إعادة الصياغة في البحث العلمي
شارك مع أصدقائك :
إعادة الصياغة في البحث العلمي
تُعد إعادة الصياغة من أهم جوانب البحث العلمي، وذلك لأنها من متطلبات العديد من الأعمال سواء كانت دراسية أو حياتيه أو أدبية، فعادةً ما تستخدم لتوضيح معنى أو فكرة ما كانت في الأصل تتسم بالتعقيد، من خلال استخدام معاني واضحه وسهله دون أن تفقد الفكرة معناها الأصلي.
ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على مفهوم إعادة الصياغة، وأوجه الاستفادة من إعادة الصياغة، وما الشروط التي يجب توافرها في من يقوم بإعادة الصياغة، ومراحل إعادة الصياغة بأسلوب صحيح.
مفهوم إعادة الصياغة:
أن يعيد الباحث العلمي صياغة أفكار النص عن طريق أسلوبه الخاص، وهذا يتناسب إذا كان النص الأصلي به ضعف في التعبير أو تعقيد في الأسلوب، أو عدم إحاطه بالأفكار، مما يدفع الباحث العلمي أو الكاتب إلى إعادة صياغة النص بتعبير أقوى من الأصلي، وتتم إعادة الصياغة عن طريق قراءة الجزء المطلوب ثم يقوم الكاتب أو الباحث العلمي بطوي الكتاب الذي يريد إعادة صياغته ثم يبدأ في صياغة تلك الأفكار بعباراته وأسلوبه الخاص (أبو سليمان، 1987).
أوجه الاستفادة من إعادة الصياغة:
يمكن للباحث أو الكاتب الإستعانة بإعادة الصياغة لتحقيق العديد من أوجه الإستفادة الممكنه ومن أهمها:
1- تجنب التعقيد والغموض في المعنى: هناك العديد من النصوص والكتابات المليئة بالعديد من المصطلحات والأفكار التي تحتاج إلى توضيح وتبسيط، فتهدف عملية إعادة الصياغة إلى جعل هذه الأفكار بسيطه ومفهومه للعديد من القُرَّاء، مما يوفر لهم الوقت والجهد، وتجنب استخدام المعاجم اللغوية.
2- تلخيص المحتوى العلمي والنصوص: ممكن أن يلجأ الباحث العلمي إلى تلخيص موضوع كامل أو فكرة بأكملها قد شغلت عدد كبير من الصفحات مما يجعل الباحث يلجأ إلى إعادة الصياغة مرة أخرى بأسلوبه الخاص، دون التأثير بالمضمون والمحافظة على الفكرة الأصلية والموضوع الرئيسي (أبو سليمان، 1987)
3- إعداد الأبحاث العلمية سواء الماجستير أو الدكتوراه: يستعين العديد من طلبة الدراسات العليا وبالأخص الراغبين للحصول على الماجستير أو الدكتوراة بالعديد من المصادر والمراجع من أجل الدراسة العلمية الخاصة بهم، ويلجأون إلى استخدام بعض المعلومات لتوضيح العديد من جوانب الدراسة سواء كانت إشكالية البحث العلمي أو الإستعانه بها في الإطار النظري الخاص بالبحث العلمي، فيقومون بإعادة الصياغة للكثير من المعلومات التي استعانوا بها من خلال المصادر والمراجع، كما يستعين العديد من الباحثين بالعديد من جهات النشر التي تساهم في نشر الأبحاث العلمية الخاصة بهم، مما يتطلب منهم إعادة صياغة لأبحاثهم العلمية في عدد معين من الصفحات وفقاً لمعايير جهات النشر سواء المجلات العلمية أو غيرها.
4- عملية تدقيق وتحسين النص والمحتوى: هناك العديد من النصوص التي تحتاج إلى تحسين وتدقيق، فهذه النصوص لم يتم صياغتها بشكل دقيق، وبها العديد من الأخطاء سواء كانت لغوية أو إملائية أو علمية، مما يتطلب إعادة لصياغة هذه النصوص بصورة أكثر دقة وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية بقدر الإمكان، مما يؤدي إلى تحسين النص.
الشروط التي يجب توافرها في من يقوم بإعادة الصياغة
1- أن يكون على إلمام تام باللغة المُتعلقة بالنص الذي يريد إعادة صياغته، وجميع القواعد الخاصه بها حتى يتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية وأن يكون النص خالي من الأخطاء.
2- أن يملك الشخص القائم بعملية إعادة الصياغة فهم واسع للمصطلحات والمترادفات اللغوية حتى يتمكن من كتابة النص بطريقة سهلة وواضحة دون التغيير في المعنى العام للنص.
3- يجب أن يكون الشخص لديه الخبرة الكافية في مجال إعادة الصياغة، فمجال إعادة الصياغة مثله مثل أي مجال آخر يتطلب اكتساب العديد من المهارات المناسبة، وأن يكون الشخص قد سبق له أن قام بإعادة صياغة العديد من النصوص والموضوعات، مما أكسبه خبرة كبيرة وقدرة على التغلب على العديد من النصوص التي تتسم بالصعوبة والتعقيد.
مراحل وخطوات إعادة الصياغة:
1- قراءة النص الأصلي قراءة وافية دقيقة:
إن قراءة النص بشكل كامل من أهم الخطوات التي تسبق عملية الصياغة، فمن خلالها يتعرف الكاتب أو الباحث على جميع الأفكار التي يتضمنها النص وفهم المعنى المقصود من النص، من خلال قراءة النص أكثر من مرة قبل البدء في مرحلة إعادة الصياغة.
2- البدء في صياغة النص:
وهي المرحلة التي تلي مرحلة القراءة، حيث يبدأ الكاتب بصياغة المحتوى من جديد بناءً على ما توصل إليه من أفكار يتضمنها المحتوى الأصلي، ويجب أن يراعي عن الكتابة أن تكون واضحة ومعبرة عن المعنى المقصود في النص الأصلي.
3- المراجعة الدقيقة للنص المصوغ:
وهي المرحلة النهائية بعد كتابة النص، والتي من خلالها يمكن معرفة الأخطاء الشائعة عند إعادة الصياغة مثل الأخطاء الإملائية واللغوية المتعلقة بلغة النص سواء كان باللغة العربية أو اللغة الانجليزية أو غيرها من اللغات، فكثرة الأخطاء في النص تؤدي إلى التشكيك في المحتوى العلمي وبالخصوص إذا كانت رسالة علمية مثل الماجستير أو الدكتوراه أو المقالات التي تطرح في المجلات العلمية أو المواقع الإلكترونية.
طرق إعادة الصياغة:
يمكن إعادة الصياغة لأي محتوي علمي أو نص مكتوب من خلا عدة طرق ومن أهمها:
1- إعادة ترتيب الجمل: وهي من أسهل طرق إعادة الصياغة ولا تتطلب مجهود كبير فيُستخدم فيها عنصري التقديم والتأخير دون التأثير على المعنى العام للمحتوى العلمي.
2- تغيير الجملة الأصلية: وهو أحد الأساليب التي يكتسبها الكاتب من خلال كثرة إعادة الصياغة للعديد من النصوص والمقالات، فيجب أن يكون الكاتب لديه العديد من المفردات اللغوية والمصطلحات اللازمة لإعادة كتابة الجملة بشكل جديد دون التغيير في المفهوم العام للنص. وبهذه المهارة يكون قد وصل الكاتب إلى مرحلة الاحتراف في إعادة صياغة الجمل.
مراجع يمكن الرجوع إليها
أبو سليمان، عبد الوهاب ابراهيم،(1987). كتابة البحث العلمي صياغة جيديدة. الطبعة الثالثة. دار الشروق للنشر والتوزيع. جامعة أم القرى. مكة المكرمة. المملكة العربية السعودية.
التعليقات (0)