من مصادر الدراسات السابقة

تعتبر الدراسات السابقة ذات أهمية قصوى في الدراسات الحديثة في العديد من المجالات كونها توضح للباحث الطريق السليم والصحيح الذي يجب عليه اتباعه، ويعد من مصادر الدراسات السابقة في البحوث العلمية الرسائل العلمية والبحوث العلمية المنشورة في المجالات والدوريات المعتمدة، والتي يجب على كافة الباحثين المداومة على الاطلاع عليها واستنباط العديد من الأفكار البحثية تدعم أبحاثهم العلمية ودراساتهم.

هذا وتعتبر الدراسات السابقة المفتاح الحقيقي لبناء الدراسة البحثية ذات قيمة علمية عالية كونها تزود الباحث منذ انطلاقته بكل ما يحتاجه من مصادر الدراسات السابقة سواء كانت مقالات أو أفكار أو معلومات، لذلك يجب على الباحث أن يقوم بالاطلاع على كافة مصادر الدراسات السابقة التي تتعلق بموضوع بحثه أو ترتبط بنفس مجال تخصصه.

ونظراً لأهمية الدراسات السابقة حرص المقال الحالي على التعرف على المصادر الأولية والثانوية كونها من مصادر الدراسات السابقة والتفرقة بينهما وذلك من خلال بعض النقاط الهامة وهي كالآتي:

  •   مفهوم الدراسات السابقة في البحث العلمي.
  •   أهم 3 أقسام من مصادر الدراسات السابقة.
  •   استخلاص النتائج من الدراسات السابقة
  •   الاستفادة من الدراسات السابقة.
  •   أهمية الدراسات السابقة في البحث العلمي.
من مصادر الدراسات السابقة 3 مصادر أولية ثانوية أساسية
من مصادر الدراسات السابقة 3 مصادر أولية ثانوية أساسية

مفهوم الدراسات السابقة في البحث العلمي:

تعد الدراسات السابقة من أهم أجزاء البحث العلمي إذا لا يمكن للبحث أن يكون بحثاً علمياً صحيحاً متكاملاً أن لم يحتوى على جزء استطلاع الدراسات السابقة كونه مكون رئيسي من مكونات البحث العلمي، هذا ويقصد بها الدراسات والبحوث التي تم إنجازها في مجالات البحث العلمي سواء كانت في الجامعات أو مراكز بحثية ومن مصادر الدراسات السابقة في البحث العلمي تلك التي تم نشرها في مؤتمرات أو مجلات علمية محكمة أو مكتبات الجامعة والتي تضم العديد من الرسائل العلمية (ماجستير أو دكتوراه)، والتي قام الباحث بالاستعانة بها في البحث العلمي الذي هو بصدده، إذ يقوم الباحث من خلالها توضيح أوجه التشابه والاختلاف بين دراسته والدراسات والبحوث السابقة التي تتعلق بموضوع البحث الخاص به، والتعرف على ما سوف يضيفه بحثه العلمي من معارف جديدة قد طرأت في نفس مجال تخصصه.

 ذات صلة :

مراجعة الدراسات السابقة في البحث العلمي

 

أهم 3 أقسام من مصادر الدراسات السابقة :

من مصادر الدراسات السابقة مصدرين أساسين لا يقل أهمية أحداهما على الآخر ولكن لكل منها أهميته ومكانته العلمية والمنهجية ويمكن تصنيفها إلى مصادر أولية ومصادر ثانوية قبل التطرق إليهما يجب التعرف أولاً على المصادر الأساسية للدراسات السابقة.

أولاً: المصادر الأساسية للدراسات السابقة :

هناك مصادر أساسية من مصادر الدراسات السابقة  يمكن تصنيفها إلى مراجع تحتوى على المقالات الأصلية أو تقارير البحوث والدراسات التفصيلية، ومن أهمها (الدوريات، رسائل الماجستير والدكتوراه) والآتي:

  •   المجلات العلمية المتخصصة: وهي مجلات دورية تصدر من هيئة بحثية معتمدة مثل الكليات والجامعات بتخصصاتها،
  •   الدوريات العلمية: وهي من مصادر الدراسات السابقة التي تقوم بتجميع البحوث العلمية المنشورة سواء كانت رسائل علمية أو بحوث أو تقارير.
  •   المؤتمرات العلمية: هي من مصادر الدراسات السابقة وهي التي يتم انعقادها في مجال تخصص معين وتطرح قضية بحثية ويتم في هذا المؤتمر نشر البحوث التي شارك بها الباحثون من أجل معالجة ومناقشة القضية المطروحة.

ثانياً: المصادر الأولية للدراسات السابقة :

 تعد المصادر الأولية من مصادر الدراسات السابقة ويمكن تحديدها والإشارة إليها في تلك الوثائق ” التي تتضمن الحقائق والمعلومات الأصلية المتعلقة بالموضوع محل الدراسة،  والتي لا تطلب استعمال وثائق ومصادر وسيطة فـي نقـل هـذه المعلومات، وهي التي يجوز أن نطلق عليها اصطلاح  “المصادر”.

هذا وتعرف على أنها تلك الدراسات الأولية التي تتميز بغناها العلمي أو المعرفي أو التاريخي وتشمل المخطوطات القيمة التي لم يسبق نشرها والوثائق ومذكرات القادة وحيثيات الحكم المسببة للأحكام القضائية والخطابات الخاصة واليوميات والدراسات الشخصية للأمكنة واللوحات التاريخية والكتب التي يكون مؤلفوها شاهدوا الفترة التي هي محل الدراسة والبحث.

ثالثاً: المصادر الثانوية للدراسات السابقة :

هناك مصادر ثانوية من مصادر الدراسات السابقة في البحث العلمي والتي تعرف على أنها المراجع العلمية التي تستمد قوتها ” من مصادر ووثائق أصلية ومباشرة، أي أنها الوثائق والمراجع التي نقلت الحقائق والمعلومـات عن الموضوع  محل البحث، أو عن بعض جوانبه من مصادر ووثائق أخرى، وهي التي يجـوز أن نطلق عليها  لفظ  “المراجع”.

هذا وتعتمد  في  مادتها  العلمية على المصادر الأصلية الأولى ويمكن القول أن كل مصدر هو مرجع والعكس غير صحيح ويرجع إليه للاطلاع المؤقت ، ولمعرفة معلومة أو أكثر من وقت لآخر ، ويقتبس منه نقطة محدودة، أو معلومة معينة بذاتها، والمراجع التي تتسم بالشمول في التغطية، والتركيز في الغرض؛ كما تقود الباحث إلى معرفة مصادر البحث الأصيلة التي تحتوي على المزيد من الحقائق والمعلومات الدقيقة المفصلة.

هكذا و يجب التفرقة بين المصادر والمراجع فالمصدر هو أقدم مـا يحوي مادة عن موضوع ما، وهي ما يسمى بـ ” المراجع الأصـلية”، وهـي المراجع ذات القيمة في الرسائل  العلمية، ولذلك وجب الاعتماد عليها والرجوع إليها، وكلما ازداد استخدام المراجع الأصلية  وكثرت  الحقائق  المستسقاة  منها،  كلما  عظمت قيمة  الرسالة،  وبخاصة  إذا  كانت  هذه الحقائق لم تصل إليها يد من قبل.

 أما بالنسبة للمرجع يعد أيضاً من مصادر الدراسات السابقة وهو كل ما أخذ مادة أصلية من مراجع متعددة وأخرجها فـي ثـوب جديد، وعلى الطالب العودة دائما إلى الأصول والمعلومات الأصيلة والمصادر إلا إذا تعـذر عليـه الأمر أو وجد صعوبة في ذلك.

تعرف ايضا علي : ماهو البحث العلمي

 

استخلاص النتائج من الدراسات السابقة :

من مصادر الدراسات السابقة 3 مصادر أولية ثانوية أساسية
من مصادر الدراسات السابقة 3 مصادر أولية ثانوية أساسية

يمكن للباحث بعد الاطلاع على المصادر الأولية والمصادر الثانوية كونها من مصادر الدراسات السابقة أن يقوم باستخلاص النتائج التي تضمنتها هذه المصادر والبحوث ويقوم بمناقشتها والتي تعتمد في المقام الأول على مهارة الباحث من حيث تحقيق أكبر قدر من الاستفادة  لكي يعزز بحثه ويعطي صورة موضوعية لما سبقوه من الباحثين ونتائجهم وتتضمن مناقشة واستخلاص النتائج من الدراسات السابقة الآتي:

  •   توضيح العلاقة التي تظهر من واقع النتائج التي تضمنتها هذه الدراسات ومن ثم تعزيزها بالأدلة المؤيدة لذلك مع توضيح ولفت الانتباه إلى الاتجاهات والمتشابهات والمتضادات في هذه النتائج.
  •   من الضروري استخدام الأسلوب الكمي أو الرقمي المعتمد على الإحصائيات والأرقام عند تفسير وتحليل هذه النتائج من أجل الوصول إلى نتائج محددة ودقيقة.
  •   الاهتمام بعرض النتائج التي تبرز وتوضح نظرية افتراضية أو قاعدة لاقت قبولاً عاماً بين الباحثين أو العلماء ومن الأفضل أن يكون الباحث لديه ما يدعم هذه النتائج أو ينفي صحتها بالدلائل والبراهين.
  •   يجب أن لا تكون الاستنتاجات مطلقة وعامة ويجب أن تكون محددة وواضحة ودقيقة ومن الأفضل أن تكون في حدود النتائج التي توصل إليها الباحث من خلال دراسته.
  •   مراعاة الباحث لعدم الخلط بين المسبب والنتيجة وعدم استخلاص نتائج عامة من بيانات قليلة وعدم استقراء نتائج خارج نطق التباينات المدروسة من رسوم بيانية توضح علاقة بين متغيرين.
  •   يجب على الباحث البعد عن التحيز والتحلي بالموضوعية وأن يتجنب التأثر بآراء سابقة للباحثين الآخرين إذ يجب أن تكون مناقشة واستخلاص النتائج تتم بطريقة موضوعية.
  •   إذا كان هناك بضع الأسئلة المطروحة من الأفضل محاولة الإجابة عليها وعدم الهروب والتطرق إلى مناقشات فرعية بعيداً عن مضمون الدراسة والبحث حتى لا تؤثر بشكل سلبي على قوة ودقة النتائج وعلاقتها مع نتائج الدراسات والبحوث السابقة.
  •   عند قيام الباحث باستخلاص ومناقشة النتائج من مصادر الدراسات السابقة المتنوعة يجب عليه توضح الأهمية التطبيقية لهذه النتائج بجانب الأهمية التطبيقية للنتائج التي استطاع الوصول إليها والمقارنة بينهما.

 

الاستفادة من الدراسات السابقة :

من مصادر الدراسات السابقة 3 مصادر أولية ثانوية أساسية
من مصادر الدراسات السابقة 3 مصادر أولية ثانوية أساسية

يحتاج الباحث دائماً إلى القراءات الأولية أو الاستطلاعية للمصادر الأولية والثانوية كونها من مصادر الدراسات السابقة في مجال تخصصه بصور واسعه ومتعمقة ووافية، وتأتي القراءات الاستطلاعية لهذه المصادر في مرحلتين الأولي مرحلة ما قبل تحديد المشكلة البحثية وصياغتها من أجل تحديد مسار البحث، والثانية تتمثل في مرحلة معرفة اتجاهات النتائج وخاصة المتعلقة بالفرضيات منها من أجل مقارنتها بالنتائج الحالية.

هذا وتكمن الفائدة من تلخيص واستطلاع الدراسات السابقة في تقديم وثيقة علمية للقارئ تمكنه من الاطلاع على ما تم كتابته حول موضوع الدراسة، ويمكن تحديد أهم وأبرز فوائد الاطلاع واستخدام الدراسات السابقة في البحث العلمي من خلال الآتي:

  •   تمكن الباحث من تجنب التعرض والوقوع في نفس الأخطاء التي تعرضت إليها الدراسات السابقة.
  •   توفير الوقت والجهد للباحث لاكتساب والتعرف على مهارات جديدة.
  •   تجنب الباحث التكرار في دراسة موضوع تم دراسته وإجراء بحوث علمية عليه.
  •   يمكن للباحث من خلال الدراسات السابقة المقارنة بين موضوع بحثه والبحوث الأخرى في مجال تخصصه مما يبرز أهمية البحث العلمي.
  •   بلورة مشكلة البحث التي اختارها الباحث وتحديد أبعادها بشكل واضح ودقيق.
  •   تزويد الباحث بالجديد من الأفكار والإجراءات التي يمكن أن يستفيد منها في بحثه الحالي.
  •   إمكانية الحصول على معلومات جديدة بخصوص المصادر التي لم يستطع تشخيصها بنفسه بل جاء ذكرها في البحوث السابقة وهي من مصادر الدراسات السابقة التي اطلع عليها.
  •   تحقيق أكبر قدر من الاستفادة للباحث في تجنب السلبيات والعوائق التي وقع فيها الباحثون الذين سبقوه في أبحاثهم السابقة، وتعريفه بالصعوبات التي واجهها الباحثون والوسائل التي اتبعوها للتغلب عليها.
  •   الاستفادة من نتائج البحوث السابقة في بناء فرضيات لبحوث جديدة تتعلق بنفس موضوعه البحثي.
  •   استكمال الجوانب التي وقفت عندها البحوث السابقة من أجل اقتراح معالجات جديدة في عملية البحث.
  •   تحديد وبلورة العنوان الكامل للبحث الخاص بالباحث بعد التأكد من شمولية العنوان لكافة الجوانب الموضوعية الدقيقة وعدم تشابه أو تكراره موضوعه أو مشكلته البحثية.

 

بنهاية هذا المقال تكون قد تعرفت على المصادر الأولية والمصادر الثانوية وغيرها من مصادر الدراسات السابقة والتي يمكن الاستعانة بها في البحث العلمي بدايةً من التعريف بالدراسات السابقة والتعرف على أهم3 مصادر من مصادر الدراسات السابقة في البحث العلمي وكيفية استخلاص النتائج من الدراسات السابقة وأهم فوائد الدراسات السابقة للبحث العلمي والباحث، مع تحيات شركة دراسة للاستشارات الأكاديمية وخدمات البحث العلمي والترجمة.