استراتيجية المناقشة

استراتيجية المناقشة

شارك مع أصدقائك :

 

 

 

 

      تستخدم إستراتيجية المناقشة في تعلم وتعليم المباحث والموضوعات التي في حاجة إلى التذكر، والاستيعاب، والتحليل، والفهم، والتركيب، ومراعاة أن تتناسب مع الطلاب ذوي القدرات العقلية المتوسطة والجيدة؛ لأن من أساسيات المناقشة أن يكون هناك قدر مقبول من المعلومات والمعرفة لدى الطلاب قبل بدء المناقشة معهم والتفاعل بين زملائه، أو بينه وبين المعلم.

 

ما هي استراتيجية المناقشة؟

 هناك تعريفات عديدة لإستراتيجية المناقشة، منها الآتي مثالًا لا حصرًا:

  1. استراتيجية المناقشة: هي أسلوب منطقي فلسفي متطور للطرق التقليدية التلقائية المعتمدة منذ قديم الزمان، ويأتي في صورة صياغة أسئلة تُطرح؛ لإثارة شغف التعلم والمعرفة من قبل الطلاب.
  2. استراتيجية المناقشة: هي إستراتيجية تعتمد على توجيه الطلاب؛ للبحث وإثارة الأسئلة، والإدلاء بالآراء المصحوبة بالأدلة والبراهين؛ بهدف التقويم والإعداد، ومن ثَمَّ المناقشة.

 

ما أهمية استراتيجية المناقشة؟

هناك أهمية كبرى لإستراتيجية المناقشة، ويمكننا توضيح تلك الأهمية أدناه:

  1. حصول الطالب على كم كبير من المعلومات.
  2. إثراء مهارة المناقشة لدى الطلاب.
  3. القدرة على الفهم والتحليل.
  4. اكتساب الباحث مَلكة الجدال المُجدي.
  5. تنمية قدرات الباحث على البرهنة وإقامة الحجج.
  6. تنمية القدرات الفكرية للباحث.

 

العوامل المؤثرة في نجاح استراتيجية المناقشة:

هناك عدة عوامل ضرورية ومؤثرة تجعل من المناقشة جدوى وفائدة عامة لجميع أطراف المناقشة، ومن هذه العوامل ما يأتي:

أولًا. التخطيط المسبق لموضوع المناقشة: 

حيث يتطلب ذلك التخطيط المتقن والدقيق من المعلم والذي يتناول اختيار الموضوع ومدى ملاءمته لمستوى الطلاب وأعمارهم، ومدى توافر المراجع والمعلومات اللازمة للموضوع.

ثانيًا. تحديد الأهداف المراد تحقيقها من المناقشة: 

وذلك من خلال الإعداد المُسبَق لجميع النتائج المراد تحقيقها من خلال تلك المناقشة مع قابليتها للتقويم والقياس المباشر، والاهتمام ببعض الأهداف الوجدانية التي تتناسب مع أهداف الموضوع.

ثالثًا. الإعداد الجيِّد للمادة العلمية وتحديد مراجعها ومصادرها: 

حيث يقوم المعلم بإعداد المادة الدراسية للطلاب من خلال تحديدها في الكتاب المدرسي، أو الإشارة إلى مراجع معينة، أو تحديد مجموعة من الصفحات من كتاب، أو مرجع إضافي، ومن الممكن أن يقـوم المعلـم بتكليف طالب، أو مجموعة من الطلاب باختيار المراجع والمصادر والكتب الإضافية التي تغطي المادة الدراسـية التـي تم الاتفاق على تعلمها بين الطلاب والمعلم.

رابعًا. عرض المادة التعليمية للطلاب: 

أن يقوم المعلم بتقديم وعرض المادة التعليمية التي اختارها للمتعلمين لقراءتها قراءة شاملة ودقيقة ومتعمقة، ومن ثم مناقشتها مع المجموعة في وقت لاحق.

خامسًا. إدارة المناقشة: 

تتم إدارة المناقشة من خلال قيام المعلم، أو رئيس المجموعـة بكتابـة عنـوان موضـوع المناقشـة أمـام نـاظري الجميـع، أو المجموعة المعنية بالمناقشة ثم يقوم بكتابة وعرض الأهـداف المراد تحقيقهـا مـن المناقشـة متضمنه النقـاط الرئيسيـة التـي سـيتم مناقشتها في الجلسة الواحدة، ومن ثم يبدأ أفراد المجموعة، أو طلاب الصـف بمناقشـة الأهـداف أو النقـاط المكتوبة أمامهم مع مراعاة توضيح النقاط الرئيسية التي تم الاتفاق عليها أثنـاء النقـاش من قِبَلْ المعلم، أو رئيس المجموعة، وتقديمها وعرضها على مرأى الجميع.

سادسًا. خاتمة المناقشة: 

بعد انتهاء الطلاب من مناقشة جميع الأهـداف، وبعد كتابة خلاصة الأفكار على لوح العرض من قِبَل المعلـم، أو رئـيس المجموعـة، أو أحـد أفـراد الطلاب، وحازت على قبول الجميع، يطلـب المعلـم مـن جميع الطلاب والحاضرين كتابة هذه الخلاصات في دفاترهم؛ لتذكرها والاستفادة منها واستخدامها مرة أخرى عند العودة إليهـا، أو الاستشـهاد بأفكارهـا في جلسات أخرى.

 

مميزات إستراتيجية المناقشة:

        لإستراتيجية المناقشة عدة مميزات نسردها فيما يأتي:

  1. تساعد على اشتراك أكبر عدد ممكن من الطلاب في المناقشة.
  2. تتسم الحصة الصفية بالفاعلية والإيجابية والحيوية.
  3. عرض موضوع الدرس من خلال إثراء عديد من وجهات النظر المختلفة والأفكار البناءة.
  4. تجعل المتعلم دائمًا محور التفاعل والعنصر الفعَّال في العملية التعليمية.
  5. تنمي لدى المتعلم فكرة حسن تبادل الآراء واحترام آراء الآخرين.من خلال الحوار المتبادل والمناقشة البنائه تُصبِح الحياة المدرسية أقرب إلى الحياة الاجتماعية المألوفة لدى الطالب.
  6. تزويد المتعلم بأحدث المعلومات المتناقلة بين المتعلمين والمعلم.
  7. تعمل على تدريب المتعلم بإثبات أفكاره، وإقناع الآخرين بها من خلال الدليل الجازم بالحقيقة.
  8. من الممكن أن يكون النقاش ممتد إلى خارج الحصة المدرسية، والحرص على استمراريته مع المتعلمين في البيئة المدرسية والاجتماعية.

 

عيوب إستراتيجية المناقشة:

      هناك عدة عيوب في إستراتيجية المناقشة، نطرحها من خلال النقاط الآتية:

  1. قد يكون هناك تشعب في أفكار المناقشة بعيدًا عن أهداف الدرس.
  2. قد يكون هناك بعض الأفكار المطروحة التي تلزم وقت طويل؛ لمناقشتها ويصعب غلقها بسرعة.
  3. قد تنعكس آثارها السلبية على المتعلمين ذوي الآراء المعاكسة، أو المتناقضة بالنفور والكراهية.
  4. من الممكن أن تكون هناك ضجة وفوضى في الفصول ذات الأعداد الكبيرة.
  5. إذا كان المعلم ذات ثقافات محدودة قد تسبب في إحراجه أمام الطلاب ذوي الثقافات المتعددة.
  6. امتداد المناقشة بين الطلاب خارج الحصة قد تثير بعض الخلافات بين الطلاب ذوي الآراء المتعارضة.

 

كيف تمتلك مهارة المناقشة البنَّاءة؟

      امتلاك مهارة المناقشة البنَّاءة تتطلّب عددًا من الحيثيات المهمة؛ ليُوصف الباحث بأنه مناقشٌ جيد قادرٌ على إدارة الحوار وتبادل الآراء ووجهات النظر، ومن أبرز هذه الحيثيات ما يأتي:

  1. التهيؤ للمناقشة: يجب على الباحث أن يُهيّئ نفسه قبل المشاركة في المناقشة، فيقوم بجمع معلوماته، وترتيب أفكاره، وتنظيم البينات التي سيلقيها أثناء المناقشة.
  2. المحافظة على الهدوء والثبات: على الباحث أن يحافظَ على هدوئهِ، ويتجنب عوامل التوتر والقلق عامةً.
  3. معرفة موضوع المناقشة: على الباحث أن يكون على دراية تامة بموضوع الماقشة وأفكاره الرئيسية؛ ليتمكّن من إدارة النقاش في إطاره الطلوب.
  4. معرفة الآراء والأفكار المطروحة في المناقشة: فمن واجب المناقش أن يستمعَ لأفكار المشاركين في المناقشة جميعًا مع التّعرُّف إلى اقتراحاتهم حول الموضوع المعني بالمناقشة.
  5. التركيز على موضوع المناقشة: فعلى المناقش المحافظة على سير المناقشة في إطار موضوعها المنوط بالمناقشة مع الابتعاد عن التطرّق لموضوعات أخرى.
  6. تجنُّب حدوث أيّة مشادّات مع المشاركين الآخرين: فلا يتعنّت الباحث في التمسُّك بآرائه، متجاهلًا الآراء الأخرى، بما يُؤثر على سير المناقشة، والوصول إلى حلولٍ مباشرة إيجابية تضمن تجنُّب أيّ آثارٍ سلبيّة.
  7. الاهتمام بتفاصيل المناقشة: فلا يغفل أيّ تفصيلةٍ من تفاصيل المناقشة؛ حتّى يتمّ الوصول إلى النتائج المطلوبة بنجاح.

 

أخطاء عقد المُناقشات:

    يتعرّض الشخص أثناء المناقشة إلى الوقوعِ في عديدٍ من الأخطاء التي يجب عليه أن يتجنّبها، ومن أهمّ هذه الأخطاء الآتي:

  1. عدم تنظيم الأفكار بشكلٍ صحيحٍ، ممّا يؤدّي إلى صعوبة ربط الجُملِ ببعضها.
  2. عدم توزيع فقرات المناقشة على وقتها المخصّص لها.
  3. عدم المحافظة على نبرةِ صوتٍ ثابتةٍ، والتنويع بين مستويات الصوت المختلفة.
  4. ظهور علامات القلق والاضطراب على المُناقش أثناء طرح آرائه.
  5. عدم التحضير الكافي للمناقشة بما يُسبب تجاهلُ جانبٍ من جوانب النقاش.

مراجع يمكن الرجوع إليها:

أبو شريخ، شاهر،(2008م). استراتيجيات التدريس. الطبعة الأولى. المعتز للنشر والتوزيع. عمان. الأردن.

 


تابعنا على :


التعليقات (0)

اترك تعليق

تعرف علي خدماتنا

فتح الدردشة
دراسة للاستشارات والدراسات والترجمة
أهلا
مرحبًا بكم في دراسة
كيف استطيع مساعدتك؟
Phone

الهاتف

تواصل معنا
أخفاء