة.

الدراسات السابقة في رسالة الماجستير.

نموذج للدراسات السابقة في البحث العلمي (PDF).

أهمية مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي.

مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي

مفهوم مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي:

مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي من الخطوات الهامة لإعداد البحث العلمي، إذ تُمكن الباحثين من التعرف على المنهجية العلمية والأدوات المناسبة التي استعان بها من سبقوهم في إعداد البحوث العلمية المتعلقة بموضوع الدراسة التي هم بصددها، يقوم الباحث بالاطلاع على البحوث والدراسات السابقة التي تتعلق بموضوع البحث الخاص به ومراجعتها جيداً.

هذا وتعرف مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي على أنها ملخص موضوعي وشامل وتحليل نقدي للبحوث المتاحة ذات الصلة والأدبيات غير البحثية حول الموضوع قيد الدراسة، وهدفها هو جعل القارئ على اطلاع دائم بالبحوث والدراسات الحالية حول موضوع ما وتشكيل الأساس لهدف البحث الحالي.

 

طريقة كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي:

من أهم الأجزاء التي يمر بها تكوين البحث العلمي  هي جزئية  الدراسات السابقة حيث لا يمكن للبحث العلمي أن يكتمل أو يتم من دونه، كونه عبارة عن مجموعة من الدراسات والبحوث السابقة التي تناولت متغير أو أكثر من متغيرات البحث ضمن موضوع البحث العلمي الحالي، إذ أن الباحثين السابقين قاموا بدراسة الموضوع من قبل بشكل ما يختلف عما سيتطرق له الباحث العلمي  في دراسته الحالية،  ولذلك يجب على الباحث مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي واستعراضها وتوضيح أوجه التشابه والاختلاف بين البحث العلمي التي يقوم به و الدراسات السابقة التي تطرقت لنفس الموضوع.

هذا ويجب أن يتم كتابة مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي وعرضها وفق طرق أكاديمية متعارف عليها ويكون منصوص عليها غالباً في دليل الجودة والاعتماد الأكاديمي الخاص بكل جامعة والتي لابد من الالتزام بها ويجب علي الباحث العلمي الإلمام بها والتعرف عليها جيداً ومن أهم هذه الطرق الآتي:

أولاً: طريقة الببليوغرافية المشروحة:

يقوم الباحث العلمي في هذه الطريقة بعرض الدراسات السابقة عن طريق عنوان الدراسة ثم يقوم بعد ذلك بعمل تلخيص للدراسة وبعد الانتهاء يبدأ في نقد نتائج الدراسة وأهم توصياتها الأكثر صلة بموضوع البحث العلمي الحالي.

ثانياً: طريقة التسلسل التاريخي:

يقوم الباحث العلمي في هذه الطريقة بحصر شامل لجميع الدراسات السابقة التي تمكن من الوصول لها وتناولت نفس موضوع البحث العلمي ثم يبدأ في ترتيب تلك الدراسات تصاعدياً وفق التاريخ التي نشرت فيه مع توضيح التغيرات والتطورات التي حدثت في الدراسة عبر تلك السنوات.

ثالثاُ: طريقة الموضوعات:

يعمل الباحث العلمي في هذه الطريقة على تحديد الموضوعات أو بمصطلح أكثر دقة ” المتغيرات ” التي تتناولها الدراسة فيقوم الباحث العلمي بتلخيص وتصنيف ما توصل إليه من دراسات حسب كل متغير ثم يقوم بالتعقيب على كل متغير بشكل مستقل وينهي ذلك بتعقيب كامل على كافة المتغيرات.

رابعاً: طريقة المفاهيم العامة:

يقوم الباحث العلمي في هذه الطريقة بالاعتماد على الخرائط المفاهيمية بشكل رئيسي حيث يقوم بعمل كلا من التلخيص والعرض للدراسات السابقة كما انه يقوم بعرض للمفاهيم على شكل شجري.

خامساً: طريقة المقارنة بين التشابهات والاختلافات:

يعتمد الباحث العلمي في هذه الطريقة على عمل مقارنة بين الدراسات السابقة التي تطرقت للموضوع التي يدور عليه البحث العلمي وبين الدراسة القائم عليها بالفعل حيث يقوم بتحديد النقاط التي تكون متشابهة في البداية ثم ينتقل إلى النقاط المختلفة والتي يتمكن من خلالها إبراز أهمية دراسته الحالية.

سادساً: طريقة التصنيف بالاعتماد على منهجية البحث:

يقوم الباحث العلمي في هذه الطريقة بعمل تقسيم إلى الدراسات التي يقوم بعرضها وفق المنهج المستخدم في كل دراسة سواء كان كمي أو نوعي.

هذا ويجب على الباحث العلمي أن يذكر الطريقة التي اتبعها في عرض الدراسات السابقة للبحث العلمي القائم عليه ولابد أيضا من توضيح الدراسات السابقة في البحث العلمي التي تم ذكرها إذا حلت مشكلة البحث العلمي أم لم تقم بحلها.

 طرق عرض البيانات و المعلومات 

مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي

التعقيب على الدراسات السابقة:

يقوم الباحث بالاطلاع ومراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي  والتي تتعلق وترتبط بموضوع البحث الخاص به من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي تتمثل في الآتي:

  •   التعرف جيداً على المنهجية العلمية التي قامت هذه الدراسات والبحوث بإثارتها في مجال البحث العلمي بشكلٍ عام والتخصص التابع له الباحث بشكلٍ خاص.
  •   معرفة أهم المشاكل البحثية والظواهر والقضايا العلمية التي قامت هذه الدراسات والبحوث بتناولها بالبحث والدراسة.
  •   عمل مقارنة علمية منهجية بين دراسة الباحث الحالية والدراسات والبحوث السابقة.
  •   معرفة ما الرابط بين النتائج التي توصلت إليها الدراسات والبحوث السابقة وفروض وتساؤلات الباحث التي قام بطرحها.
  •   الاطلاع على المعارف الجديدة التي قامت كل دراسة من الدراسات السابقة بإضافتها وتوضيح العلاقة بين هذه الدراسات والمعارف التي سوف يتوصل إليها الباحث من خلال دراسته الحالية.

 

الدراسات السابقة في رسالة الماجستير:

يمكن عرض وتنظيم ومراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي والرسائل العلمية الماجستير والدكتوراه من خلال اتباع الباحث للطرق الآتية:

أولاً: التسلسل الزمني للأحداث:

إذا اتبع الباحث في مراجعة الدراسات السابقة الأسلوب الزمني، فيمكنه وقتها الكتابة عن المواد وفقًا لتاريخ نشرها. لا ينبغي اتباع هذا النهج إلا إذا أمكن تحديد مسار واضح للبحث المبني على البحث السابق وأن هذه الاتجاهات تتبع ترتيبًا زمنيًا واضحًا للتطور.

ثانياً: عن طريق النشر:

فعلى سبيل المثال يمكن للباحث طلب مراجعة الأدبيات المتعلقة بالدراسات البيئية حول التغير المناخي إذا كشفت الأبحاث أن هناك تقدم من حيث النشر العلمي.

 

ثالثاً: حسب الموضوع “الفئات المفاهيمية”:

يتم تنظيم المراجعات حسب مجال الأدبيات التي تتناول موضوع أو قضية معينة، وليس وفق سياق زمني ومع ذلك، قد يظل الزمن عاملاً مهمًا في المراجعة الموضوعية. كما إن المراجعة المنظمة وفقاً لهذه الطريقة ستنتقل بين الفترات الزمنية داخل كل قسم وفقًا للنقطة أو للمفهوم الذي يتم طرحه.

رابعاً: حسب المنهجية:

يركز مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي حسب المنهجية على الأساليب والطرق التي يستخدمها الباحث.  مما يجعل الأسلوب المنهجي يؤثر إما إما على أنواع الوثائق في المراجعة أو الطريقة التي تتم بها مناقشة هذه الوثائق.

 

نموذج للدراسات السابقة في البحث العلمي (PDF):

نظراً لأهمية مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي وحرص شركة دراسة على الارتقاء بمنظومة البحث العلمي في المملكة العربية السعودية والوطن العربي يمكنكم تحميل نموذج استرشادي لكيفية مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي من خلال الرابط التالي (أضغط هنا).

 

أهمية مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي:

يمكن تحديد وتوضيح أهم فوائد مراجعة والاطلاع على الدراسات السابقة في البحث العلمي من خلال النقاط التالية:

  •   يتجنب الباحث الأخطاء التي تعرضت لها البحوث والدراسات السابقة.
  •   توفير الوقت للباحث من أجل التعرف على مهارات جديدة.
  •   يستطيع الباحث الابتعاد عن التكرار في دراسة مواضيع تم تناولها بالبحث والدراسة من قبل.
  •   مقارنة الباحث بما توصل به بحثه العلمي مع البحوث والدراسات السابقة في نفس مجال تخصصه.
  •   بلورة المشكلة البحثية التي قام الباحث باختيارها وتحديد أبعادها بشكل أكثر دقة ووضوح.
  •   تزويد الباحث بالعديد من الأفكار الجديدة والإجراءات التي يمكنه الاستفادة منها في بحثه.
  •   إفادة الباحث في تجنب السلبيات والعقبات التي وقع فيها الباحثين السابقين، والتعرف على الوسائل التي اتبعوها من أجل معالجة هذه السلبيات وتجاوز العقبات.
  •   يمكن الاستفادة من نتائج البحوث والدراسات السابقة في عملية بناء فرضيات لبحوث جديدة.
  •   استكمال الجوانب التي وقفت عندها البحوث السابقة من أجل اقتراح  معالجات جديدة في عملية البحث.

مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي

الخاتمة:

بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على كيفية مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي وأهميتها للباحث، بدايةً من معرفة مفهوم المراجعة وأسلوب كتابة الدراسات السابقة وكيفية عرضها في الرسائل العلمية كالماجستير والدكتوراه، مع طرح نموذج إرشادي بصيغة pdf  عن عرض ومراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي، مع تحيات شركة دراسة للبحث العلمي والترجمة.