الترجمة كقيمة إنسانية: كيف تظل الكلمة جسرًا مهما تغيّر العالم
كل حضارةٍ تبدأ بكلمة، وكل تواصلٍ حقيقي بين البشر يمرّ عبر ترجمةٍ — صريحةٍ كانت أم خفية. في زمنٍ تتسارع فيه الآلات، تبقى الترجمة أرقّ فعلٍ إنسانيٍّ يحافظ على جوهر الإنسان نفسه. المترجم ليس ناقلًا للمعاني، بل حارسٌ للوعي الإنساني من أن يضيع بين اللغات. أولًا: الترجمة كبذرةٍ في تاريخ الحضارات: منذ بيت الحكمة في بغداد، إلى مدرسة طليطلة في الأندلس، إلى الجامعات الحديثة في الخليج، كانت الترجمة دائمًا المحرّك الأول للنهضة. فهي التي نقلت علوم اليونان إلى العرب،رثم أعادت للعالم علوم العرب مترجمةً إلى اللاتينية، ثم عادت من جديد في عصرنا الرقمي كجسرٍ للمعرفة العابرة للقارات. ما من حضارةٍ ازدهرت إلا وكان في قلبها مترجمون. ثانيًا: الترجمة كقيم...