مدرسة العلاقات الإنسانية ونظرية التون مايو
شارك مع أصدقائك :
مدرسة العلاقات الإنسانية ونظرية التون مايو
تعريف مدرسة العلاقات الإنسانية:
تُعَد مدرسة العلاقات الإنسانية رد فعل لنظرية الإدارة العلمية، حيث كانت نظرية الإدارة العلمية ترى أن الفرد كائن إجتماعي يؤثر ويتأثر بالبيئة الاجتماعية مما ينعكس على سلوكياته، كذلك إحساس وشعور الفرد بانتمائه لهذه البيئة الاجتماعية هو الأساس الذي يدفعه ويحفزه على العمل والعطاء، هكذا ظلت المدرسة العلمية في الإدارة نموذجاً سائداً لفترة إلى أن بدأ الاهتمام بالسلوك الإنساني في الأدارة.
نظرية التون مايو
قام التون مايو هو وزملاؤه بتجاربهم في مصنع هوثورن في إحدى شركات الكهرباء الغربية بالولايات المتحدة، حيث كانت الدراسة تنصَب على فهم السلوك الأنساني في المنظمة والعلاقات الإنسانية والصلات بين الأفراد والاتجاهات النفسية ودوافعها (الدوسري، 2005).
الدوافع وراء ظهور مدرسة العلاقات الإنسانية:
لعل السبب وراء ظهور مدرسة العلاقات الإنسانية هو ما أثارته مشاكل العاملين وسوء الأوضاع والعلاقات غير الودية التي انتشرت بين العمال من جهة وأصحاب العمل من جهة أخرى، من خلال كثرة الإضطرابات والإضرابات وحالات التوقف عن العمل، مما أدى إلى ضعف الإنتاجية وانخفاض الروح المعنوية ( المغربي، 2016).
دراسات وتجارب التون مايو:
التحق التون مايو بجامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الامريكية عام 1922م، ثم التحق بجامعة هارفرد منذ عام 1926م حتى عام 1947م، وفي هذه الفترة قاد التون مايو فريقاً من الباحثين أجرى معهم تجاربه المشهورة المتعلقة بمدرسة العلاقات الإنسانية ومن أهم هذه التجارب تجارب الهاوثورن (بربر،1996).
تجارب الهاوثورن:
بعد التحاق التون مايو بجامعة هارفرد كمدير لقسم الأبحاث الصناعية قام بالإشراف على سلسلة من الدراسات والتجارب في مصنع الهاوثورن التابع لشركة ويسترن الكتريك، وكان التجربة تهدف إلى دراسة مدى تأثير ظروف العمل وخاصة ظروف الإضاءة على انتاجية العمال، إلا أنه مع مرور بعض الوقت أصبحت التجارب تستهدف طرق مجموعة العمل والتعاون داخل الجماعات ومعرفة مدى تأثيرها على حجم الإنتاجية ( بربر، 1996).
- تفاصيل التجربة الأولى ( تجربة الإضاءة ):
أشار المغربي (2016) إلى أنه تم اختيار جماعتين تعملان في ظروف عمل واحدة، سميت المجموعة الأولى مجموعة المراقبة التي ظلت تعمل دون تغيير، وسميت المجموعة الثانية مجموعة التجربة والتي جرى على ظروف عملها الكثير من التعديلات والتغيرات، من خلال تزويد كمية الإضاءة على مجموعة التجربة وظلت الإضاءة كما هي في مجموعة المراقبة.
نتائج التجربة الأولى:
1- زادت الإنتاجية في المجموعتين على الرغم من نقص معدل الإضاءة في مجموعة المراقبة عن مجموعة التجربة.
2- أظهرت الدراسة أن الإضاءة لا تؤثر على إنتاجية العمل، وعدم وجود علاقة بين كمية الأنتاج والظروف المادية المحيطة بالعامل (الإضاءة).
- تفاصيل التجربة الثانية ( دراسة فترات الراحة ):
أكد بربر (1996) أن بعد التجربة السابقة أقيمت تجارب أخرى كان أساسها دراسات فترات الراحة بدلاً من الإضاءة لتحديد العلاقة بين الإجهاد والانتاجية، وذلك من خلال تطبيق فترات راحة متفاوته من حيث مدة الفترة وعدد مرات تكرارها، فنتج عن ذلك أن زيادة الإنتاجية ترتبط بطول فترة الراحة ومعدل تكرارها اليومي إلى أن تم في النهاية الرجوع إلى ظروف العمل السابق حيث لا راحة يومية للعمَّال، فأثبتت التجربة أن هذه الظروف لم توثر بالسلب على الإنتاجية.
- تفاصيل التجربة الثالثة ( دراسة العامل الإنساني ):
يعتبر العامل الإنساني أقوى من الظروف الفنية والظروف المادية التي تعلقت بالتجربتين السابقتين، واتضح أن الإنتاجية ترتبط في زيادتها وانخفاضها بتطور اجتماعي غير رسمي لجماعة العمل وعلاقتهم بعضهم ببعض وبالمشرفين والملاحظين، وتم إجراء العديد من المقابلات مع العاملين، مما ترتب عليه ظهور ما يسمى بمجموعة العمل التي تضع أساساً واضحاً للإنتاجية أو ما يسمى بإنتاج اليوم العادل، ومن ثم تم إجراء اختبارات لنتائج هذه المقابلات ومجموعة من العمال يتسم بعضهم بالسرعة والآخر بالبطىء في الإنتاجية وقُدِمت لهم حوافز، وأثبتت التجربة أن التفاعل الجماعي والترابط بين أفراد المجموعة بعضهم ببعض أهم بكثير من أنظمة الحوافز( الدوسري، 2005).
إيجابيات وسلبيات مدرسة العلاقات الإنسانية ونظرية التون مايو:
أشار بربر(1996) إلى أن مدرسة العلاقات الإنسانية تتميز بعض الإيجابيات وعلى الرغم من ذلك لم تسلم هذه المدرسة من العديد من الانتقادات التي وجهت إليها فقبل أن نتعرف على هذه الإنتقادات سوف نتعرف على إيجابيات مدرسة العلاقات الإنسانية والتي تتلخص في:
1- ظهور العديد من العوامل التي تؤثر على إنتاجية العمال وهي مجموعة من العوامل الإجتماعية التي تم مراعاتها خلال التجارب.
2- إن الاهتمام المتزايد من قِبَل المشرفين والإدارة بالعمال حققت الاستجابة، مما ساعد في زيادة الإنتاجية.
3- الاهتمام بالعلاقات الإنسانية داخل مجال العمل يساعد في زيادة الإنتاجية.
وتتلخص الإنتقادات التي وجهت لمدرسة العلاقات الإنسانية ونظرية التون مايو في الآتي:
1- تجاهلت المدرسة بعض الدوافع التي تؤثر على سلوك العاملين وركزت فقط على المتغيرات الإجتماعية للسلوك.
2- تجاهلت التنظيم الرسمي باعتبارها أن التنظيم غير الرسمي هو أساس الهيكل التنظيمي، لذا فإن إلغاء التنظيم الرسمي يُقصد به عدم وجود منظمة قائمة.
3- محدودية عدد العاملين الذين أُقيمت عليهم التجارب مما يجعل هناك شك في النتائج التي توصلت إليها.
4- اتجهت دراسات وتجارب مدرسة العلاقات الإنسانية في نهاية تجارب الهاوثورن إلى عدم تحديد الفرضيات أو المتغيرات للبحث عن حقائق العلاقات بينها وبين الإنتاجية في العمل.
مراجع يمكن الإستعانه بها
- الدوسري، محمد بن عايد المشاوية،(2005). العلاقات الإنسانية في الفكر الإداري الإسلامي والمعاصر. جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. الرياض. المملكة العربية السعودية.
- المغربي، محمد الفاتح محمود بشير،(2016). أصول الإدارة والتنظيم(Assets Management And Administration). الطبعة الأولى. دار الجنان للنشروالتوزيع. عمان. الأردن.
- بربر، كامل،(1996). الإدارة عملية ونظام. الطبعة الأولى. المؤسسة الجامعية للدراسات والتشر والتوزيع. بيروت. لبنان.
التعليقات (0)