ملخص شامل عن نظرية الجشطالت في علم النفس

ملخص شامل عن نظرية الجشطالت في علم النفس

شارك مع أصدقائك :

 

في خضم التطورات التي شهدها علم النفس في القرن العشرين، برزت نظرية الجشطالت كواحدة من النظريات الأكثر تأثيرًا وشهرة. تهدف هذه النظرية إلى فهم السلوك الإنساني والإدراك من خلال التركيز على الكل بدلاً من الأجزاء الفردية، متبنية مبدأ "الكل أكبر من مجموع أجزائه". يهدف هذا المقال إلى تقديم ملخص شامل عن نظرية الجشطالت، تاريخها، مبادئها الأساسية، تطبيقاتها، وتأثيرها المستمر في علم النفس الحديث.

 أصل نظرية الجشطالت وتطورها:

لا يمكن فهم أي نظرية دون الرجوع إلى جذورها وتطورها عبر الزمن، ونظرية الجشطالت ليست استثناءً؛ فقد نشأت كاستجابة للتحديات التي واجهتها المدارس النفسية التقليدية، مما مهد الطريق لرؤية جديدة في دراسة الإدراك والسلوك.

1. جذور النظرية:

طوًر نظرية الجشطالت في أوائل القرن العشرين على يد مجموعة من علماء النفس الألمان، أبرزهم ماكس فيرتهايمر، فولفغانغ كوهلر، وكورت كوفكا. نشأت النظرية كرد فعل على محدودية المدرسة السلوكية والتركيز المفرط على التجزئة في علم النفس.

2. تطور النظرية:

ركز العلماء في البداية على دراسة الإدراك البصري، ولكن مع مرور الوقت، توسعت النظرية لتشمل مجالات أخرى مثل التعلم، التفكير، وحل المشكلات.

 المفاهيم الأساسية لنظرية الجشطالت:

ترتكز نظرية الجشطالت على مجموعة من المفاهيم الأساسية التي تعيد تشكيل فهمنا للإدراك البشري، حيث تسلط الضوء على كيفية تعامل العقل مع الكل بدلًا من الأجزاء الفردية.

1.الكل أكبر من مجموع أجزائه:

تؤكد النظرية أن التجربة الإدراكية تُبنى على الكل، وليس على تحليل الأجزاء الفردية فقط. على سبيل المثال، عندما نرى صورة، ندركها ككل متكامل بدلاً من مجموعة من النقاط أو الخطوط.

2.التنظيم والإدراك:

يشير مفهوم التنظيم إلى الطريقة التي يعيد بها الدماغ ترتيب المحفزات لإنشاء أنماط يمكن فهمها. هذا التنظيم يتم بناءً على مبادئ الإدراك الجشطالتية.

3.مبدأ الشكل والخلفية:

توضح النظرية أن إدراك الأشياء يعتمد على التمييز بين "الشكل" (المحفز الأساسي) و"الخلفية" (السياق المحيط).

 مبادئ الإدراك في نظرية الجشطالت:

تعتمد نظرية الجشطالت على مجموعة من المبادئ الإدراكية التي تفسر الطريقة التي ينظم بها العقل البشري المعلومات المحيطة به ليحولها إلى أنماط ذات معنى.

1.مبدأ التشابه:

يشير إلى ميل الأفراد الي تجميع الأشياء المتشابهة في الشكل أو اللون أو الحجم كجزء من مجموعة واحدة.

2.مبدأ التقارب:

يميل الدماغ إلى تجميع الأشياء التي تكون قريبة من بعضها في الموقع على أنها تنتمي إلى مجموعة واحدة.

3.مبدأ الإغلاق:

يُكمل الدماغ الأشكال غير المكتملة ليجعلها تبدو كاملة.

4.مبدأ الاستمرارية:

يتجه الدماغ الي تفسير الخطوط أو الأشكال كجزء من تدفق مستمر بدلاً من عناصر منفصلة.

5.مبدأ البساطة (القانون البرغماتي):

يميل الأفراد إلى إدراك الأشياء بأبسط طريقة ممكنة.

 التطبيقات العملية لنظرية الجشطالت:

تتجاوز نظرية الجشطالت حدود الإدراك النظري لتجد تطبيقاتها العملية في مجالات متعددة، مما يجعلها أداة فعالة لتحسين الاتي:

1.في التعليم:

أسهمت نظرية الجشطالت في تطوير أساليب تعليمية تركز على الفهم الكلي للمادة بدلاً من الحفظ المجزأ. يتم تشجيع الطلاب على رؤية الروابط بين المفاهيم.

2.في التصميم الجرافيكي:

يستخدم المصممون مبادئ الجشطالت لتحسين الإدراك البصري وجعل التصاميم أكثر وضوحًا وتنظيمًا.

3.في حل المشكلات:

تشير النظرية إلى أن الأفراد يميلون إلى رؤية المشكلات ككل متكامل، مما يساعدهم على اكتشاف حلول مبتكرة.

4.في العلاج النفسي:

يستخدم العلاج الجشطالتي لتعزيز وعي الأفراد بأنماط تفكيرهم وسلوكياتهم بهدف تحقيق التوازن النفسي.

 الانتقادات التي وُجهت إلى نظرية الجشطالت:

على الرغم من تأثيرها الكبير في علم النفس، لم تسلم نظرية الجشطالت من الانتقادات، حيث أُثيرت تساؤلات حول محدوديتها التجريبية وتركيزها المفرط على الإدراك البصري دون مراعاة الجوانب الثقافية والعاطفية.

1.الافتقار إلى التجريبية الصارمة:

تعد النظرية أحيانًا فلسفية أكثر من كونها علمية، مما يقلل من إمكانية اختبارها تجريبيًا.

2.التركيز المفرط على الإدراك:

يُنتقد النموذج لتركيزه على الإدراك البصري على حساب العمليات النفسية الأخرى مثل العاطفة والدافعية.

3.تجاهل السياق الثقافي:

لم تأخذ النظرية في الحسبان الاختلافات الثقافية التي قد تؤثر في الإدراك.

 خاتمة:

تمثل نظرية الجشطالت نقطة تحول في فهمنا للإدراك والسلوك الإنساني. من خلال تسليط الضوء على أهمية الكل والأنماط في تفسير الظواهر، قدمت النظرية أدوات فعالة لتحليل الإدراك وتطبيقه في مجالات مختلفة. ورغم الانتقادات التي وُجهت إليها، تظل نظرية الجشطالت أحد الأعمدة الرئيسة التي أسهمت في تطوير علم النفس الحديث.

 مراجع المقال:

رشوان، منى محمود عثمان. (2022). نقد ميرلوبونتي لنظرية الجشطلت في كتابة تركيب السلوك. مجلة كلية الآداب، 14 (1)، 3324- 3390.

 الأسئلة الشائعة:

1- كل ما يخص نظرية الجشطالت؟

نظرية الجشطالت هي مدرسة نفسية تُركز على إدراك الكل بدلاً من الأجزاء المنفصلة، معتمدة على مبادئ تنظيم الإدراك مثل التشابه، التقارب، والإغلاق. تطبق في مجالات مثل التعليم، التصميم، وحل المشكلات.

2- ما هي المدرسة الجشطالتية في علم النفس؟

المدرسة الجشطالتية هي حركة نفسية تأسست في أوائل القرن العشرين على يد علماء ألمان مثل فيرتهايمر وكوهلر، وتهدف إلى دراسة الإدراك والسلوك من منظور كلي وشمولي.

3- ما هي مبادئ الجشطالت الخمسة ومعناها؟

1.      التشابه: تجميع العناصر المتشابهة كجزء واحد.

2.      التقارب: اعتبار العناصر القريبة مكانيًا مرتبطة.

3.      الإغلاق: إكمال الأشكال غير المكتملة تلقائيًا.

4.      الاستمرارية: تفسير الخطوط كجزء من تدفق مستمر.

5.      البساطة: إدراك الأنماط بأبسط صورة ممكنة.

4-لماذا سميت نظرية جشطلت بهذا الاسم؟

اسم "جشطالت" يأتي من الكلمة الألمانية Gestalt، التي تعني "الشكل" أو "الكل"، لتعكس التركيز على فهم الكل المتكامل بدلاً من الأجزاء الفردية.

 

 


تابعنا على :


التعليقات (0)

اترك تعليق

تعرف علي خدماتنا

فتح الدردشة
دراسة للاستشارات والدراسات والترجمة
أهلا
مرحبًا بكم في دراسة
كيف استطيع مساعدتك؟
Phone

الهاتف

تواصل معنا
أخفاء