العينات في البحوث العلمية
شارك مع أصدقائك :
إن مسألة الاهتمام بالعينات في البحوث العلمية من أعظم الاهتمامات عند الإقدام على دراسة وإعداد البحوث الأكاديمية؛ وذلك لأنها المادة الخصبة لإثبات النظريات العلمية في شكل عملي وبصورة واقعية، وكما اعتنى الباحث بعينة بحثه، وعمل على اختيارها بدقة، كلما توصل لنتائج دقيقة جيدة؛ ونظرًا لتلك الأهمية نسرد في مقالنا هذا الحديث عن العينات البحثية.
ما المقصود بالعينة في البحوث العلمية؟
للعينة البحثية تعريفات عدة، نذكر منها الآتي:
العينة: هي أبرز وحدات المجتمع الأصل المعني، وتشمل وتعكس جانبًا، أو جزءًا نموذجي بالبحث، وتكون ممثلة له، إذ تحمل صفاته المشتركة، وهذا النموذج، أو الجزء يغني الباحث عن دراسة كل وحدات ومفردات المجتمع الأصل _خاصةً_ في حالة صعوبة أو استحالة دراسة كل تلك وحدات المجتمع المعني بالبحث.
العينة: تعرف العينة بأنها مجموعة صغيرة من البيانات التي يختارها الباحث باستخدام طريقة اختيار محددة مسبقًا، وتُعرف هذه العناصر بنقاط العينة، أو وحدات أخذ العينات، أو الملاحظات في البحث العلمي.
العينة: هي المادة البحثية التي يعتمدها الباحث في بحثه؛ بهدف تحديد خصائص، أو مواصفات معينة في مجتمع الدراسة، والخروج باستنتاجات عن المجتمعات؛ ولذا فإن العينة المختارة ينبغي أن تعكس خصائص كل المجتمع الذي أخذت منه.
ما أسباب استخدام العينات في البحوث العلمية؟
هنالك عدد من المزايا والمبررات الإيجابية التي تدعو الباحثين إلى الاعتماد على أسلوب اللجوء إلى العينات واستخدامها في أنواع البحوث العلمية المختلفة، وهذه الأسباب تتمثل في الآتي:
أولًا. أسباب اقتصادية:
فهناك اقتصاد وتوفير في الجهود المبذولة من قبل الباحثين، ومن جانب آخر هناك اقتصاد في التكاليف المالية في ضوء اقتصار البحث فيها على نموذج محدد في المجتمع الأصلي، فالاقتصاد بالجهد المبذول يؤدي إلى تقليص المصروفات التي يحتاجها الباحث إذا ما توجّه إلى دراسة مجتمع البحث المعني بكامله.
ثانيًا. الوفرة في البيانات والمعلومات:
أي إمكانية الحصول على بيانات ومعلومات وفيرة، بحيث تكون مثل تلك البيانات والمعلومات أوفر وأكثر بكثير مما يحصل عليه الباحث من المجموع الكلي لأفراد المجتمع.
ثالثًا. سهولة المتابعة في الحصول على ردود وافية ومتكاملة ودقيقة:
فخلال متابعة العينة بحجمها الصغير الممثل لأفراد المجتمع ومتابعة أجوبتها وردودها، يستطيع الباحث أن يتأكد من تكامل أجوبة أفراد العينة.
رابعًا. توفير الوقت:
أي يكون لدى الباحث زمن ووقت، فيقوم بتوزيع هذا الوقت على خطوات البحث المتعددة المختلفة على أن يكون لجمع البيانات من مجتمع الدراسة مقدار محدد من ذلك الوقت، وهذا الوقت إذا ما صرف في جمع البيانات والمعلومات من كل مجتمع الدراسة الأصلي فلا يتبقى لدى الباحث وقت لإنجاز خطوات البحث الأخرى، أو أنه سيكون على حساب الوقت المطلوب لخطوات البحث الأخرى.
خامسًا. دقة نتائج البحث:
فسيطرة الباحث على حجم محدد من أفراد المجتمع المتمثل بالعينة يؤدي إلى سيطرته على البيانات والمعلومات المجمعة، وبالتالي يقود ذلك إلى الدقة في التعامل مع البيانات وتجميعها، وتوزيعها على عينة الدراسة، ومن ثم تفسيرها واستخراج النتائج منه.
سادسًا. صعوبة الوصول إلى كل وحدات المجتمع:
فمعالجة الصعوبة في الوصول إلى كل أفراد المجتمع المعني بالبحث أمر مهم وموزعٌ، فعادةً ما يكون حجم مجتمع الدراسة كبيرًا عند الباحث.
ما خطوات اختيار العينات في البحوث العلمية؟
لاختيار العينات في البحوث العلمية عددٌ من الخطوات، نوضحها فيما يأتي:
1. تسمية وتحديد مجتمع البحث الأصلي بمكوناته.
2. ينبغي على الباحث، أو مجموعة الباحثين المعنيين بالبحث، تعريف وتحديد المجتمع الأصلي بمكوناته وسماته الأساسية.
3. تشخيص أفراد المجتمع الموجودين في مجتمع الدراسة.
4. اختيار وتحديد نوع النموذج أو العينة.
5. تحديد العدد المطلوب من الأفراد أو الوحدات في العينة.
6. تحديد حجم وعدد وحدات المجتمع الأصلي للدراسة، كأن يكون عشرة آلاف فرد مثلا.
ما هي أنواع العينات في البحوث العلمية؟
هناك عدة أنواع من العينات في البحوث العلمية، نوضحها فيما يأتي:
أولاً: عـينات عشوائية، أو عينات احتمالية:
تعطي الفرصة فيها لكل وحدات وأفراد المجتمع الأصلي أن يـكونوا ضمن النموذج المختار، أو ضمن العينة المنتقاة.
ثانياً: عينات غير عشوائية:
تعتمد على الصدفة
ثالثاً: عينة طبقية:
حيث يقسم مجتمع البحث إلى عدد من الشرائح والطبقات التي يشتمل عليها، مثال ذلك: تقسيم مجتمع مدينة، أو منطقة ما إلى موظفين ثم أصحاب مهن حرة، ومتقاعدين ثم طلبة ثم ربات بيوت، ولغرض محدد مثل: دراسة خدمات المستشفيات، أو المكتبات، أو المدارس.
رابعاً: العينة الطبقية التناسبية أو العينة الحصصية:
هي نوع من أنواع العينات الذي تعتمد كذلك على تقسيم الـمجتمع الأصلي للبحث إلى شرائح وفئات وطبقات، مهنية، أو اجتماعية، أو تعليمية ... إلخ، إلا أنه بدلا من أن يحدد حجم العينة على أساس متساوٍ من كل شريحة من شرائـح المجتمع، لكنها تكون أكثر تحديدًا ودقة في أن يتناسب حجم عدد أفراد العينة المختارة مع الحجم والتعداد الأصلي لكل شريحة داخل المجتمع، ونـسبتها إلى المجموع الكلي لمجتمع البحث، فالطبقية هنا تعني الشريحة، أو الشرائـح التي ينقسم أليها أفراد المجتمع، والتناسبية تعني أن العدد المختار من كل شريحة ينبغي أن يتناسب حجمها الفعلي مع تمثيلها داخل المجتمع الأصلي.
خامساً: العينة العشوائية البسيطة:
عن طريق هذا النوع من العينات يعطي الباحث فرصة متساوية لكل فرد من أفراد المجتمع بأن يكون ضمن العينة المختارة، ويكون هذا النوع من العينات مفيد ومؤثر عندما يكون هناك تجانس وصفات مشتركة بين جميع أفراد المجتمع الأصلي المعني بالدراسة، من حيث الخصائص المطلوب دراستها في البحث، وعليه فإن جميع أسماء أفراد المجتمع الأصلي يجب أن تكون محددة ومعروفة لدى الباحث.
سادساً: العينة العشوائية المنتظمة: .
في منهجية العينة العشوائية المنتظمة، أو كما يحلو للبعض تسميتها بالعشوائية المنتظمة، يكون اختيار الوحدات منها على أساس تقسيم العدد الكلي للمجتمع على حجم العينة المطلوبة، ومن ثم توزيع وحدات المجتمع الأصلي، وبشكل متساوٍ ومنتظم على الرقم الناتج مـن ذلك التقسيم.
سابعاً: العينة العرضية أو عينة الصدفة:
لأي من الحالات الاضطرارية التي لا يوصي بها الكاتبان، يكون الاختيار في هذا النوع من العينات سهلًا، إذ يعمد الباحث إلى اختيار عدد من الأفراد الذين يستطيع العثور عليهم، في مكان ما، وفي فترة زمنية محددة، وبشكل عرضي أي عن طريق الصدفة، كأن يذهب الباحث إلى مكتبة من المكتبات، أو مدرسة من المدارس، أو كلية من الكليات التي يتعلق البحث بها، ثم يوزع الاستبيان على من يراهم موجودين أمامه، وقد يضطر عديدٌ من الباحثين اختيار هذا النوع من العينة؛ لسهولة استخدامها.
مراجع المقال:
أبو زايدة، حاتم. (2018). مناهج البحث العلمي. مركز بحث المستقبل.
قنديلجي، عامر إبراهيم. (د.ت). منهجية البحث العلمي. اليازوري.
التعليقات (0)